زيت اللبان العطري هو واحد من أكثر من 90 نوعًا من الزيوت العطرية التي يتم استخدامها منذ آلاف السنين لخصائصها العلاجية والشفائية كجزء من ممارسة العلاج بالروائح، وكل زيت أساسي له رائحة فريدة خاصة به وفوائد صحية محتملة. تشمل بعض الأنواع الشائعة روائح الورد والخزامى وخشب الصندل والبابونج والياسمين والنعناع.
ولا يعد زيت اللبان العطري من الزيوت الأكثر استخدامًا على نطاق واسع، لكن له فوائد صحية محتملة. قد تجده أيضًا على شكل راتينج أو مستخلَص، ويتم بيعه أحيانًا كمكمل غذائي أو كعنصر من عناصر العناية بالبشرة أو منتجات أخرى.
ما هو زيت اللبان العطري؟
يتم الحصول على زيت اللبان العطري من فصيلة أشجار يطلق عليها اسم بوسويليا ،(Boswellia) ويتم تحضير زيت اللبان عن طريق التقطير بالبخار لراتنج الصمغ المستخرج من هذه الشجرة. موطن أشجار البوسويليا هو عمان واليمن في شبه الجزيرة العربية، وكذلك الصومال في شمال شرق أفريقيا، ورائحته تشبه مزيجًا من روائح الصنوبر والليمون والأخشاب.
فوائد زيت اللبان العطري
إذا كنت تهتم بالزيوت العطرية، ولست متأكداً من أين تبدأ أو ماذا تجرب؛ يُنصح باختيار زيت اللبان العطري، فهو متعدد الاستخدامات، ويتمتع بالعديد من الفوائد الصحية الرائعة مثل:
-
يساعد في خفض مستويات القلق والتوتر
عند استنشاق زيت اللبان، تبين أنه يقلل من معدل ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم، ولديه سمات مضادة للقلق والاكتئاب، ولكن على عكس الأدوية الموصوفة، ليس له آثار جانبية سلبية ولا يسبب النعاس غير المرغوب فيه.
وجدت دراسة أجريت عام 2019 أن المركبات الموجودة في اللبان لديها القدرة على تنشيط القنوات الأيونية في الدماغ للمساعدة في تخفيف القلق أو الاكتئاب، وفي دراسة أجريت على الفئران، كان لحرق راتنج البوسويليا كبخور آثار مضادة للاكتئاب.
يساعد على تعزيز وظيفة الجهاز المناعي والوقاية من الأمراض
أثبتت الدراسات أن فوائد اللبان تمتد إلى قدرات تعزيز المناعة التي قد تساعد في تدمير البكتيريا الخطيرة والفيروسات وحتى السرطان. أجرى باحثون في جامعة المنصورة في مصر دراسة معملية، ووجدوا فيها أن زيت اللبان يظهر نشاطًا قويًا منشطًا للمناعة.
يمكن استخدامه لمنع تكوّن الجراثيم على الجلد أو الفم، وهذا هو السبب الذي يجعل الكثير من الناس يختارون استخدام اللبان للتخفيف من مشكلات صحة الفم بشكل طبيعي. وقد تساعد الصفات المطهرة لهذا الزيت على منع حدوث التهاب اللثة، ورائحة الفم الكريهة، وتسوس الأسنان، وآلام الأسنان، وتقرحات الفم وغيرها من الالتهابات، وهو ما ظهر في الدراسات التي أجريت على المرضى الذين يعانون من التهاب اللثة الناجم عن البلاك.
تشير دراسة مختبرية نشرت في Letters in Applied Microbiology إلى أن مزيج زيت اللبان وزيت المر فعال بشكل خاص عند استخدامه ضد بعض مسببات الأمراض، وقد يساعد في مكافحة السرطان والتعامل مع الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي.
وجدت العديد من المجموعات البحثية أن زيت اللبان له تأثيرات واعدة مضادة للالتهابات ومضادة للأورام عند اختباره في الدراسات المعملية وعلى الحيوانات، كما ثبت أن زيت اللبان يساعد في محاربة خلايا أنواع معينة من السرطان.
قام باحثون في الصين بدراسة التأثيرات المضادة للسرطان لزيوت اللبان والمر على خمسة أنواع من الخلايا السرطانية في دراسة مختبرية، وأظهرت النتائج أن خلايا سرطان الثدي والجلد البشرية أظهرت حساسية متزايدة لمزيج من زيوت المر واللبان، وهناك دراسة أجريت عام 2012 وجدت أن مركبًا كيميائيًا موجودًا في اللبان يسمى AKBA ينجح في قتل الخلايا السرطانية التي أصبحت مقاومة للعلاج الكيميائي، مما قد يجعله علاجًا طبيعيًا محتملًا للسرطان.
علاوة على ذلك، وجد تقييم أجري عام 2023 عن تأثيرات اللبان المضادة للسرطان على الخلايا الجذعية الشبيهة بسرطان الثدي أنه فعال في محاربة الخلايا الجذعية السرطانية. في الواقع، لاحظ الباحثون أن حمض البوزويليك الموجود في اللبان يحفز موت الخلايا المبرمَج في الخلايا السرطانية المختلفة، بما في ذلك البروستاتا والقولون والورم الميلانيني وخلايا الكبد وسرطان الدم والدماغ.
-
يحمي البشرة ويمنع ظهور علامات الشيخوخة
تشمل فوائد زيت اللبان القدرة على تقوية البشرة وتحسين لونها ومرونتها مع تقدم الشخص في السن. قد يساعد في توحيد لون البشرة، وتقليل ظهور الندبات وحَبّ الشباب، وفي علاج الجروح. قد يكون مفيدًا أيضًا لتخفيف علامات الشيخوخة، وندبات الجراحة أو العلامات الجلدية المرتبطة بالحمل، وفي تحسين الجلد الجاف أو المتشقق.
تشير مراجعة نشرت في مجلة الطب التقليدي والتكميلي إلى أن زيت اللبان يقلل من احمرار وتهيج الجلد، بينما ينتج أيضًا لون بشرة أكثر تناسقًا. تشير الدراسات إلى أن التركيب الخماسي الحلقات (الشبيه بالستيرويد) لزيت اللبان هو الذي يساهم في تأثيره المهدئ على الجلد المتهيج.
-
قد يحسن الذاكرة
تشير الأبحاث إلى أنه يمكن استخدام زيت اللبان لتحسين وظائف الذاكرة والتعلم، حتى أن بعض الدراسات التي أجريت على الحيوانات أظهرت أن استخدام اللبان أثناء الحمل قد يقوي ذاكرة ذرية الأم. في إحدى هذه الدراسات، عندما تلقت الفئران الحوامل اللبان عن طريق الفم خلال فترة الحمل، كانت هناك زيادة كبيرة في قوة التعلم والذاكرة القصيرة المدى والذاكرة الطويلة المدى عند نسلها.
وفي نموذج بشري لعام 2019، وجد الباحثون أن 4 أسابيع من استهلاك اللبان يسهل اكتساب الذاكرة الحركية والاحتفاظ بها لدى الرجال الأكبر سنا ذوي الحالة العقلية الطبيعية المتوسطة.
-
قد يساعد في توازن الهرمونات وتحسين الخصوبة
قد تشمل فوائد زيت اللبان تقليل الأعراض المرتبطة بالحيض وانقطاع الطمث عن طريق موازنة مستويات الهرمونات، على الرغم من أن الأبحاث حول هذا الموضوع محدودة. أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أنه يمكن استخدام زيت اللبان كعامل يعزز الخصوبة، وهو ما قد يكون بسبب التركيب الكيميائي للزيت الذي يعمل بشكل مشابه للتركيبة الستيرويدية (الكورتيزون). عندما تم استخدام اللبان على الفئران فقد أدى إلى زيادة الخصوبة وزيادة عدد الأجنة القابلة للحياة، مما يشير إلى أن الزيت قد يزيد من حركة الحيوانات المنوية وكثافتها.
-
تحسين عملية الهضم
يساعد اللبان العطري في إزالة بعض السموم من الجسم وتحسين حركة الأمعاء، وذلك من خلال دوره في تحفيز إنتاج الإنزيمات الهاضمة واسترخاء عضلات القناة الهضمية وتحسين التروية الدموية، مما يعزز عملية الهضم. وقد تساعد خصائص اللبان المضادة للالتهابات أيضًا في تقليل أعراض أمراض المعدة، بما في ذلك مرض كرون والتهاب القولون التقرحي.
في إحدى الدراسات، تم إعطاء الأشخاص الذين يعانون من الإسهال المزمن إما 1200 ملليغرام من Boswellia أو دواء وهميًا كل يوم، وبعد ستة أسابيع من الدراسة، تعافى الأشخاص الذين استخدموا البوسويليا من مشكلتهم بمعدل أفضل من أولئك الذين استخدموا العلاج الوهمي.
-
يساعد على تقليل الالتهاب والألم
لقد ثبت في الدراسات أن اللبان يمنع إنتاج الجزيئات الالتهابية الرئيسية المرتبطة بحالات مرضية مثل التهاب المفاصل والربو، وقد ثبت أنه مفيد في تقليل أعراض متلازمة الأمعاء المتسربة، والتهاب القولون المزمن، والتهاب القولون التقرحي، ومرض كرون، والقولون العصبي.
كيفية استخدام زيت اللبان العطري
يتم استخدام زيت اللبان إما عن طريق استنشاق الزيت أو امتصاصه عبر الجلد، وعادةً ما يتم مزجه مع زيت ناقل، مثل زيت جوز الهند أو زيت الجوجوبا. ويُعتقد أن الزيت يسهل نقل الرسائل إلى الدماغ.
-
للعناية بالبشرة وعلاج الندبات
على اعتبار أن زيت اللبان العطري يتمتع بخصائص قابضة للمسام، يمكن تطبيق زيت اللبان العطري على البشرة. أضف بضع نقاط من زيت اللبان العطري إلى زيت حامل غير معطر مثل زيت الجوجوبا، ثم يمكن تطبيقه بشكل مباشر على الجلد. تأكد من اختباره على منطقة صغيرة من الجلد في البداية للتأكد من عدم حدوث أي ردود أفعال تحسسية.
-
لتحسين عملية الهضم
أضف قطرة أو قطرتين من زيت اللبان العطري إلى كوب من الماء أو إلى ملعقة عسل وتناولها عن طريق الفم، واحرص على اختيار النوع النقي 100% الخالي من المعطرات والمواد الكيميائية، ولا تتجاوز الكمية المتناولة المسموحة.
-
للشعور بالاسترخاء
يمكنك وضع قطرات من زيت اللبان العطري في جهاز موزع رذاذ أو ناشر لبخار الزيت في منزلك طوال الوقت، يجد بعض الأشخاص أن العلاج بالروائح العطرية يساعدهم على الشعور بالاسترخاء وتخفيف حالات القلق والتوتر.
المخاطر والآثار الجانبية
حتى الآن، لم يتم الإبلاغ عن أي آثار جانبية خطيرة لاستخدام زيت اللبان. ومع ذلك، من الجيد دائمًا اتباع إجراءات السلامة. تناول بضع قطرات فقط من أي زيت عطري في المرة الواحدة. نادرًا ما يسبب زيت اللبان ردود فعل تحسسية لدى بعض الأشخاص، بما في ذلك الطفح الجلدي البسيط، ومشكلات في الجهاز الهضمي مثل الغثيان أو آلام المعدة.
ومن المعروف أيضًا أن اللبان له تأثيرات تسييل الدم، لذا يجب على أي شخص يعاني من مشكلات تتعلق بتخثر الدم أو يتناول دواء لسيولة الدم ألا يستخدم زيت اللبان، ويجب عليه استشارة الطبيب أولاً، لأن هذا الزيت قد يتفاعل سلبًا مع بعض الأدوية المضادة للتخثر.
في الختام, زيت اللبان العطري هو نوع شائع من الزيوت العطرية المستخدمة في العلاج العطري، ويمكن أن يقدم مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، بما في ذلك المساعدة في تخفيف التوتر والقلق، وتقليل الألم والالتهاب، وتعزيز المناعة، وربما المساعدة في مكافحة السرطان. كما أنه زيت متعدد الاستخدامات، يمكن دمجه مع العديد من الزيوت العطرية الأخرى والزيوت التي لا يُعرف عنها أنها تسبب أي آثار جانبية ضارة.