زيت النخيل هو أحد الزيوت التي يتم الحصول عليها من ثمار شجرة نخيل الزيت، والتي تُعرف علمياً بـElaeis guineensis ، ويُطلق أحياناً على زيت النخيل غير المكرر اسم زيت النخيل الأحمر بسبب لونه البرتقالي المحمر، لكن معظم زيوت النخيل المستخدمة في المنتجات الاستهلاكية هو النوع المكرر.
ويعود استخدام زيت النخيل إلى أكثر من 5000 عام في غرب وجنوب غرب أفريقيا، بما في ذلك أنغولا والجابون وليبيريا وسيراليون ونيجيريا وغيرها. في السنوات الأخيرة، توسع استخدامه ليشمل جنوب شرق آسيا، بما في ذلك ماليزيا وإندونيسيا. تنتج هاتان الدولتان حاليًا أكثر من 80٪ من إمدادات زيت النخيل في العالم.
هذا الزيت شبه صلب في درجة حرارة الغرفة، لذا يمكن استخدامه كدهن، وهو مقاوم للأكسدة، لذا يجعل المنتجات تدوم لفترة أطول. ويمكنه تحمل درجات الحرارة المرتفعة، لذا فهو يعمل بشكل جيد في قلي الطعام. ومن المهمّ الإشارة إلى أنّ هناك فرقاً بين زيت النخيل وزيت لبّ النخيل، بسبب الاختلاف في التركيبة الغذائيّة، فعلى الرغم من أنّهما يُستخرجان من نفس النبات، فإنّ زيت النخيل يُستخرج من ثمرة النخيل، بينما يستخرج زيت لُبّ النخيل من بذور أو نواة النخيل، وبذلك فإنّه يوفّر فوائد صحية مختلفة.
لماذا زيت النخيل شائع جدًا؟
لا يدرك كثير منا مدى انتشار استخدام زيت النخيل. في عام 2021، أنتج العالم أكثر من 167 مليون رطل (75.7 مليون كيلوغرام) منه، وهو من أكثر الزيوت الشائعة، والصالحة للأكل، والأقل تكلفة في العالم، إذ يمثل ثلث إنتاج الزيت النباتي العالمي ومن المتوقع أن ينمو الطلب عليه.
ازدادت شعبية هذا الزيت خلال الثورة الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، ومرة أخرى على مدى العقود القليلة الماضية عندما بدأ المصنعون في البحث عن مكونات متعددة الاستخدامات لتحل محل الدهون المتحولة في الأطعمة المصنعة.
مع إدراك صناعة الأغذية لمزاياه، زاد استخدامه بشكل كبير خلال السبعينيات والثمانينيات، والآن يوجد هذا الزيت فيما يقرب من نصف المنتجات المعبأة التي تجدها في محلات السوبر ماركت. يتم استخدامه في الطهو وفي أطعمة مثل البسكويت وبدائل الزبدة والأطعمة المجمدة، وكذلك المنتجات مثل الصابون والشامبو ومستحضرات التجميل وحتى في الوقود الحيوي.
حقائق غذائية عن زيت النخيل
تأتي جميع السعرات الحرارية لزيت النخيل من الدهون، ويتكون زيت النخيل الأحمر من أحماض دهنية مشبعة بنسبة 50%، وأحماض دهنية أحادية غير مشبعة بنسبة 40%، وأحماض دهنية متعددة غير مشبعة بنسبة 10%، يجعل هذا المزيج زيت النخيل شبه صلب في درجة حرارة الغرفة، مما يجعله ملائماً لمجموعة متنوعة من الأطعمة. تنبع الصبغة البرتقالية المحمرّة لزيت النخيل الأحمر من مضادات الأكسدة المعروفة باسم الكاروتينات، بما في ذلك بيتا كاروتين، والتي يمكن لجسمك تحويلها إلى الفيتامين أ، كما يحتوي النخيل على الفيتامين هـ. يوضح الجدول الآتي المحتوى الغذائي لـ 100 غرامٍ من زيت النخيل:
السعرات الحرارية | 884 سعرة حرارية |
الدهون | 100 غرام |
الأحماض الدهنية المشبعة | 49.3 غراماً |
الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة | 37 غراماً |
الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة | 9.3 غرامات |
الفيتامين هـ | 15.94 مليغراماً |
الفيتامين ك | 8 ميكروغرامات |
الحديد | 0.01 مليغرام |
الكولين | 0.3 مليغرام |
الفوائد الصحية المحتملة لزيت النخيل
تحسين حالة الفيتامين أ
قد يساعد زيت النخيل الأحمر في تحسين حالة الفيتامين أ لدى الأشخاص الذين يعانون من نقصه أو معرَّضون لخطر النقص لأنه غني بالكاروتينات التي يستطيع الجسم تحويلها إلى الفيتامين أ. وجدت إحدى الدراسات الصغيرة أن الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي، وهي حالة تجعل من الصعب امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون، شهدوا زيادة في مستويات الفيتامين أ في الدم بعد تناول ملعقتين إلى ثلاث ملاعق كبيرة من زيت النخيل الأحمر يوميًا لمدة 8 أسابيع.
وأشارت مراجعة أخرى لتسع دراسات عالية الجودة إلى أن مكملات زيت النخيل الأحمر يمكن أن تزيد من مستويات الفيتامين أ لدى كل من الأطفال والبالغين. أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة food and nutrition bulletin عام 2003، والتي أُجريت على 170 امرأة حامل، إلى أن زيت النخيل يُعد مصدراً غنياً بالفيتامين أ، والذي يمكن أن تكون له فوائد فعالة في تحسين مستوى الفيتامين أ عند الأمهات والمواليد الجدد، ويمكن أن يُقلل من فقر الدم خلال فترة الحمل، كما يؤثر مستوى الفيتامين أ في المراحل الأخيرة من الحمل في نمو الجنين ونضجه بشكلٍ ملحوظ.
تحسين صحة القلب
الأبحاث حول تأثيرات زيت النخيل على صحة القلب مختلطة، ولكن بعض الدراسات المبكرة تظهر نتائج واعدة. أظهرت دراسة نُشرت في مجلة World Journal of Cardiologyعام 2015، أن تناول زيت النخيل كجزءٍ من النظام الغذائي الصحي المتوازن قد يؤدى إلى انخفاض مستوى الكوليسترول بسبب احتوائه على حمض البالمتيك الذي يُعد من الدهون المشبعة الرئيسية فيه، لكن له تأثيراً مماثلاً لحمض الأولييك الأحادي غير المشبع، في مستوى الدهون في الجسم، والموصى به حالياً، بالإضافة إلى احتوائه على حمض اللينوليك، والفيتامين هـ التوكوتراينول، التي تُعد من مضادات الأكسدة القوية، والتي تُقلل من تكوّن الكوليسترول في الدم.
بحثت دراسة استمرت 3 أشهر ونُشرت في عام 2016 في التأثيرات الخافضة للكوليسترول لزيت النخيل المصنوع من هجين من أشجار Elaeis guineensis و.Elaeis oleifera في هذه الدراسة، استهلك الأشخاص إما 25 مل (ملعقتان كبيرتان) من زيت الزيتون أو زيت نخيل هجين يوميًا. أظهرت الدراسة انخفاضًا بنسبة 15٪ في الكوليسترول الضار (LDL) في كلتا المجموعتين.
ومن جهةٍ أخرى فقد أظهر تحليل شمولي نُشر في مجلة The Journal of Nutrition عام 2015، أنّ استهلاك زيت النخيل يمكن أن يزيد من نسبة الكوليسترول الضار في الدم، وذلك بالمقارنة مع الزيوت النباتية التي تحتوي على نسبةٍ منخفضة من الدهون المشبعة، لذلك ما يزال تأثير زيت النخيل في أمراض القلب بحاجة للمزيد من الدراسات.
حماية صحة الدماغ
وجدت الدراسات المبكرة على الخلايا والحيوانات أن زيت النخيل والشكل المركّز منه يبدو أنه يقلل من الالتهابات والأضرار الناجمة عن الجذور الحرة تسمى الإجهاد التأكسدي وسرعة موت الخلايا في الدماغ. وقد نُسبت هذه الفائدة إلى شكل الفيتامين هـ الموجود فيه، والذي يُسمى توكوترينول.
وجدت إحدى الدراسات التي شملت 121 شخصًا أن توكوترينول من زيت النخيل بدا أنه يوقف تطور اضطرابات الدماغ والمناطق التالفة المرتبطة بالخرف. بالإضافة إلى ذلك، أشارت مراجعة أجريت عام 2020 لـ 18 دراسة أجريت على الحيوانات وأنابيب الاختبار إلى أن التوكوترينول الموجود في زيت النخيل يوفر تأثيرات وقائية للأعصاب ضد التدهور المعرفي. ومع ذلك، هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لدعم هذه النتائج.
غني بمضادات الأكسدة
ركزت العديد من الدراسات على الفوائد الصحية لزيت النخيل الأحمر أو مستخلصاته، إذ يحتوي زيت النخيل الأحمر على نسبة أعلى بكثير من مضادات الأكسدة مثل الفيتامين هـ مقارنة بزيت النخيل المكرر كمضاد للأكسدة. يساعد الفيتامين هـ على حماية خلاياك من التلف الناتج عن الجزيئات الضارة التي تسمى الجذور الحرة. يُعتقد أن هذه الجزيئات تلعب دورًا في الإصابة بالسرطان وأمراض القلب. يساعد الفيتامين هـ أيضًا في الحفاظ على صحة جهاز المناعة لديك، ويشارك في مساعدة خلاياك على التفاعل. تُظهر الدراسات أن الفيتامين هـ قد يساعد أيضًا في الحماية من الضمور البقعي المرتبط بالعمر.
هل زيت النخيل ضار بصحتك؟
يُعد زيت النخيل غالباً آمناً عند تناوله بكمياتٍ معتدلة، فهو يحتوي على أنواع الدهون التي يمكن أن تزيد من مستويات الكوليسترول، لذا يجب عدم الإكثار من تناوله، ضع في اعتبارك ما يلي:
أولًا: يحتوي زيت النخيل على الدهون المشبعة
مقارنة بالزيوت السائلة الأخرى، يحتوي زيت النخيل على نسبة عالية نسبيًا من الدهون المشبعة، فهو يحتوي على ما يقرب من 50% من الدهون المشبعة، بينما يحتوي زيت الزيتون على حوالي 14% منها فقط. ترتبط الدهون المشبعة بارتفاع نسبة مستوى الكوليسترول الضار وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها من الحالات الصحية المزمنة. من المحتمل أن يكون زيت النخيل أكثر صحة من الزبدة، ولكنه أقل صحة للقلب من زيت الزيتون والزيوت الأخرى التي تكون سائلة في درجة حرارة الغرفة.
ثانيًا: التفاعلات مع الأدوية والمكملات الغذائية
قد يتفاعل زيت النخيل مع:
- الأدوية التي تبطئ تخثر الدم (أدوية مضادة للتخثر أو مضادة للصفيحات).
- مكملات البيتا كاروتين.
- مكملات الفيتامين أ.
ثالثًا: الاهتمامات البيئية بزيت النخيل
هناك العديد من القضايا الأخلاقية المتعلقة بتأثيرات إنتاجه على البيئة والحياة البرية. في العقود الماضية، أدى الطلب المتزايد إلى توسع غير مسبوق في إنتاجه في ماليزيا وإندونيسيا وتايلاند. وتتمتع هذه البلدان بمناخات استوائية رطبة مثالية لزراعة أشجار زيت النخيل. ومع ذلك، لاستيعاب مزارع النخيل الزيتي، يتم تدمير الغابات الاستوائية.
وجد تحليل أجري عام 2016 أن 45٪ من الأراضي في جنوب شرق آسيا المستخدمة حاليا لإنتاجه كانت غابات طبيعية في عام 1990، بما في ذلك أكثر من نصف مزارع زيت النخيل في إندونيسيا وماليزيا. ومن المتوقع أن تؤثر إزالة الغابات الطبيعية سلبًا على انبعاثات الكربون الصافية، إذ تلعب الغابات دورًا حاسمًا في الحد من الغازات المسببة للانحباس الحراري عن طريق امتصاص الكربون من الغلاف الجوي.