عندما يتعلق الأمر بممارسة الرياضة، يركز الكثير من الأشخاص على تقوية وتكبير العضلات وشد الخصر، ولكن بالنسبة للبعض، لا يعد ذلك حافزاً كافياً لممارسة الحركة. في الواقع، أصبحت عبارة "الرياضة دواء" معترفاً بها بشكل متزايد كشكل أساسي من أشكال العلاج لمختلف الأمراض المرتبطة بنمط الحياة، بما في ذلك الاكتئاب والسكري وأمراض القلب والربو وبعض أنواع السرطان وكسور الورك. فيما يلي بعض فوائد الرياضة غير المتوقعة والتي تحدث للجسم أثناء الحركة.
فوائد الرياضة ..
تعزيز صحة الدماغ
تم ربط ممارسة التمارين الرياضية بانخفاض معدلات الاكتئاب وتقليل خطر الإصابة بالخرف، إلى جانب تحسين الذاكرة. لا يعرف العلماء بالضبط سبب تغيير التمارين الرياضية لبنية الدماغ ووظائفه، لكن جزءًا من السبب الذي يجعل التمارين الرياضية تعزز الإدراك يتعلق بتدفق الدم، فالمزيد من الدم يعني المزيد من الطاقة والأكسجين، مما يجعل أداء الدماغ أفضل.
إبطاء التقدم بالسن
وجدت دراسة نُشرت في مجلة الطب الوقائي شملت ما يقرب من 6000 شخص بالغ في الولايات المتحدة أن أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام لديهم عمر بيولوجي أصغر، وقارنت الدراسة بين طول التيلومير (الأغطية الواقية الموجودة في نهايات الكروموسومات، وهي علامات على الشيخوخة والصحة العامة) مع مستويات النشاط البدني، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين مارسوا الرياضة بشدة (أكثر من 5 أيام في الأسبوع لمدة لا تقل عن 30 دقيقة) كانت لديهم تيلوميرات أطول بكثير من أولئك الذين كانوا خاملين أو معتدلي النشاط.
الشعور بالسعادة
من المعروف أن العديد من أنواع التمارين الرياضية تحفز إفراز مواد كيميائية في الدماغ، منها السيروتونين والأدرينالين والإندورفين والدوبامين، ومن فوائد الرياضة أنها تؤدي إلى إطلاق هذه المواد الكيميائية إلى تخفيف الألم ورفع الحالة المزاجية وتخفيف التوتر والمساعدة في التغلب على القلق، ولهذا، حتى إذا كنت لا تشعر بالرغبة في فعل أي شيء، فإن مجرد المشي لمدة 20 دقيقة يمكن أن يرفع من معنوياتك على الفور.
السيروتونين هو مادة كيميائية تعمل إلى حد كبير كمعادل للمزاج، وتتحكم في الرفاهية والسعادة، وأما الإندورفين فهو مادة كيميائية يفرزها الجسم استجابةً للتوتر أو الألم، وتعمل بمثابة مسكن طبيعي للألم في الجسم، في حين يساعد الدوبامين على إرسال إشارات بين الخلايا العصبية المختلفة في الجسم، مما يساعدنا في طريقة تفكيرنا.
تحسين المناعة
من فوائد الرياضة أيضاً تحسين المناعة، وهناك نظريات عدة حول كيفية تعزيز التمارين الرياضية لجهاز المناعة، وإحدى النظريات هي أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تعزز الدورة الدموية الجيدة، مما يسمح للخلايا المناعية المكلفة بمهاجمة البكتيريا بالتحرك بحرية أكبر والقيام بعملها بكفاءة، ومع ذلك، إذا كنت تشعر بالإرهاق قليلاً، فمن الأفضل تجنب ممارسة التمارين الرياضية المجهدة أو المطولة، لأنها ستضع ضغطًا إضافيًا على الجهاز المناعي، مما قد يؤدي إلى إضعافه أكثر.
الوقاية من الأمراض
على الرغم من أن العلماء لا يستطيعون حتى الآن تحديد ما إذا كانت التمارين الرياضية ستساعدك على رؤية عيد ميلادك المئوي، فمن المؤكد أن أولئك الذين يحافظون على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام سيخفضون عوامل الخطر لعدد من الأمراض المرتبطة بنمط الحياة، مثل أمراض القلب وبعض أنواع السرطان والسكري من النوع الثاني.
نضارة البشرة
لا تقتصر فوائد الرياضة على زيادة تدفق الدم إلى بشرتك مما يساعد البشرة على تجديد إنتاج الكولاجين، بل قد تعكس شيخوخة البشرة، وقد وجد باحثون في جامعة ماكماستر في أونتاريو في عام 2014 أن الأشخاص بعد سن الأربعين الذين يمارسون الرياضة بشكل متكرر كانت طبقات الأدمة في بشرتهم أكثر سمكًا بشكل ملحوظ، علماً أنها تصبح أرق مع التقدم في السن، مما يؤدي إلى فقدان الخلايا والمرونة، مما يعطي البشرة مظهرًا أكثر ترهلًا.
تعزيز النوم
وفقًا لمؤسسة صحة النوم، فإن النشاط في الشمس يحسن من جودة النوم، ويساعدك على النوم بسرعة أكبر، ويزيد من وقت نومك بشكل عام، كما أنه يزيد من الوقت الذي تقضيه في النوم العميق، ولهذا فإن أفضل الأوقات لممارسة الرياضة هي في الصباح وقبل وجبة المساء، ولكن ليس قبل ساعة أو ساعتين من الخلود إلى النوم، لأن ذلك قد يمنحك دفعة من النشاط تؤثر سلباً في قدرتك على النوم.
الأسئلة الشائعة
كيف تحسن التمارين الرياضية صحة الدماغ والمزاج؟
من فوائد الرياضة أنها تعزز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يوفر المزيد من الأكسجين والطاقة، وقد يساعد ذلك في تحسين الذاكرة وتقليل خطر الإصابة بالخرف وخفض معدلات الاكتئاب. كما أن الرياضة تحفز إفراز مواد كيميائية مثل السيروتونين والدوبامين والإندورفين، وهي مواد طبيعية تعمل على تحسين المزاج وتخفف من التوتر والقلق وحتى الألم الجسدي، ولهذا يمكن للمشي لمدة 20 دقيقة فقط أن يمنح صحتك العقلية دفعة ملحوظة.
ما بعض الفوائد المدهشة على المدى الطويل لممارسة التمارين الرياضية بانتظام؟
إلى جانب تنشيط العضلات، قد يساعد النشاط البدني المنتظم على إبطاء الشيخوخة ودعم جهاز المناعة وتحسين النوم، وترتبط ممارسة التمارين الرياضية الشديدة بإطالة التيلوميرات، وهي من علامات الشباب على المستوى الخلوي. كما أنها قد تعزز مرونة الجلد وتحسن إنتاج الكولاجين وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري، ويميل الأشخاص النشيطون إلى النوم بشكل أفضل ويقضون وقتاً أطول في النوم العميق.
نصيحة من موقع صحتك
فكّر فيما وراء مرآة الصالة الرياضية، فالتمارين الرياضية أكثر من مجرد مظهر بدني، إنها طريقة مثبتة للعناية بعقلك وجسمك وصحتك النفسية، وسواء كان ذلك من خلال المشي أم ركوب الدراجة أم السباحة أم أي نواع من الرياضة تحب، فإن الحفاظ على النشاط قد يضيف سنوات إلى حياتك ويحقق لك السعادة والصحة.
