سرطان الجلد (Skin Cancer) هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا حول العالم، وقد يصيب أي شخص بغض النظر عن عمره أو جنسه أو لون بشرته. ومن بين أشهر الأمثلة الحية التي سلطت الضوء على هذا المرض مؤخرًا هو نجم المصارعة العالمي جون سينا (John Cena)، الذي كشف عن إصابته بسرطان الجلد مرتين بسبب إهماله لاستخدام الواقي الشمسي (Sunscreen).
ما سرطان الجلد؟
سرطان الجلد هو نمو غير طبيعي في خلايا الجلد، غالبًا ما يتطور نتيجة التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية (UV radiation)، سواء من الشمس أو من مصادر صناعية مثل أجهزة التسمير.
ينقسم سرطان الجلد إلى نوعين رئيسيين:
-
سرطان الجلد الميلانيني (Melanoma): وهو الأخطر، ويملك قدرة عالية على الانتشار إلى أعضاء أخرى من الجسم.
-
سرطان الجلد غير الميلانيني (Non-Melanoma): ويشمل:
-
سرطان الخلايا القاعدية (Basal Cell Carcinoma).
-
سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma).
-
ويعد كلا النوعين من السرطانات غير الميلانينية أقل خطورة إذا تم اكتشافهما مبكرًا، لكنهما قد يؤديان إلى تشوهات أو تلف في الأنسجة المحيطة إذا أُهمل العلاج.
جون سينا وقصته مع سرطان الجلد
أعلن المصارع والممثل العالمي جون سينا -في تصريح له- عن إصابته بسرطان الجلد مرتين، الأولى كانت في منطقة الصدر، والثانية على ظهره أصيب بها بعد عام من المرة الأولى، وأوضح سينا أن السبب الرئيسي لذلك هو "إهماله لاستخدام الواقي الشمسي".
بعد استقباله اتصالًا يخبره بأن نتائج الخزعة (Biopsy) أظهرت وجود خلايا سرطانية، وصف التجربة بأنها "لحظة مغيّرة للحياة"، دفعته لإعادة النظر في سلوكياته اليومية والعناية بصحته الجلدية.
منذ تلك اللحظة، أصبح سينا من الداعين إلى الوقاية من سرطان الجلد، وشارك في حملات توعية لحث الناس —وخاصة الرجال— على استخدام الواقي الشمسي بانتظام وعدم التهاون في العناية بالبشرة.
كيف يساعد الواقي الشمسي في الوقاية من سرطان الجلد؟
الواقي الشمسي (Sunscreen) هو وسيلة دفاعية أولى ضد أشعة الشمس الضارة، إذ يعمل على امتصاص أو عكس الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها UVA وUVB، وهي الأشعة التي تسبب تلفًا في الحمض النووي (DNA) لخلايا الجلد، مما يؤدي إلى حدوث تحولات سرطانية.
ولتحقيق الوقاية من سرطان الجلد، يُوصى باتباع النصائح التالية:
-
استخدام واقي شمسي بعامل حماية لا يقل عن SPF 30.
-
اختيار واقٍ شمسي واسع الطيف (Broad Spectrum) للحماية من UVA وUVB.
-
إعادة وضع الواقي كل ساعتين أو بعد السباحة أو التعرق.
-
عدم نسيان المناطق المكشوفة مثل الأذنين، والرقبة، وظهر اليدين.
-
ارتداء قبعات ونظارات شمسية وملابس تغطي الجلد عند التعرض الطويل للشمس.
-
البحث عن الظل في فترات الذروة، من 10 صباحًا إلى 4 مساءً.
أهمية الفحص الذاتي والمنتظم للجلد
من العوامل المهمة في الوقاية من سرطان الجلد هو الاكتشاف المبكر الذي يبدأ بمراقبة الجلد والتغيرات التي قد تطرأ على الشامات أو البقع الجلدية.
لذلك ينصح الأطباء باتباع قاعدة ABCDE لفحص الشامات:
-
A (Asymmetry): عدم تماثل نصفَي الشامة.
-
B (Border): حواف غير منتظمة أو غير واضحة.
-
C (Color): ألوان متعددة أو متغيرة.
-
D (Diameter): قطر الشامة أكبر من 6 ملم.
-
E (Evolving): أي تغير في شكل الشامة أو لونها أو حجمها.
في حال ملاحظة أي من هذه العلامات، يجب مراجعة طبيب الجلدية فورًا.
العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد
لا تقتصر أسباب سرطان الجلد على الشمس فقط، بل هناك عوامل أخرى تزيد من احتمال الإصابة، منها:
-
البشرة الفاتحة أو وجود نمش.
-
التاريخ العائلي للإصابة بسرطان الجلد.
-
استخدام أجهزة تسمير البشرة (Tanning beds).
-
ضعف الجهاز المناعي.
-
كثرة الشامات على الجسم.
-
التعرّض الشديد للشمس دون حماية.
لذا فإن الوقاية من سرطان الجلد تتطلب وعيًا شاملًا بسلوكياتنا اليومية، وليس فقط في فصل الصيف أو عند الذهاب إلى الشاطئ.
كيف يُعالج سرطان الجلد؟
يعتمد العلاج على نوع السرطان، وحجمه، وموقعه، ومرحلته. وتشمل العلاجات ما يلي:
-
الجراحة الاستئصالية (Surgical Excision): وهي الأكثر شيوعًا لإزالة الورم مع جزء من الجلد السليم المحيط به.
-
جراحة موهس (Mohs Surgery): وهي دقيقة ومناسبة للمناطق الحساسة كوجه المريض.
-
العلاج الإشعاعي (Radiation Therapy): يُستخدم عند تعذّر الجراحة.
-
العلاج المناعي (Immunotherapy): لتحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية، خاصة في الحالات المتقدمة.
-
العلاج بالتجميد (Cryotherapy): يُستخدم للآفات الجلدية الصغيرة جدًا أو التمهيدية.
ومعظم حالات سرطان الجلد يمكن علاجها إذا اكتُشفت مبكرًا، مما يعزز أهمية التوعية والوقاية.
دور المشاهير في التوعية بسرطان الجلد
بحسب الأطباء، فإن ظهور شخصية معروفة مثل جون سينا للحديث عن مرضه يلعب دورًا كبيرًا في رفع الوعي، وفي تشجيع الناس على زيارة أطبائهم وفحص بشرتهم، مما يساهم بشكل مباشر في الوقاية من سرطان الجلد.
أشار المختصون إلى أن حديث المشاهير يكسر الحواجز النفسية، ويزيد من الإقبال على الكشف المبكر، كما أكّدوا على أنهم لاحظوا ازدياد عدد المرضى الذين يطلبون فحص شاماتهم بعد ظهور قصص من هذا النوع في الإعلام.
هل يمكن أن يُصاب أي شخص بسرطان الجلد؟
نعم، الوقاية من سرطان الجلد ضرورية للجميع، فحتى من يتمتع ببشرة داكنة غير محصّن تمامًا من الخطر. ورغم أن الميلانين (Melanin) يمنح بعض الحماية من أشعة الشمس، فإن التعرض المفرط دون وقاية قد يؤدي للإصابة بالسرطان أيضًا.
وجون سينا هو خير مثال على أن الشخص الرياضي، ذا البنية القوية والمظهر الصحي، قد يكون عرضة للإصابة بسرطان الجلد إذا لم يتخذ الاحتياطات اللازمة.
نهايةً، قصة جون سينا ليست مجرد قصة شخصية، بل رسالة إنذار لنا جميعًا، فسرطان الجلد مرض شائع، لكنه في الوقت نفسه قابل للوقاية إلى حدٍّ كبير. فقط ببعض العادات البسيطة، كاستعمال الواقي الشمسي، وتفقد البشرة بانتظام، وطلب المشورة الطبية عند الشك، يمكننا أن نقطع شوطًا كبيرًا نحو الحفاظ على صحتنا.
اجعل من الوقاية من سرطان الجلد عادة يومية، فقد تكون هذه العادة البسيطة هي الفارق بين الصحة والمرض. احمِ نفسك، وكن واعيًا، وشارك هذه المعلومات مع من تحب، فالتوعية هي الخطوة الأولى نحو الوقاية.