غالبًا ما يفاجئ الأطفال حديثو الولادة الآباء والأمهات بالعديد من الملامح غير المتوقعة، ولكن أحد الملامح التي تلفت الانتباه هو فرط نمو الشعر على جسم الأطفال حديثي الولادة. وفي حين أنه قد يكون من المذهل رؤية شعر كثيف على جسم الطفل، خاصةً إذا ظهر بعد الولادة مباشرة، فإن هذه الحالة عادةً ما تكون طبيعية ومؤقتة. إليك ما يجب معرفته عن سبب حدوثها وما يمكن توقعه مع نمو طفلك.
ما هو الشعر الزائد على جسم المولود الجديد؟
يرجع النمو الزائد للشعر على جسم الأطفال حديثي الولادة بشكل عام إلى وجود طبقة ناعمة ورقيقة من الشعر تسمى الزغب، ويتكون هذا النوع الخاص من الشعر أثناء نمو الجنين في الرحم، وهو أكثر شيوعًا عند الأطفال المولودين قبل 37 أسبوعًا من الحمل، وعلى الرغم من أن وجوده قد يثير تساؤلات الآباء والأمهات الجدد، فإنه يخدم غرضاً حيوياً أثناء الحمل، ولا يشير إلى وجود مشكلة طويلة الأمد.
يبدأ الزغب عادةً في النمو على الجنين في الشهر الثالث أو الرابع من الحمل تقريباً، ويغطي في النهاية معظم جسم الجنين، وفي حين أنه غالبًا ما يتساقط قبل الولادة لدى الأطفال المولودين في موعدهم، فقد يكون ظاهراً لدى الأطفال الذين ولِدوا قبل الأوان.
الغرض من نمو الزغب
على الرغم من مظهره غير المتوقع، فإن الزغب جزء مهم من نمو الجنين، لأنه يلعب دورًا مهمًا في تثبيت طبقة واقية تسمى علمياً بالطلاء الدهني على الجلد، وهذه الطبقة تمثل مادة شمعية بيضاء تخدم عدة أغراض رئيسية منها:
- تنظيم درجة الحرارة: تساعد الجنين في الحفاظ على دفء الجنين داخل الرحم.
- حماية الجلد: تحمي الجلد الرقيق من التأثيرات الضارة المحتملة للسائل الأمنيوسي.
- الترطيب: تقلل من فقدان الماء من جلد الجنين وتمنع الجفاف.
بالإضافة إلى حماية الجلد، قد يساعد الزغب أيضاً على تحفيز النمو، فعندما يتحرك الجنين داخل الرحم، يتحرك الشعر ويهتز في السائل الأمنيوسي، وتساعد هذه الاهتزازات الخفية على إرسال رسائل إلى الدماغ والجهاز العصبي، مما يدعم النمو.
متى يختفي هذا الشعر؟
على الرغم من أن فرط نمو الشعر على جسم الأطفال حديثي الولادة قد يبدو ظاهراً وبارزاً عند الولادة، فعادةً ما يختفي من تلقاء نفسه، ويتساقط شعر الزغب لدى معظم الأطفال بشكل طبيعي عند اقترابهم من اكتمال نموهم، وغالباً ما يحدث ذلك قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة.
أما بالنسبة للأطفال المولودين قبل الأوان، فقد يستغرق هذا الشعر الناعم وقتاً أطول ليختفي، ويستمر أحياناً لبضعة أسابيع أو أكثر، وفي جميع الحالات تقريباً، يتساقط الزغب من تلقاء نفسه مع استمرار نمو الطفل وتطوره بعد الولادة، ولهذا لا ضرورة للتدخل الطبي، ويجب تجنب محاولات إزالة الشعر، فقد يؤدي استخدام منتجات أو تقنيات إزالة الشعر عن بشرة الرضيع الحساسة إلى تهيج أو ضرر.
فرط نمو الشعر على جسم الأطفال حديثي الولادة .. نظرة عن كثب
على الرغم من أن مصطلح "فرط نمو الشعر" قد يبدو مقلقًا، فإنه لا يعني أن طفلك سيكبر بشعر زائد في جسمه، فإن فرط نمو الشعر على جسم الأطفال حديثي الولادة هو مؤقت ولا علاقة له بأنماط نمو الشعر على المدى الطويل.
وغالباً ما يكون هذا الزغب أكثر وضوحاً على الظهر أو الكتفين أو الجبهة أو الأذنين، ومع نضوج الطفل، يتم استبداله بالشعر الزغبي، وهو نوع أدق وأقل وضوحاً من شعر الجسم، وهو شائع لدى جميع الأطفال والبالغين، ويُنصح الآباء والأمهات بعدم القلق، وعدم محاولة إزالة الشعر قبل الأوان، لأن ترك الأمور تأخذ مجراها يضمن راحة الطفل ويحمي بشرته الرقيقة.
ماذا عن شعر الرأس؟
يولد بعض الأطفال حديثي الولادة بشعر كثيف على الرأس، بينما يولد البعض الآخر بشعر خفيف جداً، تماماً مثل شعر الجسم، وقد تتغير أنماط شعر فروة الرأس بشكل كبير في الأشهر الأولى. من الشائع أن يفقد الأطفال بعض أو كل شعر الرأس خلال الأشهر القليلة الأولى، ويرجع ذلك إلى الانخفاض الطبيعي في الهرمونات بعد الولادة، حين تنخفض هرمونات الأمومة عند الشهر الثالث من عمر الطفل، مما يؤدي أحياناً إلى تساقط الشعر بشكل مؤقت، وعادةً ما ينمو هذا الشعر مرة أخرى في غضون بضعة أسابيع أو أشهر قليلة.
من المشاكل الشائعة الأخرى هي ظهور بقعة صلعاء في مؤخرة الرأس، والتي تنتج عن التلامس المستمر مع الفراش أثناء نوم الطفل على ظهره، وعندما ينمو الطفل ويبدأ في التدحرج أو الجلوس، عادةً ما تختفي هذه البقعة الصلعاء من تلقاء نفسها.
هل يحتاج الزغب إلى عناية خاصة؟
لا يتطلب فرط نمو الشعر على جسم الأطفال حديثي الولادة أي عناية خاصة، فهو لا يزعج الطفل ولا يحتاج إلى علاجات لإزالته، وأفضل طريقة هي الحفاظ على نظافته بشكل لطيف ومنتظم من خلال:
- تحميم الطفل بمنظف لطيف مخصص للرضّع.
- تجنب فرك الجلد لإزالة الزغب.
- استخدام مناشف أو قطع قماش ناعمة لتجفيف الجلد.
عندما يتعلق الأمر بشعر الرأس، لا بأس من تسريح شعر الرأس بلطف، ومع ذلك، تجنبي ربط الشعر بشدة، وتجنبي استعمال الأربطة المطاطية التي قد تسبب عدم الراحة أو تؤذي فروة الرأس.
متى يجب القلق؟
لا يكون فرط نمو الشعر على جسم الأطفال حديثي الولادة مدعاة للقلق في معظم الحالات، ولكن إذا استمر نمو الشعر إلى ما بعد الإطار الزمني المتوقع، أو إذا ظهرت أعراض إضافية، مثل تهيج الجلد أو الطفح الجلدي غير المعتاد، أو لوحظ بطء النمو، فمن الضروري استشارة فريق الرعاية الصحية للاطمئنان.
تذكري أن الأطفال يتطورون وينمون بالسرعة التي تناسبهم، فقد تختلف بعض المراحل، مثل تساقط الزغب أو نمو شعر الرأس، بناءً على عمر الحمل والعوامل الوراثية.
الأسئلة الشائعة
هل من الطبيعي أن يحتفظ طفلي بشعر جسمه بعد مرور شهر على الولادة؟
نعم. قد يحتفظ بعض الأطفال، خاصةً المولودين قبل الأوان، بشعر الزغَب لأسابيع عدة بعد الولادة، وعادةً ما يكون هذا الأمر غير ضار، ويزول بشكل طبيعي.
هل يمكنني إزالة الشعر من جسم طفلي حديث الولادة؟
ليس من الآمن إزالة الزغب بأي طريقة، فبشرة الطفل حساسة للغاية، وقد يؤدي هذا التدخل إلى التهيج أو الإصابة، ولهذا دعيه يتساقط بشكل طبيعي.
نصيحة من موقع صحتك
إذا ظهرت علامات فرط نمو الشعر على جسم الأطفال حديثي الولادة فلا داعي للذعر، فهذا جزء من نمو الطفل. تجنبي أي محاولات لإزالة الشعر، وبدلاً من ذلك ركّزي على العناية بلطف ومراقبة نمو الطفل، وإذا كانت لديك أي مخاوف في أي وقت، لا تترددي في استشارة فريق رعاية الأطفال للحصول على الدعم ولإراحة بالك.