تعد الفحوصات المخبرية من الأدوات الأساسية لتشخيص الحالات المرضية وتحديد أسبابها، ومن بين هذه الفحوصات، فحص البروتين C والبروتين S (Protein C and Protein S Tests)، والذي يهدف إلى تقييم مستويات البروتينات التي تلعب دورًا مهمًا في منع تكون الجلطات الدموية بشكل مفرط. يُجرى هذا الفحص عن طريق تحليل عينة دم لقياس كمية هذه البروتينات المذكورة ومدى كفاءتها. في هذا المقال، سنلقي نظرة على أهمية هذه الفحوصات، وكيف تُجرى، ودورها في تشخيص الحالات المرتبطة بالجلطات الدموية.
ما هو فحص البروتين C والبروتين S ؟
البروتين C والبروتين S هما بروتينان موجودان في الدم، يعملان معًا للحفاظ على توازن نظام التخثر ومنع تكون الجلطات الزائدة. في الحالة الطبيعية لا تتشكل جلطات دموية داخل الجسم إلا عندما يصاب الجسم بجروح، فتتكون الجلطات لوقف النزيف، ولكن في حالات نقص البروتين C أو البروتين S، قد تتشكل جلطات داخل الدورة الدموية دون وجود إصابة. تُعرف هذه الحالة باسم نقص البروتين C أو البروتين (Protein C or Protein S Deficiency)، وهي حالة نادرة قد تظهر فيها الجلطات داخل أوردة الساقين أو الحوض، مما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم الخثار الوريدي العميق (Deep Vein Thrombosis - DVT). إذا تحركت أجزاء من الجلطة وانتقلت إلى الرئتين، يمكن أن تسبب انسدادًا رئويًا (Pulmonary Embolism)، وهي حالة تهدد الحياة.
أسباب نقص البروتين C والبروتين S
يمكن أن يكون نقص البروتين C والبروتين S:
- مكتسبًا (Acquired): نتيجة حالات مرَضية مثل:
- العدوى.
- أمراض الكبد أو الكلى.
- نقص الفيتامين K.
- السرطان أو العلاج الكيميائي.
- تناول أدوية معينة، مثل حبوب منع الحمل أو مضادات التخثر مثل الوارفارين (Warfarin).
- الحمل.
- الاعتلال التخثري المنتشر داخل الأوعية (Disseminated Intravascular Coagulopathy - DIC)، وهي حالة نادرة تؤدي إلى تكون جلطات داخل الدورة الدموية في جميع أنحاء الجسم.
- وراثيًا (Inherited): ناتج عن طفرة وراثية تُنقل من أحد الوالدين أو كليهما.
لماذا يُستخدم فحص البروتين C والبروتين S ؟
تُستخدم هذه الفحوصات للأغراض التالية:
- تحديد سبب الجلطات غير المبررة.
- تقييم خطر الإصابة بجلطات مستقبلية.
- تشخيص نقص البروتين C أو البروتين S.
- متابعة التحسن أو التدهور في الحالات الصحية المرتبطة بهذا النقص.
متى تحتاج إلى فحص البروتين C والبروتين S ؟
قد يُوصى بهذا الفحص في الحالات التالية:
- إذا كنت قد أُصبت بجلطة قبل سن الخمسين دون سبب واضح.
- إذا ظهرت جلطات في أماكن غير معتادة، مثل أوردة الكلى أو الكبد أو الدماغ.
- إذا كان لديك تاريخ من الجلطات المتكررة.
- إذا كان أحد أفراد العائلة مصابًا بنقص وراثي للبروتين C أو البروتين S أو لديه تاريخ من الجلطات في سن مبكرة.
- إذا كان لديك طفل حديث الولادة يعاني من اضطرابات تخثر الدم.
كيف يُجرى فحص البروتين C والبروتين S ؟
يُجرى الفحص عن طريق أخذ عينة دم من الوريد. يقوم الطبيب أو المختص بإدخال إبرة صغيرة في ذراعك لجمع الدم في أنبوب اختبار، وقد تشعر بوخز بسيط عند إدخال الإبرة أو إخراجها. العملية تستغرق عادة أقل من خمس دقائق.
التحضيرات اللازمة لإجراء فحص البروتين C والبروتين S
إذا كنت تُجري الفحص بعد الإصابة بجلطة، يجب الانتظار حتى تتعافى للحصول على نتائج دقيقة. قد يُطلب منك التوقف عن تناول أدوية مضادة للتخثر لفترة معينة قبل الفحص، خاصة أدوية سيولة الدم، ولكن لا توقف أي دواء دون استشارة الطبيب.
المخاطر المرتبطة بإجراء فحص البروتين C والبروتين S
الفحص آمن جدًا، مع احتمالية بسيطة لحدوث ألم خفيف أو كدمة في موضع الإبرة، وتختفي الأعراض سريعًا.
تفسير النتائج
- ارتفاع مستويات البروتين C أو البروتين S: لا يرتبط عادةً بمشكلات صحية.
- انخفاض المستويات أو ضعف الأداء الوظيفي لهذه البروتينات: يشير إلى خطر أعلى لتكوين الجلطات.
- إذا كان النقص وراثيًا، قد يُطلب إجراء اختبار جيني للتأكد.
- إذا كان النقص مكتسبًا، قد يكون مؤقتًا أو دائمًا حسب الحالة المرضية المسببة.
التعامل مع النتائج غير الطبيعية
- النقص الوراثي: لا يعني بالضرورة أنك ستصاب بجلطات، لكنه يزيد من خطر الإصابة بها طوال حياتك.
- النقص المكتسب: قد يكون علاجه ممكنًا عن طريق علاج السبب الأساسي.
في كلتا الحالتين، قد يوصي الطبيب بعلاج وتوصيات لتقليل خطر الجلطات، مثل:
- تناول مضادات التخثر (Anticoagulants)، أي أدوية سيولة الدم.
- علاج الحالة المسببة للنقص المكتسب.
- تجنب العوامل المساهمة في زيادة خطر الجلطات، مثل التدخين وحبوب منع الحمل.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
1. ماذا يعني ارتفاع البروتين C؟
ارتفاع مستويات البروتين C (Protein C) لا يرتبط عادةً بمشكلات صحية، ولا يُعتبر سببًا مباشرًا لأي اضطرابات مرضية. في معظم الحالات، يُستخدم قياس مستويات البروتين C لتقييم خطر الإصابة بالجلطات عند الاشتباه في وجود نقص أو خلل في وظيفته، وليس لقياس الارتفاع.
2. كيف يكون تحليل البروتين؟
تحليل البروتين C والبروتين S يتم عبر فحص عينة دم تُؤخذ من الوريد. الفحص يشمل:
- تحليل المستضد (Antigen Test): لقياس كمية هذه البروتينات.
- تحليل النشاط الوظيفي (Activity Test): لتقييم مدى كفاءة هذه البروتينات في منع تخثر الدم.
يُجرى التحليل عادةً بعد التعافي من الجلطات، وقد يُطلب التوقف عن بعض الأدوية مثل مضادات التخثر لضمان دقة النتائج.
3. أين يوجد البروتين S؟
البروتين S يوجد بشكل طبيعي في الدم، ويتم إنتاجه في:
- الكبد (Liver): المصدر الأساسي لإنتاجه.
- الخلايا البطانية للأوعية الدموية (Endothelial Cells): التي تساهم في وظيفته المضادة للتخثر.
- يتواجد البروتين S بشكل حر أو مرتبط مع بروتينات أخرى، ويعتبر الشكل الحر (Free Protein S) هو الأكثر نشاطًا من الناحية الوظيفية.
4. لماذا يطلب تحليل Electrophorèse des Protéines؟
تحليل رحلان البروتينات الكهربائي (Electrophoresis of Proteins) يُطلب لتشخيص مجموعة من الحالات مثل:
- اضطرابات المناعة: مثل الورم النقوي المتعدد (Multiple Myeloma).
- أمراض الكلى: لتقييم زيادة طرح البروتينات في البول.
- أمراض الكبد: لتحديد مستويات البروتينات المنتَجة في الكبد.
- الالتهابات المزمنة: التي تؤدي إلى تغييرات في نسب البروتينات.
التحليل يُستخدم للفصل الكهربائي لبروتينات الدم إلى مكوناتها المختلفة (مثل الألبومين والغلوبيولين) لتحديد وجود خلل أو اضطراب.
نهاية، فحص البروتين C والبروتين S يُعد أداة أساسية لتقييم خطر الإصابة بالجلطات الدموية وفهم أسبابها. يساعد هذا الفحص في تحديد الحاجة إلى التدخل العلاجي واتخاذ تدابير الوقاية المناسبة. إذا كنت تعاني من عوامل خطر أو لديك تاريخ عائلي للجلطات، استشر طبيبك لمعرفة ما إذا كان إجراء هذا الفحص مناسبًا لك.