يميل كبار السن عادة إلى البقاء في بيئتهم المنزلية قدر الإمكان، لأن ذلك يعزز الشعور بالألفة والراحة النفسية ومتعة الحياة اليومية بشكل طبيعي، أي ضمن الروتين الذي اعتادوا عليه، وهذا ما يحد من التوتر المتعلق بالتغيرات الكبيرة عند الانتقال إلى دار الرعاية مثلاً، كما أنه من الناحية المادية أقل تكلفة بكثير، لكن في المقابل عليك وضع نظام ملائم لحالة المسن، وفي الوقت نفسه يناسب طبيعة حياة مَن في المنزل وجدول أعمالهم لكي يكون نظامك آمناُ وفعالاً. نقدم في هذا المقال بعضاً من أهم النقاط التي يمكنك اتباعها عند رعاية المسن في المنزل من نواح مختلفة.
لماذا نختار رعاية المسن في المنزل ؟
من المعروف لدى الشعوب العربية أهمية رعاية الأهل في المنزل بعيداً عن اللجوء إلى مؤسسات الرعاية للمسنين، وذلك لأن أكثر كبار السن يميلون للبيئة التي اعتادوا العيش فيها، ولا يسعهم مع تقدم العمر تقبّل العيش مع أشخاص لم يعرفوهم مِن قَبل. تَمنح رعاية المسن في المنزل العديد من المزايا التي تشمل:
- الراحة النفسية
- الاستمرار في برنامج الحياة اليومي
- تقليل التوتر المرتبط بالتغيّرات الكبيرة عند الانتقال إلى مؤسسة رعاية
- أقل تكلفة من الرعاية المؤسّساتية.
كيف تكون رعاية المسن في المنزل وفق خطة فعالة وناجحة؟
مِن الخطوات الأساسيّة لنجاح رعاية المسن في المنزل هي وضع خطة رعاية واضحة تناسب احتياجات المسن الفردية، أي حالته الصحّية، والأدوية والجرعات، وتنظيم المعلومات الخاصة به كاسم طبيبه ورقمه وجهات الطوارئ وغيرها، بالإضافة إلى تطوير خطة الرعاية وتعديل المنزل. هناك بعض الأسئلة التي يمكن الإجابة عليها لتدوين هذه المعلومات وبالتالي إعداد الخطة بشكل دقيق لتقديم رعاية مناسبة وتقليل المفاجآت.
• ما هي الأمراض أو الحالات المزمنة لدى المسن؟
• هل يحتاج إلى مساعدة في الأنشطة اليومية (كاللبس، الاستحمام، التّحرك)؟
• ما هي قدراته البدنية والعقلية؟
• ما هو الدعم المتوفر من العائلة أو الطبيب؟
• ما هي المخاطر في المنزل (كالسقوط، والأدوية، والإنزلاق)؟
ماهي التعديلات المنزلية المطلوبة عند رعاية المسن في المنزل ؟
تحضير البيئة المنزلية من العوامل الحاسمة لسلامة المسن واستقلاليته، خاصة أن سكان المنزل الأصحاء قد لا يدركون خطر بعض الأماكن على المسنين. لذا نشير إليكم ببعض التعديلات المنزلية التي يمكنكم القيام بها لشتمل:
• تركيب مقابض على الجدران في الحمّام قرب المرحاض ومرش الاستحمام لتساعدهم في التوازن والثبات
• تركيب أرضيات غير زلقة، وإزالة السجاد الذي قد يسبّب التعثّر.
• تركيب إضاءة كافية في كل الغرف، خاصة الممرّات والحمّامات.
• ترتيب الأثاث بطريقة تسهّل الحركة، وتجنّب الممرّات الضيّقة.
• تجهيز المنزل بوسائل مساعدة مثل كرسي الحمام، ومقبض قرب السرير، وسلسلة إنذار في حال الطوارئ.
كيف تكون رعاية المسن في المنزل من الناحية الطبية؟
تتضمّن رعاية المسن في المنزل مراقبة حالته الصحية والعلاج الطبي، لذا من المهم التنسيق مع الأطباء، والصيدلية، ومَن يعتني به كالممرضات مثلاً. وقد أوصت الجمعية الأمريكية لطب المسنين American Geriatrics Society إلى الحاجة للرعاية المركّزة للشخص المسن في العديد من المحاور وهي:
• تنظيم الأدوية أي التأكّد من أن المسن يتناول الأدوية بالجرعات الصحيحة وفي الوقت المناسب، ومعرفة آثارها الجانبية.
• متابعة الحالات المزمنة مثل: السكري، وضغط الدم، وأمراض القلب والتنفُّس.
• التقييم الدوري لوظائف المسن (الحركة، والإدراك، ولحالة النفسية).
• التنسيق مع الممرضات أو فرق الرعاية الصحية المنزلية لتأمين خدمات الرعاية المنزلية التي قد تشمل العناية بالجروح أو الأدوية.
• التأهيل أو التمارين الداعمة للحركة، والتأكّد من أن المسن ليس معرضاً للسقوط.
ما أهمية النشاط البدني للمسن؟
الحركة والنشاط البدني من الأساسيات لكبار السن، وذلك لأنها تساهم في الحفاظ على مدى الحركة، وتقليل مخاطر السقوط، وتحسين المزاج كأهمية العناية بالصحة النفسية والاجتماعية لذا يمكنك:
• وضع جدول يومي/أسبوعي لنشاط بدني بسيط مثل: المشي، والتمارين الخفيفة، والتمدد والتمطط.
• الأنشطة الاجتماعية: زيارات عائلية، والالتّحاق بمجموعات أو نوادي كبار السن، واستخدام التكنولوجيا للتواصل.
• نشاطات تحفيز الذهن مثل : القراءة، ألعاب ذهنية، ممارسة الهوايات.
• التأكّد من أن المسن يشعر بأنه ذو قيمة ومشارك في اتخاذ القرار.
كيف أهتم بغذاء المسن في المنزل؟
التغذية الصحية جزء أساسي من رعاية المسن في المنزل وخارجه، ويكون ذلك من خلال الحفاظ على وزن صحي، وتوازن العناصر الغذائية، والتركيز على البروتينات، والفيتامينات، وتجنّب الجفاف. لذا ركّز على النقاط التالية:
• التأكّد من أن الوجبات تتناسب مع احتياجات المسن (مثلاً في حالة السكري أو مشاكل الهضم).
• التركيز على وجبات صغيرة وغنية بالبروتينات، والخضار، والفواكه، والحفاظ على ترطيب كافٍ (شرب الماء أو السوائل المناسبة).
• مساعدته في التسوّق، التحضير إن كان هناك صعوبة، أو التعاقد مع خدمة توصيل وجبات.
• جعل الوجبة مناسِبة اجتماعيًا أي أن يكون تناولها مع شخص آخر يعزّز المتعة والمشاركة.
• مراجعة الطبيب أو اختصاصي تغذية إذا كان هناك فقدان وزن غير مبرّر أو ضعف في التغذية.
نصيحة من موقع صحتك
تتطلب رعاية المسن في المنزل تخطيطًا متكاملًا يشمل الجوانب الصحية، والنفسية، والبيئية، والتغذوية، والاجتماعية، مع دعم فعّال لمَن يقوم برعاية المسن يومياً وعن كثب بالاعتماد على ممارسات مفيدة مبنيّة على الأدلّة. يمكن للمسنين أن يعيشوا بكرامة وأمان أكبر في بيوتهم، وتقلّ الأعباء على العائلة ولكن من المهمّ أيضًا أن تكون هناك مرونة في الخطة، إذ أن احتياجات المسن قد تتغيّر بمرور الوقت.