يحذّر مقالنا هذا من النوم بملابس الخروج لعدة أسباب، وينصحك بأن تبادر لخلع ملابسك فور عودتك للمنزل، حتى وإن كانت لديك رغبة جامحة للجلوس، أو لأخذ قيلولة عاجلة في سريريك طمعاً في نيل قسط من الراحة تنعش العقل والجسم، لأن ما تقوم به قد يكون أمرا سيئاً قد يعرّض صحتك للخطر، كيف؟ إذا كنت ترغب في معرفة الجواب الحقيقي ومخاطر هذا السلوك، اقرأ مقالنا هذا.
ما سلبيات النوم بملابس الخروج ؟
أولاً: قد تكون ملابسك الخارجية مليئة بالبكتيريا
الملابس العادية التي ترتديها في حياتك اليومية خارج المنزل يمكن أن تلتقط ما هبَّ ودبَّ من البكتيريا التي تسرح وتمرح في كل مكان، خاصة بكتيريا السالمونيلا والعصيات القولونية والمكورات العنقودية، وإذا كنت تأخذ وسائط النقل العامة أو تذهب إلى المطاعم أو ترتاد المقاهي والمسارح والصالات الرياضية والأماكن العامة، فكان الله في العون، لأن مثل هذه الأماكن توفّر البيئة المثالية لكي تعلق البكتيريا بالثياب الخارجية.
ليس من الواضح حقاً ما هو الدور الذي تلعبه البكتيريا العالقة بالملابس الخارجية في نقل العدوى والتسبب بالمرض، إلا أنها تلعب دورًا حتى ولو كان بسيطًا، وكلما زادت حمولة الثياب من البكتيريا العالقة بها زاد احتمال حدوث العدوى.
علاوة على ذلك، حتى الملابس التي اشتريتها للتو قد تكون ملوثة بالبكتيريا لأنها تمر بمستودعات متعددة، وتلمسها مئات الأيدي المتسخة قبل أن تصل إليك، وبالتالي إلى سريرك وملاءاتك ووسادتك لتتكاثر فيها بالطول والعرض.
ويجدر التنويه هنا، أن إقامة البكتيريا على الملابس الخارجية ليست إقامة عابرة، إذ يمكن لبعضها أن يحلو له طيب الإقامة لأيام وأسابيع وأشهر، وإذا أخذنا بما نشرته مجلة GMS Hygiene and infection control في شهر مايو للعام 2020، فإن مدة إقامة البكتيريا قد تصل إلى 90 يومًا في الملابس القطنية، وإلى 200 يوم بالنسبة لملابس البوليستر. من هنا؛ فإن البكتيريا لديها فرصة كبيرة لكي تصل مباشرة إلى بشرتك، وبمجرد حدوث ذلك، فإنها قد تصيبك بالعدوى وتجعلك مريضًا، خاصة إذا كنت ترتدي ملابسك لفترة طويلة من الزمن.
ثانيا: قد تحمل ملابسك الخارجية حبوب اللقاح
البكتيريا ليست الشيء الوحيد الذي يمكن أن تنقله ملابسك الخارجية إلى منزلك وسريرك، فهي قد تنقل حبوب اللقاح المسببة للحساسية.
إذا كنت تعاني من الحساسية الموسمية تجاه حبوب اللقاح؛ فإنها قد تلتصق بثيابك الخارجية، الأمر الذي يؤدي إلى معاناتك من أعراض شتى أبرزها: احتقان وسيلان الأنف ودمع العينين وضيق التنفس والسعال والعطاس، ومثل هذه الأعراض يقد تعطل نومك وقد تجعله صعب المنال. من هنا؛ فإنه يُنصح دائماً بعدم النوم بملابس الخروج، وخلعها بمجرد الدخول إلى المنزل، وإلى عدم النوم بها في السرير بأي حال من الأحوال، خاصة في موسم الربيع الذي تكون فيه مستويات حبوب اللقاح مرتفعة جدًا. كما ينصح بقوة بتخصيص مكان منعزل توضع فيه الملابس الخارجية بحيث تكون قريبة من عتبة باب المنزل لتفادي انتشار حبوب اللقاح في داخل البيت.
ثالثا: قد تجلب لك ملابسك الخارجية حشرات بقّ الفراش
إذا أقمت في أحد الفنادق أو حضرت فيلمًا سينمائيًا أو تنقلت في وسائل النقل العام أو سافرت على متن الطائرة أو سقت سيارة مستأجرة، فليس مستبعدًا أن يعلق بقّ الفراش على ثيابك الخارجية التي تعتبر وسيلة نقل جيدة لحشرات بقّ الفراش التي قد تجد مكانًا للاختباء في إحدى زوايا سريرك في حال جلست أو نمت عليه بملابسك الخارجية، وهناك دلائل تفيد أنه كلما كانت الثياب متسخة وتم ارتداؤها لفترات طويلة، زادت احتمالية أن يعلق بق الفراش بها.
وعلى الرغم من أن بق الفراش لا يشكل خطورة على حياة الإنسان، فيمكن أن يكون مصدرًا لإزعاج ما بعده إزعاج، بسبب لدغاته التي تترك على جلد ضحيته حبوبًا صغيرة حمراء اللون تُعتبر من أول المؤشرات على وجود بق الفراش في السرير أو في المنزل. ومن باب العلم، فإن بقّ الفراش يتغذى حصرًا على الدم، خاصة دم البشر، لهذا يجب منع وصوله إلى سرير النوم أو إلى المنزل بأي وسيلة متاحة.
كلمة أخيرة من موقع صحتك حول تأثير النوم بملابس الخروج
ارتداء البيجاما أو الملابس الداخلية أو عدم ارتداء أي شيء على الإطلاق أثناء النوم، هي عادة اكتسبناها منذ نعومة أظفارنا، لكن في بعض الأحيان، ولسبب ما من الأسباب، غالبًا ما يكون الكسل، نستلقي لبعض الوقت لأخذ قيلولة ولمّا نخلع ملابسنا الخارجية بعد.
لكن هناك معطيات تفيد أن النوم بملابس الخروج ليس مفيداً لصحتك، لأن الثياب التي استعملتها خارج المنزل قد تكون متسخة وحاملة لميكروبات قد تصيبك بالعدوى وتجعلك مريضًا، ناهيك عن حبوب اللقاح التي تلتصق بالملابس أثناء وجودك في الخارج، فتكون في حالة لتقع في شيء آخر، من هنا، فإن موقع صحتك يوصيك بعد النوم بملابس الخروج وأن تبادر إلى خلع ثيابك الخارجية بمجرد وصولك إلى المنزل، إذا كنت تسترخي من حين إلى آخر على سرير النوم بملابسك الخارجية، فإنه من الأفضل ألا تجعل ذلك عادة.