تحليل الحصبة الألمانية igG وigM هو أداة تشخيصية مهمة لتقييم وجود مناعة ضد فيروس الحصبة الألمانية وتحديد حالات العدوى الحديثة، ويُستخدم هذا التحليل بشكل خاص في تقييم المناعة قبل وأثناء وبعد الحمل نظرًا لتأثيرات هذا الفيروس المحتملة على الجنين.
الحصبة الألمانية
الحصبة الألمانية (Rubella)، هي عدوى فيروسية مُعدية تتسبب في ظهور طفح جلدي أحمر وحمى. على الرغم من أن الأعراض تكون خفيفة في الغالبية العظمى من الحالات، فإن الإصابة بالفيروس أثناء الحمل، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة للجنين، مثل متلازمة الحصبة الألمانية الخَلقية (Congenital Rubella Syndrome - CRS). لذلك، يُعتبر تقييم المناعة ضد الحصبة الألمانية أمرًا حيويًا للنساء في سن الإنجاب.
تحليل الحصبة الألمانية igG وigM
عند الإصابة بفيروس الحصبة الألمانية، يستجيب الجهاز المناعي بإنتاج نوعين من الأجسام المضادة:
-
الأجسام المضادة IgM: تظهر هذه الأجسام المضادة في المراحل المبكرة من العدوى، عادةً بعد أيام قليلة من ظهور الطفح الجلدي، وتصل إلى ذروتها خلال أسبوع إلى عشرة أيام. يبقى مستوى IgM مرتفعًا لمدة تتراوح بين 4 إلى 30 يومًا بعد ظهور الطفح، ثم يبدأ في الانخفاض. يشير وجود IgM عادةً إلى عدوى حديثة بالحصبة الألمانية.
-
الأجسام المضادة IgG: تبدأ هذه الأجسام المضادة في الظهور بعد أيام قليلة من ظهور الطفح الجلدي، وتصل إلى مستوياتها القصوى خلال أسبوعين تقريبًا. يستمر وجود IgG في الدم مدى الحياة، مما يوفر مناعة دائمة ضد الفيروس. يشير وجود IgG إلى تعرض سابق للفيروس أو الحصول من قبل على التطعيم.
دواعي إجراء تحليل الحصبة الألمانية igG وigM
يُوصى بإجراء تحليل الأجسام المضادة للحصبة الألمانية في الحالات التالية:
-
النساء اللواتي يخططن للحمل أو الحوامل: لتقييم ما إذا كن محصَّنات ضد الفيروس، نظرًا لخطر انتقال العدوى إلى الجنين وما قد يترتب عليه من مضاعفات.
-
الأطفال الحديثو الولادة: في حال تشخيص الأم بعدوى الحصبة الألمانية أثناء الحمل، أو ولادة الطفل مع عيوب خَلقية مثل ضعف السمع أو إعتام عدسة العين أو عيوب القلب.
-
العاملون في الرعاية الصحية: لتحديد ما إذا كانوا محصَّنين ضد الفيروس، نظرًا لاحتمالية تعرضهم للعدوى.
تفسير نتائج تحليل الحصبة الألمانية igG وigM
تتطلب نتائج تحليل الأجسام المضادة للحصبة الألمانية تفسيرًا دقيقًا يعتمد على مستويات كل من IgG وIgM:
-
IgM سالب وIgG موجب: تشير هذه النتيجة إلى أن الشخص لديه مناعة ضد الحصبة الألمانية، إما نتيجة إصابة سابقة أو تلقي التطعيم.
-
IgM موجب وIgG سالب أو موجب: قد تشير هذه النتيجة إلى وجود عدوى حديثة بالحصبة الألمانية. في هذه الحالة، يُنصح بإجراء اختبارات إضافية لتأكيد التشخيص، مثل اختبار الأجسام المضادة IgG بعد أسبوعين للتحقق من زيادة مستوياتها، أو اختبار شدة ارتباط IgG (IgG avidity) لتمييز العدوى الحديثة عن السابقة.
-
IgM سالب وIgG سالب: تشير هذه النتيجة إلى عدم وجود مناعة ضد الحصبة الألمانية، مما يعني أن الشخص عرضة للإصابة بالعدوى. يُنصح في هذه الحالة بتلقي التطعيم.
أهمية تحليل الحصبة الألمانية igG وigM أثناء الحمل
تُعتبر الإصابة بالحصبة الألمانية أثناء الحمل، خاصة في الأسابيع الـ 16 الأولى، خطرة نظرًا لاحتمالية تسببها بحدوث متلازمة الحصبة الألمانية الخلقية (CRS) لدى الجنين. تشمل أعراض CRS عيوبًا خَلقية مثل ضعف السمع، ومشاكل في البصر، وعيوب القلب. لذلك، يُنصح للنساء الحوامل أو اللواتي يخططن للحمل بإجراء تحليل الأجسام المضادة للحصبة الألمانية للتأكد من وجود مناعة كافية ضد الفيروس.
الوقاية والتطعيم
بفضل برامج التطعيم الواسعة أصبحت حالات الحصبة الألمانية نادرة في العديد من البلدان. يُوصى بتلقي لقاح الحصبة الألمانية (جزء من لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية - MMR الثلاثي) قبل الحمل بفترة كافية لضمان المناعة. في حال عدم التأكد من حالة المناعة، يمكن إجراء تحليل الأجسام المضادة لتحديد الحاجة إلى التطعيم.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
ما الفرق بين تحليل IgG وIgM؟
IgM (الغلوبولين المناعي M): يظهر في المرحلة المبكرة من العدوى، ويشير إلى إصابة حديثة بالفيروس، ثم يختفي خلال أسابيع إلى أشهر.
IgG (الغلوبولين المناعي G): يتطور بعد الإصابة أو التطعيم، ويوفر مناعة دائمة ضد الفيروس.
متى تكون نسبة IgG خطيرة؟
IgG منخفض جدًا أو غير موجود: يعني عدم وجود مناعة، مما يعرّض الشخص لخطر الإصابة بالحصبة الألمانية.
IgG مرتفع جدًا مع IgM موجب: قد يشير إلى وجود عدوى حديثة، خاصة إذا ترافق مع أعراض مثل الطفح الجلدي والحمى. في هذه الحالة، يُنصح بإجراء اختبار شدة ارتباط IgG (IgG avidity) لتأكيد التشخيص.
ما هو تحليل IgG وIgM للحامل؟
IgG موجب وIgM سالب: يشير إلى مناعة ضد الحصبة الألمانية، ولا يوجد خطر على الجنين.
IgG سالب وIgM سالب: يعني عدم وجود مناعة، ويجب على الحامل تجنب التعرض للفيروس وأخذ التطعيم بعد الولادة.
IgM موجب مع أو بدون IgG موجب: قد يشير إلى وجود عدوى حديثة، مما يستدعي اختبارات إضافية مثل اختبار IgG avidity أو تحليل RT-PCR لتقييم خطر انتقال العدوى للجنين.
نهايةً، يُعد تحليل الأجسام المضادة للحصبة الألمانية من نوعي IgG وIgM أداة مهمة لتقييم المناعة والكشف عن العدوى الحديثة، خاصة لدى النساء في سن الإنجاب. يساهم التشخيص الدقيق والتفسير الصحيح للنتائج في اتخاذ الإجراءات المناسبة، سواء كان ذلك بالتطعيم أو المتابعة الطبية، لضمان صحة الأم والجنين.