حمض الهيالورونيك Hyaluronic Acid، هو مادة موجودة بشكل طبيعي في الغضروف والسائل الزلالي المحيط بالمفاصل وفي السائل الزجاجي المائي للعين. وهو المكون الرئيسي للبشرة، المسؤول عن مظهرها الممتلئ والرطب. ولهذا الحمض قدرة على امتصاص السوائل، لذلك فإنه يساهم في توفير المرونة والليونة للأنسجة التي يوجد فيها. وهو يلعب دورًا محوريًا في عملية التئام الجروح، ويقل مع تقدمنا في السن، ما يجعلنا أكثر عرضة للترهل والتجاعيد.
وفي عصرنا الحالي هناك ضجة كبيرة حول منتجات وعمليات التجميل لمكافحة كل مظاهر الشيخوخة. لهذا، حان الوقت لنتحدث عن حمض الهيالورونيك، وفوائده لبشرتنا، ولماذا الوزن الجزيئي لهذا المكون مهم!
* فوائد حمض الهيالورونيك
1. يعزز صحة البشرة ونضارتها
ما يقرب من نصف حمض الهيالورونيك في جسمك موجود في بشرتك، حيث يرتبط بالماء للمساعدة في الاحتفاظ بالرطوبة. ومع ذلك، فإن عملية الشيخوخة الطبيعية والتعرض لأشياء مثل الأشعة فوق البنفسجية من الشمس ودخان التبغ والتلوث يمكن أن تقلل من كمياته في الجلد. وقد يمنع تناول مكملات حمض الهيالورونيك هذا الانخفاض عن طريق إعطاء جسمك كميات إضافية لدمجها في الجلد.
وتبين أن الجرعات التي تراوح من 120 إلى 240 مجم يوميًا لمدة شهر واحد على الأقل تزيد بشكل كبير من رطوبة الجلد وتقلل من جفاف الجلد لدى البالغين، الأمر الذي يقلل من شيخوخة الجلد. أيضا، عند وضع الحمض على سطح الجلد، يمكن أن يقلل من التجاعيد والاحمرار والتهاب الجلد. ويقوم بعض أطباء الجلد والتجميل بحقن حشوات حمض الهيالورونيك (الفلر) للحفاظ على نضارة البشرة وشبابها.
2. يسرع التئام الجروح
يوجد حمض الهيالورونيك بشكل طبيعي في الجلد، ولكن تزداد تركيزاته عندما يكون هناك تلف يحتاج إلى إصلاح. ويساعد على التئام الجروح من خلال تنظيم مستويات الالتهاب وإرسال إشارات للجسم لبناء المزيد من الأوعية الدموية في المنطقة المتضررة.
وثبت في إحدى الدراسات أن تطبيقه على الجروح الجلدية يقلل من حجم الجروح ويقلل الألم بشكل أسرع من العلاج الوهمي. كما يحتوي حمض الهيالورونيك أيضًا على خصائص مضادة للبكتيريا، لذلك يمكن أن يساعد في تقليل خطر العدوى عند استخدامه مباشرة على الجروح المفتوحة.
علاوة على ذلك، فهو فعال في مكافحة أمراض اللثة، وتسريع الشفاء بعد جراحة الأسنان والقضاء على القرحة عند استخدامه موضعيًا في الفم. وفي حين أن الأبحاث حول مصل حمض الهيالورونيك والمواد الهلامية واعدة، لم يتم إجراء أي بحث لتحديد ما إذا كانت مكملات حمض الهيالورونيك يمكن أن توفر الفوائد نفسها. لكن، نظرًا لأن المكملات التي يتم تناولها عن طريق الفم تعزز مستويات حمض الهيالورونيك الموجودة في الجلد، فمن المنطقي الشك في أنها قد توفر بعض الفوائد.
3. يخفف آلام المفاصل عن طريق الحفاظ على العظام مشحمة بشكل جيد
يوجد حمض الهيالورونيك أيضًا في المفاصل، حيث يحافظ على المسافة بين عظامك مشحمة جيدًا. وعندما يتم تزييت المفاصل، يقل احتمال احتكاك العظام بعضها ببعض والتسبب في ألم. ومكملات حمض الهيالورونيك مفيدة جدًا للأشخاص الذين يعانون من الفصال العظمي، وهو نوع من أمراض المفاصل التنكسية الناتجة عن التآكل والتمزق في المفاصل بمرور الوقت.
وقد تبين أن تناول 80-200 مجم يوميًا لمدة شهرين على الأقل يقلل بشكل كبير من آلام الركبة لدى الأشخاص المصابين بالفصال العظمي، وخاصة أولئك الذين تراوح أعمارهم بين 40 و70 عامًا. كما يمكن أيضًا حقن حمض الهيالورونيك مباشرة في المفاصل لتخفيف الآلام. لكن، وجد تحليل لأكثر من 12000 بالغ انخفاضًا طفيفًا في الألم ومخاطر أكبر للتأثيرات الضارة للحقن، وما زال الموضوع قيد البحث.
4. يمكن أن يهدئ من أعراض الارتجاع المريئي المعدي
أظهر بحث جديد أن مكملات حمض الهيالورونيك قد تساعد في تقليل أعراض ارتداد الحمض، عن طريق تهدئة بطانة المريء التالفة وتسريع عملية الشفاء. كما وجدت إحدى الدراسات، التي أجريت على الحيوانات، أن تطبيق مزيج من حمض الهيالورونيك وكبريتات كوندروتن chondroitin sulfate على أنسجة الحلق المتضررة بالحمض ساعد في الشفاء بشكل أسرع بكثير مما لو لم يتم استخدام أي علاج.
وفي دراسة أخرى تبين أن تناول مكمل حمض الهيالورونيك وكبريتات شوندروتن إلى جانب دواء مخفض للحموضة قد قلل من أعراض الارتجاع بنسبة 60% أكثر من تناول الأدوية المخفضة للحمض وحده. لكن، لا يزال البحث في هذا المجال جديدًا نسبيًا، وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتوثيق هذه النتائج الواعدة.
5. يخفف من جفاف العين وعدم الراحة
يعاني ما يقرب من 1 من كل 7 من كبار السن من أعراض جفاف العين بسبب انخفاض إنتاج الدموع أو تبخر الدموع بسرعة كبيرة. ونظرًا لأن حمض الهيالورونيك ممتاز في الاحتفاظ بالرطوبة، فإنه غالبًا ما يستخدم لعلاج جفاف العين.
وقد ثبت أن قطرات العين التي تحتوي على 0.2 - 0.4% من حمض الهيالورونيك تقلل أعراض جفاف العين وتحسن صحة العين. ويتم أيضًا تطوير العدسات اللاصقة التي تحتوي على حمض الهيالورونيك بطيء الإطلاق كعلاج محتمل للعين الجافة. وتُستخدم قطرات حمض الهيالورونيك كثيرًا أثناء جراحة العين لتقليل الالتهاب وتسريع التئام الجروح.
لكن، بينما ثبت أن تطبيقه مباشرة على العين يقلل من أعراض جفاف العين ويحسن صحة العين بشكل عام، فمن غير الواضح ما إذا كانت المكملات الغذائية عن طريق الفم لها التأثيرات نفسها، ولكنها قد تكون مجالًا للبحث في المستقبل.
6. يمكن أن يحفاظ على قوة العظام
بدأت الأبحاث الجديدة على الحيوانات في التحقيق في آثار مكملات حمض الهيالورونيك على صحة العظام. ووجدت دراستان أن مكملات حمض الهيالورونيك يمكن أن تساعد في إبطاء معدل فقدان العظام لدى الفئران المصابة بهشاشة العظام.
وأظهرت دراسة أخرى على الحيوانات أيضا، أن الجرعات العالية من حمض الهيالورونيك يمكن أن تزيد من نشاط بانيات العظم، وهي الخلايا المسؤولة عن بناء أنسجة عظمية جديدة. وفي حين أن آثاره على صحة عظام الإنسان لم تتم دراستها بعد، فإن الدراسات المبكرة على الحيوانات واعدة.
7. يمكن أن يمنع آلام المثانة
ما يقرب من 3-6% من النساء يعانين من حالة تسمى التهاب المثانة الخلالي، أو متلازمة المثانة المؤلمة. ويسبب هذا الاضطراب آلامًا في البطن إلى جانب رغبة قوية ومتكررة للتبول.
وفي حين أن أسباب التهاب المثانة الخلالي غير معروفة، تمت دراسة تأثير حقن حمض الهيالورونيك مباشرة للمثانة من خلال قسطرة للمساعدة في تخفيف الألم وتكرار التبول المرتبط بهذه الحالة، ووجد أنه يساعد في تخفيف الأعراض.
لكن، ليس من الواضح لماذا يساعد حمض الهيالورونيك في تخفيف هذه الأعراض، لكن الباحثين يفترضون أنه يساعد في إصلاح تلف أنسجة المثانة، ما يجعلها أقل حساسية للألم. ولم تحدد الدراسات بعد ما إذا كانت مكملات حمض الهيالورونيك عن طريق الفم يمكن أن تزيد من كمياته في المثانة بما يكفي لتكون لها التأثيرات نفسها.
* ما أهمية الوزن الجزيئي ونسبة حمض الهيالورونيك؟
ترتبط فوائد حمض الهيالورونيك على الجلد بوزنه الجزيئي وتركيزه. وفي هذه الحالة، فإن حجم الجزيء ووزنه مهمان جدا، ويتم قياس ذلك بوحدات الكتلة الذرية الموحدة daltons أو kDa للاختصار.
ويعد حمض الهيالورونيك بين 50 إلى 1000 كيلو دالتون هو الأكثر فائدة للبشرة، ويعد 130 كيلو دالتون هو الأفضل، وفقًا لأحدث الدراسات البشرية. وأي شيء أعلى لن يحدث فرقًا كبيرًا، وأي شيء أقل قد يسبب الالتهاب.
* كيف حصلنا على هذا الرقم؟
واحدة من أكثر الدراسات شمولاً نظرت في الأوزان الجزيئية لحمض الهيالورونيك المختلفة، بما في ذلك 50 و130 و300 و800 و2000 كيلو دالتون.
وبعد شهر، وجدوا أن العلاج بحمض الهيالورنيك صاحب الوزن الجزيئي 130 كيلو دالتون كان الأكثر فعالية، حيث زاد مرونة الجلد بنسبة 20 بالمائة. وشهدت كلتا المجموعتين 50 و130 كيلو دالتون تحسنًا ملحوظًا في عمق التجاعيد وخشونة الجلد بعد 60 يومًا. وعلى الرغم من أن الأوزان الجزيئية الأخرى حسنت مرونة ورطوبة البشرة، ولكن بدرجة أقل.
* هل هناك آثار جانبية لاستخدام حمض الهيالورونيك؟
إذا كنت تقوم بشراء المنتجات التي تسرد النسب المئوية لمكوناتها، فإنه من الموصى شراء المنتج الذي يكون فيه تركيز حمض الهيالورنيك على الأقل 2%، لأنه كلما قل التركيز عن ذلك، قل الوزن الجزيئي لحمض الهيالورونيك وزادت قابليته على اختراق الجلد، وقد يحمل معه الأوساخ والبكتيريا الموجودة على سطح الجلد، ما يسبب مشاكل للبشرة.
أيضا هناك بعض الأنواع من حمض الهيالورونيك ألتي ترتبط المستويات المرتفعة منها بالتسبب بأمراض الجلد الالتهابية مثل الصدفية. كما وجدت إحدى الدراسات أن تطبيق حمض الهيالورونيك قد أدى في الواقع إلى إبطاء التئام الجروح، مقارنةً بالجلسرين النقي فقط، وقد يكون هذا بسبب التركيز والوزن الجزيئي لحمض الهيالورونيك.
* هل من المناسب استخدامه للجميع؟
حمض الهيالورونيك مناسب لجميع أنواع البشرة، حتى لأولئك الذين لديهم بشرة حساسة أو معرضة لظهور البثور. كما أنه من الآمن وضع الحمض على بشرتك إذا كنت حاملاً أو مرضعة. ويمكن لأطباء الأمراض الجلدية تقديم المشورة الشخصية وتوصيات المنتجات لنوع بشرتك أو مخاوفك.
* هل جميع منتجات الهيالورونيك متشابهة؟
يأتي حمض الهيالورونيك في أشكال مختلفة: أمصال ومرطبات ومكملات غذائية عن طريق الحقن والفم. ولا تحتوي جميع المنتجات على الكمية نفسها من حمض الهيالورونيك، أو تنتج التأثيرات نفسها.
مثلا، بعض المنتجات يكون فيها الحمض أو هيالورونات الصوديوم المكون الرئيسي، وتحتوي على تركيز حمضي أعلى لأن هدفها الرئيسي هو توفير فوائد الترطيب أو مكافحة الشيخوخة.
بينما تحتوي الأنواع الأخرى على كمية أقل من الحمض وتعمل كمرطب مساعد، بينما يكون غرضها الرئيسي مكافحة حب الشباب مثلا.
وقد تلاحظ أيضًا أوزانًا جزيئية مختلفة على ملصقات المصل والكريم. وكما أسلفنا كلما قل حجم الجزيء زادت قابلية اختراقه للجلد، ومن المرجح أن يؤدي حمض الهيالورونيك ذو الوزن الجزيئي المرتفع إلى تكوين طبقة رقيقة على سطح الجلد بدلاً من اختراق الجلد بشكل أعمق.
أيضا، يأتي حمض الهيالورونيك بشكل حقن موضعية (الفلر)، تستخدم لملء الجلد وتحسين علامات الشيخوخة، وهي فعالة أكثر من العلاجات الموضعية، لكنها تسبب آثارا جانبية محتملة، مثل الكدمات والتورم.
* ما المكونات التي يجب أن تبحث عنها في المنتج؟
عند البحث عن منتج جيد من حمض الهيالورونيك، هناك بعض الأشياء التي يجب تذكرها.
- إن أفضل استخدام لحمض الهيالورونيك في أي منتج يهدف إلى الترطيب. ولا تنس أنه قد يتم إدراجه على أنه هيالورونات الصوديوم، وهذا الشكل يكون أرخص ولكنه ذو حجم جزيئي أصغر قابل لاختراق الجلد وترطيبه بشكل جيد.
- يجب تجنب أي شيء يحتوي على مكونات قاسية مثل الكحول والعطور أو أي شيء يحتوي على تركيز عالٍ من الأحماض.
- يجب أن يكون أي مرطب جيد قادرًا على إبقاء الماء على الجلد ويمنع تبخره في الهواء، وهنا يجب أن تتوفر في المنتج بالإضافة لحمض الهيالورونيك مواد تسمى occlusives، التي تساعد على الاحتفاظ بالمادة المرطبة وتمنع تبخرها، مثل زبدة الشيا والكاكاو والزيوت مثل الأفوكادو وشمع العسل كلها أمثلة على تلك المواد.
- ابحث عن المكونات التكميلية في منتجات حمض الهيالورونيك أيضًا. على سبيل المثال فيتامين سي هو أحد مضادات الأكسدة التي يمكن أن تساعد في مكافحة الجفاف وحماية البشرة من الأضرار البيئية. وفي الوقت نفسه، يستخدم فيتامين ب 5 (B5) لتنعيم البشرة.
* كم مرة يمكنك استخدام منتجات حمض الهيالورونيك ومتى تظهر النتائج؟
من الأفضل دائمًا اتباع إرشادات المنتج المحددة والبدء ببطء. وبشكل عام، فإن حمض الهيالورونيك آمن للاستخدام في الصباح والمساء. ونظرا لاختلاف المنتجات، لذلك يمكن أن تختلف المدة اللازمة لظهور النتائج.
على سبيل المثال، تميل منتجات حمض الهيالورونيك الموضعية إلى إحداث تأثيرات ترطيب سريعة، وستكون قادرًا على ملاحظة الفرق في رطوبة بشرتك في غضون بضع دقائق. ولكن إذا كنت تتطلع إلى تقليل ظهور الخطوط الدقيقة وعلامات الشيخوخة الأخرى، فقد تضطر إلى الانتظار شهرين على الأقل لملاحظة الفرق.
* أخيرا..
للحفاظ على بشرتك في أفضل حالاتها، تحتاج إلى ترطيبها. وحمض الهيالورونيك هو أحد أبسط الطرق للقيام بذلك، فهو سهل الاستخدام، مع القليل من الآثار الجانبية او تكاد تكون معدومة، ومتوفر في مجموعة كبيرة من المنتجات، ومناسب لجميع أنواع البشرة.
* المصادر