لزيت الزيتون فوائد عديدة على الصحة، وقد سمعنا كثيراً عن فوائده للبشرة والشعر، فهل هذه الفوائد حقاً صحيحة، أم هي مجرد عادات توارثناها؟ نتحدث في هذه المقالة عن فوائد زيت الزيتون للبشرة والشعر ولكن نبين أولاً أنواع زيت الزيتون والفرق بينها.
ما هو زيت الزيتون وما أنواعه؟
يُستخرج زيت الزيتون من ثمار شجرة الزيتون، وتنقسم أنواع زيت الزيتون إلى ثلاثة أنواع بحسب طريقة استخلاصه، وهي:
- زيت الزيتون العادي.
- زيت الزيتون البِكر.
- زيت الزيتون البِكر الممتاز.
الفرق بين زيت الزيتون العادي، والبِكر، والبِكر الممتاز، هو أن الأول تُستخدم في عملية استخلاصه بعض الكيماويات، أما النوعان الآخران فتكون العملية ميكانيكية بالكامل، أي أنه يُعصر فقط دون إضافة أي مواد أخرى. أما الفرق بين زيت الزيتون البكر والبكر الممتاز فيكون في نقاوته، فالبكر الممتاز تكون رائحته وطعمه أنقى من البكر لأنه يُعصر على البارد ولا يتعرض للحرارة التي يمكن أن تغير من خصائصه، ولهذا تكون معايير جودته أعلى بكثير من زيت الزيتون البكر. المهم هنا هو أن فوائد زيت الزيتون للبشرة والشعر، وحتى فوائده الصحية تتركز أكثر في زيت الزيتون ذي الجودة العالية.
فوائد زيت الزيتون للبشرة والشعر
فضلاً عن استخداماته الكثيرة مع الطعام، فإن فوائد زيت الزيتون للبشرة والشعر كثيرة جداً، وأهم المركبات الكيميائية المسؤولة عن فوائد زيت الزيتون هي عائلة الفينولات التي يحتوي زيت الزيتون البكر منها على كميات أكثر لأنه لا يمر بعملية التكرير التي يمر بها زيت الزيتون العادي.
فوائد زيت الزيتون للبشرة
تملك الفينولات الموجودة في زيت الزيتون صفات مضادة للأكسدة، مما يعطي زيت الزيتون خصائص مضادة للالتهاب تعزز التئام الجلد حينما يُستخدم موضعياً، وفي إحدى التجارب استخدَم الباحثون مرهم Olea المكوّن من زيت الزيتون وزيت السمسم والعسل لدى مرضى أصيبوا بحروق من الدرجة الثانية، ووجدوا أن لهذه الخلطة تأثيرا فعالاً في تقليل العدوى وسرعة التئام الجلد وإزالة الجلد الميت، ويمكن أيضاً استخدام زيت الزيتون لترطيب البشرة وفروة الرأس الجافة وتخفيف التهيج.
لا تعني هذه النتائج طبعا أنه يجب عليك استخدام زيت الزيتون لعلاج الحروق، فالمرضى في الدراسة كانوا تحت إشراف فريق طبي، والحروق من الدرجة الثانية هي إصابات تتطلب مراجعة طبيب لتفادي العدوى وتفاقم تضرر الجلد، ولهذا لا يحب تجربة أي وصفات منزلية للحروق سواء بزيت الزيتون أو غيره.
فوائد زيت الزيتون للشعر
يملك زيت الزيتون العديد من الفوائد للشعر.
الفوائد للشعر المتساقِط والشعر المزروع
بالرغم من أن خلايا الشعر خلايا ميتة لكن خلايا بصيلات الشعر لها دورة حياة تبدأ بمرحلة التنامي التي تكون مدتها من سنتين إلى سبع سنوات، ثم مرحلة التراجع التي تكون مدتها من أسبوعين إلى ثلاثة، ثم تنتهي بمرحلة التساقط التي تمتد قرابة ثلاثة أشهر، وما يحدث في دورة حياة الشعرة لمن يعاني من تساقط الشعر هو أن أغلبية الشعر تكون في مرحلة التساقط، بينما تكون مرحلة النمو قصيرة، فالشعر الجديد الذي ينمو لا يتطور لمدة كافية قبل أن يبدأ بالتراجع ثم التساقط.
يملك زيت الزيتون خصائص معززة لنمو الشعر، إذ يحتوى على مادة (Oleuropein) التي اكتشَف الباحثون أن استخدامها موضعياً على فئران التجارب قد نشَّط إنتاج الحمض الريبي النووي المرسال (mRNA) المختص بإنتاج بعض البروتينات التي تحفز نمو الشعر، مما جعل بصيلات الشعر في مرحلة التساقط تنمو في الحجم لتصبح شبيهة ببصيلات مرحلة النمو، ووجدوا نتائج مشابهة لذلك عندما استخدموه على مزرعة خلايا بصيلات شعر البشر، لذا يمكن استخدام زيت الزيتون للحفاظ على الشعر المزروع في مرحلة النمو، وتقليل التهاب فروة الرأس الذي قد يكون سبباً لتساقط الشعر من الأساس.
 |
| زيت الزيتون وتأثيره على مراحل نمر الشعر |
فوائد زيت الزيتون للشعر الجاف
هناك ثلاث صفات تؤثر على رطوبة الشعر، فتجعله جافاً أو عادياً أو دهنياً، وتلك الصفات هي:
- إفراز فروة الرأس للزيوت.
- نمط تجعيد الشعرة (مموج، مجعّد.. إلخ).
- مساميته.
فمَن تكن فروة رأسهم جافة لا تفرز الكثير من الزيوت؛ يجب ألا يغسلوا شعرهم سوى مرتين أو ثلاث مرات فقط في الأسبوع للحفاظ عليه من الجفاف، أما ذوو فروة الرأس الدهنية فقد يحتاجون لغسل شعرهم أكثر من ذلك، لأن التراب والخلايا الميتة تلتصق بسهولة بفروة الرأس الدهنية، ويمكنها أن تسبب الحكة إن لم تغسل.
كلما كان الشعر مجعّداً أكثر كان أكثر عرضة للجفاف، لأن الزيوت لا يمكنها الوصول لجسم الشعرة وطرفها بسهولة مثل الشعر المموج أو المفرود.
يتكون جسم الشعرة من 3 أجزاء هي:
- اللب أو الطبقة الداخلية (Medulla)، وقد لا تكون موجودة في الشعر الخفيف أو الأشقر.
- القشرة (Cortex)، وهي الطبقة الوسطى في الشعرة، والتي تحتوي على صبغة الميلانين وتحتفظ بالرطوبة وتعطي الشعرة قوتها وملمسها.
- الإهاب أو القشيرة (Cuticle)، وهي الطبقة الخارجية المكونة من خلايا تحتوي على الكيراتين، وهي ما يتحكم بمسامية الشعر.
 |
| مكونات جسم الشعرة |
تُعد مسامية الشعر من أهم صفات الشعر التي يجب أن تعرفيها عن شعرك لأنها تؤثر على مدى امتصاصه للماء والزيوت وقدرته على الاحتفاظ بهما، وهناك 3 أنواع من الشعر:
- الشعر المنخفض المسامية.
- الشعر المتوسط المسامية.
- الشعر العالي المسامية.
 |
| تأثر مسامية الشعر على امتصاصه لزيت الزيتون |
تكون الخلايا المسامية في الشعر العالي المسامية متباعدة وعلى زوايا واسعة، فتكون له قدرة كبيرة على امتصاص الماء ولكنه لا يحتفظ به جيداً، والعكس صحيح للشعر المنخفض المسامية (الذي تكون الخلايا المسامية فيه متقاربة) فإنه يواجه صعوبة في امتصاص الماء، ولكنه إذا امتصه يبقى رطباً لفترة أطول، لذلك مَن عندهم هذان النوعان عادةً ما يكون شعرهم جافاً. فمن المهم تحديد نوع شعرك لتعتني به بالطريقة التي تناسبه، ويمكنك تحديد نوع مسامية شعرك بهذا الاختبار:
- اغسلي شعرك بالشامبو فقط بدون بلسم، لأن البلسم يغلق المسام.
- دعيه يجف بدون استخدام أي منتجات أو حرارة.
- ضعي خصلة من شعرك في كوب ماء دافئ وراقبيها لبضع دقائق.
إذا طفت الشعرة فوق الماء فهذا يعني أن شعرك مساميته منخفضة، أما إذا طفت لبعض الوقت ثم بدأت تغرق فهذا يعني أن مساميته متوسطة، وأما إذا غرقت بسرعة فمسامية شعرك عالية.
 |
| اختبار مسامية الشعر |
على الرغم من عدم معرفة الناس بتركيبة زيت الزيتون في الماضي، لكنه كان من أكثر الزيوت المستخدَمة لترطيب الشعر، ومع تقدّم العلم أثبتت الدراسات أن زيت الزيتون من الزيوت ذات القدرة العالية على اختراق الشعر لأنه يحتوي على كمية عالية من الدهون الأحادية غير المشبعة كحمض الأوليك، ومن أحسن الدهون قدرة على اختراق الشعرة، فهذه الصفة ممتازة للشعر العالي المسامية لأن زيت الزيتون يخترقه بسهولة فيغذيه ثم يحتفظ برطوبته لأنه يغلق مسام الشعرة أو يغلفها، ولكن لا يُنصح باستخدامه للشعر المنخفض المسامية لأنه غالباً لن يمتص أصلاً.
فوائد زيت الزيتون للشعر المتقصف والتالف
يؤثر استخدام الصبغة والحرارة بكثرة على هيكل الشعرة الداخلي، ففي البداية يفتح مسامه أكثر من العادي، ومع الاستمرار في معالجته بالصبغة والحرارة قد يتغير شكل البروتينات داخل الشعرة فتتلف الشعرة تماماً، مما يجعلها هشة وأكثر عرضة للجفاف والتقصف.
رغم أنه لا يمكن إعادة الشعر التالف لطبيعته الصحية، ولكن يمكن تحسين مظهره والحفاظ عليه إلى أن ينمو الشعر الجديد الصحي، وكما ذكرنا سابقاً، فإن زيت الزيتون يخترق الشعرة ويغذيها، ويساعد الشعرةَ على الاحتفاظ بزيوتها ورطوبتها، فيجعلها أنعم ويحافظ على مظهرها.
 |
| فوائد زيت الزيتون للشعر المقصف والتالف |
فوائد زيت الزيتون للشعر الدهني
عادةً ما يكون الشعر الدهني مرتبطاً بفروة رأس دهنية، وهناك عدة أسباب قد تجعل فروة رأسك دهنية أكثر من اللازم:
- طريقة غسل الشعر: غسل فروة الرأس بمنتجات قاسية أو غسلها أكثر من اللازم قد يحفز فروة الرأس على إفراز زيوت أكثر من المطلوب لتعويض النقص الناتج عن الغسيل.
- عدوى فطرية: يجب استشارة طبيب للتخلص من العدوى إن كانت موجودة بدون الاعتماد على الوصفات المنزلية.
- الوراثة.
لا ينصح باستخدام زيت الزيتون إذا كان شعرك دهنياً بسبب عدوى فطرية أو دون سبب واضح، أي وراثياً، وذلك لأنه قد يزيد المشكلة، ولكن إذا كان الشعر جافاً في المنتصف والأطراف، فحينها يمكن استخدامه مع مراعاة إبقائه بعيداً عن فروة الرأس والجبهة إن كانت دهنية هي الأخرى.
أما في حالة كان الشعر الدهني مرتبطاً بطريقة غسله، فيمكن استخدام زيت الزيتون لإعادة التوازن لفروة الرأس بترطيبها مع تقليل عدد المرات التي يغسل فيها الشعر.
الأسئلة الشائعة
ما فوائد زيت الزيتون للبشرة والشعر؟
أكدت الدراسات العلمية العديد من الاستخدامات التقليدية لزيت الزيتون، فبفضل محتواه العالي من المركبات الفينولية ومضادات الأكسدة، يمكن لزيت الزيتون أن يساعد في ترطيب البشرة وتهدئة التهيج وتعزيز التئام الجروح وتحسين صحة الشعر من خلال تعزيز الاحتفاظ بالرطوبة وتقليل التقصف.
ما نوع زيت الزيتون الأفضل للبشرة والشعر؟
يُعد زيت الزيتون البِكر الممتاز هو الخيار الأفضل لأنه يُستخرج ميكانيكياً بدون مواد كيميائية، ويحتفظ بأعلى مستويات من مضادات الأكسدة والمركبات المفيدة، مما يوفر أقصى قدر من الفوائد للبشرة والشعر.
نصيحة من موقع صحتك
قد تعارف الناس عبر العصور وفي الأقاليم المختلفة على استخدامات زيت الزيتون المتعددة حتى صار يرمز لثقافتهم وتاريخهم، ولا تخلو منه منازلهم، ومع التقدم العلمي واكتشاف خصائصه الكيميائية ثبتت فوائد زيت الزيتون للبشرة والشعر التي تعارَف عليها الناس منذ القِدم. بالرغم من فوائد زيت الزيتون للبشرة والشعر العديدة، فإنه دائما ما يُنصح بمراجعة الطبيب وسؤاله عن استخدام زيت الزيتون لأي هدف تريد، فذلك يضمن تحقيق أفضل النتائج لك، ويقيك من استخدامه بشكل خاطئ يضر في الجلد والشعر بدلاً من أن ينفع.
