يُعد تحليل حمض اليوريك (Uric Acid Test)، أو حمض البول أو الأملاح، من التحاليل الطبية المهمة التي يُطلب إجراؤها في حالات مرَضية متعددة مثل النقرس (Gout)، وحصى الكلى، وأثناء علاج بعض أنواع السرطان. ورغم بساطته، فإن نتائجه قد تكشف عن مشكلات صحية خطيرة أو تساعد في الوقاية منها.
ما هو تحليل حمض اليوريك؟
تحليل حمض اليوريك هو فحص يتم إجراؤه باستخدام عينة من الدم أو البول، ويهدف إلى قياس كمية حمض اليوريك أو حمض البول (Uric Acid) في الجسم. ينتج حمض اليوريك بشكل طبيعي من تكسير مركبات تسمى البيورينات (Purines)، وهي موجودة في خلايا الجسم وفي العديد من الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية.
يتم التخلص من حمض اليوريك عن طريق الكلى، ويخرج مع البول. لكن عند ارتفاع مستوياته في الدم، قد يتجمع ويترسب على شكل بلورات تشبه الإبر في المفاصل مسببة مرض النقرس. وقد يؤدي تراكمه أيضًا إلى تكون حصى الكلى أو في بعض الحالات النادرة إلى فشل كلوي.
ما استخدامات تحليل حمض اليوريك؟
يُستخدم تحليل حمض اليوريك في عدد من الأغراض الطبية، ومنها:
-
تشخيص مرض النقرس، خاصة إذا تم مع تحليل سائل المفصل (Synovial Fluid Analysis).
-
مراقبة المرضى الذين يتلقون علاجًا للسرطان، إذ إن تكسير الخلايا السرطانية بسرعة يؤدي إلى إطلاق كميات كبيرة من البيورينات، وبالتالي ارتفاع حمض اليوريك.
-
تشخيص حصى الكلى الناتجة عن ارتفاع حمض اليوريك في البول.
-
تقييم خطر تكون حصى الكلى لدى مرضى النقرس.
مَن يحتاج إلى تحليل حمض اليوريك؟
قد يطلب الطبيب إجراء تحليل حمض اليوريك إذا كنت تعاني من:
أعراض النقرس مثل:
-
ألم حاد في مفصل واحد (غالبًا إصبع القدم الكبير).
-
احمرار وتورم في المفصل المصاب.
-
شعور بحرارة في المنطقة المصابة.
أعراض حصى الكلى مثل:
-
ألم حاد في البطن أو الخاصرة أو الفخذ.
-
رغبة متكررة في التبول.
-
ألم عند التبول.
-
بول عكر أو ذي رائحة كريهة.
-
غثيان أو قيء.
-
ارتفاع في درجة الحرارة.
كما يُطلب تحليل حمض اليوريك بشكل دوري لمتابعة الحالة عند من يعاني من النقرس أو عند من يتلقى علاجًا كيميائيًا.
كيف يتم إجراء تحليل حمض اليوريك؟
هناك طريقتان أساسيتان لإجراء تحليل حمض اليوريك:
-
تحليل الدم، يقوم المختص بأخذ عينة دم من الوريد باستخدام إبرة صغيرة. تستغرق العملية بضع دقائق فقط، وقد تشعر بوخز بسيط.
-
تحليل البول خلال 24 ساعة، تُجمع عينة البول على مدار 24 ساعة في عبوة خاصة تُحفظ في الثلاجة أو المبرد. تشمل الخطوات:
-
تجاهل أول عملية تبول عند بدء التوقيت.
-
جمع كل البول خلال الـ 24 ساعة التالية.
-
تسليم العبوة للمختبر بعد انتهاء الوقت.
هل يتطلب تحليل حمض اليوريك استعدادًا خاصًا؟
عادةً لا يتطلب تحليل حمض اليوريك أي تحضيرات خاصة، لكن يجب إخبار الطبيب بجميع الأدوية التي تتناولها، لأن بعض الأدوية مثل الأسبرين (Aspirin) أو النياسين (Niacin) قد تؤثر على النتائج. لا تتوقف عن تناول أي دواء دون الرجوع إلى الطبيب.
هل هناك مخاطر من تحليل حمض اليوريك؟
لا يوجد أي خطر معروف من إجراء تحليل حمض اليوريك، سواء كان في الدم أو في البول. في تحليل الدم، قد تشعر بوخز بسيط في موضع الإبرة، أو يظهر كدمة خفيفة، لكنها تزول سريعًا.
ماذا تعني نتائج تحليل حمض اليوريك؟
ارتفاع حمض اليوريك في الدم
ارتفاع حمض اليوريك في الدم قد يشير إلى:
-
إنتاج الجسم لكمية كبيرة من حمض اليوريك.
-
فشل الكلى في التخلص من هذا الحمض.
-
تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل: اللحوم الحمراء والكبد والكلى والأسماك مثل السردين والأنشوجة والتونة و الكحول و العصائر والمشروبات المحلاة بسكر الفركتوز.
-
وجود أسباب طبية لارتفاع حمض اليوريك، مثل النقرس وأمراض الكلى وسرطان الدم أو النقائل السرطانية.
-
تأثيرات جانبية للعلاج الكيميائي.
-
اضطرابات الحمل مثل تسمم الحمل (Preeclampsia).
-
اضطرابات إدمان الكحول.
انخفاض حمض اليوريك في الدم
وهو أمر نادر ولا يشير عادةً إلى حالة صحية خطيرة، لكنه قد يحدث في حالات مثل:
-
أمراض الكلى المزمنة.
-
التسمم بالرصاص.
-
اضطرابات غذائية.
ارتفاع حمض اليوريك في البول
ارتفاع حمض اليوريك في البول قد يشير إلى:
-
وجود خطر لتكوين حصى الكلى.
-
النقرس.
-
أمراض سرطانية.
-
السمنة.
-
اضطرابات وراثية مثل متلازمة ليش-نيهان (Lesch-Nyhan Syndrome).
انخفاض حمض اليوريك في البول
قد يدل على مرض كلوي أو الإفراط في شرب الكحول أو التسمم بالرصاص.
هل ارتفاع حمض اليوريك يعني بالضرورة وجود مشكلة صحية؟
ليس بالضرورة. كثير من الأشخاص لديهم مستويات مرتفعة من حمض اليوريك دون أن يعانوا من أي أعراض أو مشاكل صحية. ولهذا، فإن تحليل حمض اليوريك يُستخدم ضمن مجموعة من التحاليل والفحوصات الأخرى لتحديد السبب الدقيق.
نصائح للحفاظ على مستويات طبيعية من حمض اليوريك
للحفاظ على نتائج طبيعية في تحليل حمض اليوريك، يُفضل اتباع النصائح التالية:
-
تقليل تناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية.
-
شرب كمية كافية من الماء يوميًا.
-
تجنب الكحول والمشروبات المحلاة بسكر الفركتوز.
-
الحفاظ على وزن صحي.
-
تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبوتاسيوم مثل الموز والخضراوات الورقية.
نهايةً، يُعتبر تحليل حمض اليوريك أداة طبية مهمة تساعد في تشخيص ومتابعة عدة أمراض مثل النقرس وحصى الكلى، كما يُستخدم خلال علاج السرطان لمراقبة التغيرات الكيميائية في الجسم. لكن يجب دائمًا تفسير النتائج ضمن السياق الصحي الكامل للمريض. إذا كانت لديك مستويات مرتفعة من حمض اليوريك، فذلك لا يعني بالضرورة أنك مصاب بمرض، لكنه مؤشر يستحق المتابعة مع الطبيب. لا تتردد في مناقشة نتائج تحليل حمض اليوريك مع طبيبك المختص لتحديد الخطوات المناسبة نحو صحة أفضل.