ربما كنت تعلم أنك بحاجة إلى نظارة طبية جديدة منذ فترة، أو ربما لم تدرك أن نظاراتك لم تكن تمنحك رؤية مثالية حتى تبين لك بعد فحص العين، ولكن مهما كان السبب فقد تتفاجأ إذا كانت النظارات الجديدة تسبب الصداع لدرجة لم تتوقعها، بل وقد تسبب أحيانا النظارات الجديدة الدوار أو الغثيان. ربما تتساءل في هذه الحالة عما إذا كان هناك خطأ ما حصل، ولكن قبل أن تعود إلى نظاراتك القديمة، تأكد من فهمك لما قد يسبب حدوث صداع النظارة الجديدة وما الذي يمكنك فعله حيال ذلك.
لماذا يظهر صداع النظارة الجديدة في بعض الحالات؟
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى صداع النظارة الجديدة ومنها:
إجهاد العضلات
تحتوي كل عين على ست عضلات، فعندما تبدأ عيناك بتعلم كيفية رؤية العالم من نظارة جديدة، قد يتعين على هذه العضلات أن تعمل بجهد أكبر أو بشكل مختلف عما كانت عليه من قبل، ويمكن أن يتسبب هذا بإجهاد العضلات داخل العين وبالتالي الصداع. تعد احتمالية الإصابة بالصداع الناتج عن إجهاد العضلات أكثر شيوعاً عند ارتداء النظارات لأول مرة، أو إذا تغيرت الوصفة الطبية التي صممت وفقها النظارة بشكل كبير.
تعدد قوى العدسات
قد يكون من الصعب بشكل خاص التكيف مع النظارات الثنائية البؤرة أو الثلاثية البؤرة أو العدسات التقدمية، خاصةً لأول مرة.
- تملك النظارات الثنائية البؤرة قوتين مختلفتين للعدسة.
- تملك النظارات الثلاثية البؤرة ثلاث قوى عدسات مختلفة.
- تُعرف النظارات التقدمية باسم النظارات الثنائية البؤرة بدون خط، أو النظارات المتعددة البؤر، وهي توفر انتقالاً أكثر سلاسة بين قوى العدسات بحيث يمكنك رؤية المسافات القريبة والبعيدة والمتوسطة.
تصحح النظارات التي توفر أكثر من قوة عدسة واحدة مشاكل متعددة، مثل قصر النظر وطول النظر، ويجب عند استخدامها النظر من خلال العدسات في المكان المناسب تماماً للحصول على تصحيح الرؤية الذي تحتاجه، فالجزء السفلي من العدسات مخصص للقراءة والعمل عن قرب، بينما يكون الجزء العلوي من العدسات مخصص للقيادة والرؤية عن بُعد. قد يستغرق الأمر بعض الوقت للتعود على ذلك، ولهذا ليس من الغريب أن ينتج الصداع والدوار والغثيان في فترة التكيف هذه مع العدسات الثنائية البؤرة أو الثلاثية البؤرة أو العدسات التقدمية.
إطار النظارات غير الملائمة
من الأسباب الأخرى المؤدية إلى صداع النظارة الجديدة الإطار الجديد وليس العدسة، فتغيير الإطار شائع جداً أيضاً عند تفصيل نظارة جديدة، وإذا كان الإطار غير ملائم وليس مريحاً بحيث يضغط على الأنف، أو يسبب ضغطاً خلف الأذنين، فقد يسبب بالصداع، ومن المهم تركيب النظارة على وجهك من قبل متخصص ليساعدك في اختيار الإطار المناسب بحيث تكون العدسة أيضاً على مسافة صحيحة من بؤبؤ العينين. إذا كنت تشعر بعدم الراحة عند ارتداء النظارة الجديدة أو كانت النظارة علامة قرص على أنفك، فغالبًا ما يمكن إعادة ضبطها لتناسب وجهك بشكل أكثر راحة، وقد يؤدي ذلك إلى التخلص من الصداع.
الوصفة الطبية الخاطئة
على الرغم من أنك تبذل قصارى جهدك لإعطاء معلومات دقيقة أثناء فحص العين، فإن هناك مجالاً كبيراً للخطأ، وقد يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى الحصول على وصفة طبية غير مثالية لك، وقد يكون طبيبك أيضاً قد أخطأ في قياس المسافة بين الحدقتين، إذ يجب أن يكون هذا القياس دقيقاً، وإلا فقد يؤدي إلى إجهاد العين. إذا كانت الوصفة الطبية للنظارة أضعف أو أقوى من المطلوب، فستصاب عيناك بالإجهاد، مما يسبب الصداع. يجب أن يذهب الصداع الناجم عن النظارات الجديدة في غضون أيام قليلة، وإذا لم يحدث ذلك، فقد تحتاج إلى إعادة اختبار عينيك لتحديد ما إذا كانت الوصفة الطبية هي السبب في ذلك.
نصائح للوقاية من الصداع
بيّنّا فيما سبق أسباب صداع النظارة الجديدة الذي يصيب البعض، وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في الوقاية من الصداع الناجم عن النظارات الجديدة أو الحد منه حتى تعتاد عيناك على النظارة:
تجنب نظارتك القديمة
لا تستسلم للإغراء وتعد إلى نظارتك القديمة، فهذا لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد الصداع بسبب النظارة الجديدة، إذ تحتاج عيناك إلى وقت للتكيف مع النظارات الجديدة، وأفضل طريقة لذلك هي ارتداء نظارتك الجديدة قدر الإمكان.
أرح عينيك حسب الحاجة
تحتاج عضلات العينين إلى الراحة كما هو الحال لدى بقية عضلات الجسم، ولهذا حاول خلع نظارتك والجلوس في غرفة مظلمة وأن تكون عيناك مفتوحتين أو مغلقتين لمدة 15 دقيقة حسب الحاجة على مدار اليوم، فقد يساعد ذلك في تخفيف إجهاد العين والتوتر والصداع. يمكن أيضاً استخدام الكمادات الباردة لإراحة العينين وتخفيف الصداع الناجم عن النظارات.
اختر العدسات المضادة للانعكاس للاستخدام المطول أمام الحاسوب
إذا كنت تستخدم الحاسوب لساعات طويلة في اليوم، فقد يؤدي ذلك إلى إجهاد العينين والصداع، وقد يتفاقم ذلك بسبب الإجهاد الإضافي الناتج عن التكيف مع النظارة الجديدة، ومن الطرق لتقليل ذلك هو التأكد من أن عدستي النظارة الجديدة مزودة بطبقة عالية الجودة ومضادة للانعكاس، إذ يساعد ذلك في تقليل الوهج الصادر من شاشة الحاسوب، ما يخفف بعض الضغط على عضلات عينيك.
تأكد من تركيب النظارات بشكل صحيح
إذا كنت تشعر بأن نظارتك ضيقة أو تضغط على أنفك أو تضغط خلف أذنيك، فقم بإعادة تركيب إطار للنظارة أو تعديله حتى تجد إطارًا مريحًا لك.
تناول مسكنات الألم
استخدم الأدوية المتاحة دون وصفة طبية مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لتخفيف ألم الصداع حتى تعتاد على النظارات الجديدة.
راجع طبيب العيون
تذكر أن الاعتياد على نظارة جديدة قد يستغرق بضعة أيام للتكيف تمامًا معها، وإذا ما زالت تعاني من صداع النظارة الجديدة بعد أسبوع من استخدامها، فاتصل بالطبيب، إذ يمكن لفحص العين مرة أخرى أن يحدد ما إذا كانت الوصفة الطبية بحاجة إلى تعديل أو إذا كانت الإطارات غير ملائمة بشكل صحيح.
الأسئلة الشائعة
هل من الطبيعي الشعور بالصداع بعد الحصول على نظارة جديدة؟
يُعد صداع النظارة الجديدة أمرًا شائعًا، وعادةً ما يزول الصداع في غضون أيام قليلة مع تأقلم العينين، وإذا لم يختفِ الصداع في غضون أسبوع، فاتصل بطبيبك لبحث الأسباب المحتملة لبقاء الصداع.
كيف تتخلص من صداع النظارات الجديدة؟
لكي تعتاد عيناك ببطء على نظارتك الجديدة، حاول ارتداءها لبضع ساعات في اليوم، وعندما تشعر أنك مستعد يمكنك ارتداؤها لمدة نصف يوم، إذ يساعد هذا التبديل التدريجي على تقليل الصداع وتأقلم عضلات عينيك مع النظارة الجديدة.
نصيحة من موقع صحتك
يُعد الصداع الناجم عن ارتداء نظارات طبية جدية أمرًا شائعًا، وعادةً ما يزول الصداع في غضون بضعة أيام حتى تتأقلم العينان، ولكن إذا لم يزل الصداع خلال أسبوع، فاتصل بطبيبك، وخاصةً إذا كنت تشعر بالدوار أو الغثيان. في بعض الحالات، قد يؤدي إجراء تعديلات طفيفة على الإطار أو العدسات إلى تخفيف المشكلة، وفي حالات أخرى، قد تكون هناك حاجة إلى وصفة طبية جديدة.
