من الصعب للغاية الوصول إلى درجة النظافة الشخصية المثالية، لكن عدم الاهتمام بالنظافة أيضاً أو عدم الاهتمام بها بشكل كافٍ يؤدي إلى مشاكل صحية وإزعاج للآخرين. وتزداد أهمية النظافة الشخصية في الأماكن العامة والمزدحمة كما هو الحال خلال موسم الحج حين يتوافد ملايين الحجاج إلى الشعائر المقدسة، ونتيجة لهذا الازدحام وإهمال البعض للنظافة الشخصية يشهد موسم الحج تفشي بعض الأمراض. لذا عزيزي الحاج من المهم الحرص قدر الإمكان على نظافة جسدك وملابسك انطلاقاً من أن "النظافة من الإيمان"، وهي ضرورية للوقاية من الأمراض، لذا نقدم في هذا المقال نصائح للحفاظ على النظافة الشخصية للحجاج خلال موسم الحج.
الحفاظ على النظافة الشخصية للحجاج
لم يكتف الإسلام بالتأكيد على أهمية النظافة، بل علَّمنا أيضاً كيفية أدائها على أكمل وجه بجعل الوضوء شرطاً لصحة الصلاة، وجعل الغسل واجباً في بعض الحالات، ومستحباً في حالات أخرى، كما حثَّ على نظافة الملابس. وفي الواقع؛ فإن العديد من الأمراض مثل الإسهال والدوسنتاريا والتهاب الكبد الفيروسي وأمراض الجهاز التنفسي سببها قلة النظافة. وللوقاية من هذه الأمراض وتجنب إزعاج الآخرين ممن يؤدون معك الشعائر بسبب قلة النظافة، نقدم نصائح للحفاظ على النظافة الشخصية للحجاج كالآتي:
- غسل اليدين بالماء والصابون خاصة قبل تناول الطعام، وكذلك بعد استخدام دورة المياه، أو بعد ملامسة شخص مريض.
- الاستحمام يومياً بالماء الدافئ والصابون (يجب أن يكون خالياً من العطور أثناء الإحرام) لنظافة الجسم، بالإضافة إلى فتح مسام الجلد وتنشيط الدورة الدموية.
- غسل الشعر بالماء والشامبو لإزالة الغبار والتلوث.
- قص الأظافر وتنظيف الأذنين.
- تنظيف الأسنان بالفرشاة بعد الطعام وقبل النوم.
- استخدام المناشف النظيفة وغسلها بانتظام.
- تغيير الملابس الداخلية بانتظام والتأكد من نظافة الملابس الخارجية.
- تجنب المشي حافي القدمين.
- تجنب استخدام أدوات الآخرين (الأمشاط، والملابس، والمناشف، وغيرها).
الحفاظ على النظافة في الإحرام
أثناء الإحرام قد يكون الحفاظ على النظافة دون استخدام العطور أمراً صعباً، ومع ذلك حاول استخدام صابون وشامبو عاديين غير معطرين لغسل جسمك وشعرك كل يوم، وأحضر كيس غسيل صغيراً لحفظ ملابس الإحرام المستعملة بشكل منفصل حتى تتاح لك فرصة غسلها، وحافظ على تنظيم مكانك في منى وعرفات باستخدام حصيرة صغيرة أو قطعة قماش للجلوس عليها، وتجنب ملامسة الأرض مباشرة. تساعد هذه الممارسات في المحافظة على حرمة الإحرام وتعزيز النظافة في الأماكن المزدحمة. باتباع هذه النصائح المتعلقة بالنظافة والوقاية من الأمراض لن تحمي صحتك فحسب، بل ستحافظ أيضاً على صحة الآخرين وعلى نظافة الأماكن المقدسة، مما يضمن لك إتمام مناسك الحج براحة وأمان.
كمامة الوجه
أصبح من الشائع بين الحجاج استخدام الكمامات الأنفية والفموية للوقاية من الأمراض المُعدية التي يمكن أن تنتقل بين الحجاج في الهواء، مثل الأمراض التنفسية بسبب الازدحام والاختلاط، خاصة خلال الطواف والسعي حين يمكن أن تتعرض للجراثيم المحمولة في الهواء. ولكن للأسف هذه الكمامات غير مخصصة لهذا الغرض، بل على العكس قد تصبح مصدراً للغبار والأوساخ إذا لم تغيّر بانتظام، لذا ينصح باستخدام الكمامات الطبية التي تحتوي على فلتر ومخصصة لمنع انتشار العدوى، والحرص على تغيير الكمامة العادية بانتظام في حال عدم القدرة على الحصول على كمامة طبية، ويُعتبر استخدام الكمامة في الازدحام مهماً إذا كنت تعاني من حالة صحية سابقة أو تشعر بتوعك أثناء الحج.
نظافة مكان السكن والبيئة
لكي يكون الإنسان نظيفاً عليه أن يحافظ ليس فقط على نظافته الشخصية، بل على نظافة مكان سكنه والبيئة المحيطة به، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:
- تنظيف الفراش يومياً.
- تجنب الأكل في الفراش.
- تنظيف الأدوات الشخصية التي يستخدمها الحاج في مسكنه.
- تجنب رمي القمامة على الأرض أو في الشوارع أو في أي مكان آخر غير الأماكن المخصصة لها، ويجب وضع القمامة في أكياس ووضعها في صناديق القمامة لتجنب الحشرات الضارة التي قد تنقل العدوى بين الحجاج.
نظافة الطعام والشراب
تُعتبر نظافة الطعام والشراب من الجوانب المهمة التي يجب الاهتمام بها في موسم الحج لتجنب حالات عدوى الجهاز الهضمي والتسمم الغذائي، وغيرها من الأمراض التي قد تحدث بسبب عدم نظافة الطعام والشراب الذي يتم تناوله، ومن أهم النصائح لذلك:
- احرص على اختيار الطعام النظيف المطهو جيداً ومن بائع موثوق.
- في حالة تناول الأطعمة المعبأة يجب التأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية.
- غسل اليدين قبل وبعد الأكل.
- غسل الفواكه والخضراوات جيداً قبل تناولها.
- تغطية أواني الطعام والخضراوات وتجنب تعريضها للأتربة والحشرات، مما قد يؤدي إلى التسمم الغذائي.
- الحرص على شراء الأطعمة المعبأة جيداً، وتجنب تناول الأطعمة المكشوفة بالكامل، وخاصة من الباعة الجائلين.
- تجنب شراء الأطعمة من الباعة الجائلين لتجنب مخاطر التسمم الغذائي، والتخلص من بقايا الطعام بدلاً من تخزينها.
- ينصح بشرب الحليب المبستر والمياه المعدنية المعبأة والعصائر المعبأة.
- حفظ الأطعمة المغطاة في الثلاجة.
نظافة الحلاقة
من ضمن النظافة الشخصية للحجاج الاهتمام بنظافة أدوات الحلاقة والجروح التي يمكن أن تنتج عن الحلاقة، فعزيزي الحاج؛ لتجنب الأمراض التي تنتقل عبر الجروح (خاصة أثناء الحلاقة) عليك اتباع النصائح التالية:
- ابتعد عن الحلاقين غير المرخَّصين وغير مضموني النظافة.
- اختر الحلاقين المعروفين بالنظافة وخاصة الحاصلين على شهادات صحية، فهم يخضعون للرقابة والتفتيش الدوري، وهذا ضروري لتجنب العدوى التي قد تنتقل عن طريق الدم.
- اختر مكاناً مناسباً بعيداً عن حلاقي الشوارع.
- الحلاقون المرخصون الذين يعملون تحت إشراف وزارة الصحة منتشرون بكثرة في الأماكن المقدسة.
- احرص على استخدام شفرة حلاقة جديدة لكل شخص، واحرص على نظافة الأدوات قبل استخدامها.
تجنب الازدحام
يعد الازدحام بيئة خصبة لانتقال الأمراض، فالاحتكاك بين الحجاج وقلة النظافة الشخصية قد يكون سبباً لانتقال الأمراض وإزعاج للآخرين بسبب قرب المسافة بينهم والاحتكاك المباشر، وفيما يخص كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة فإن انتقال هذه الأمراض قد يكون خطيراً وقد يودي بحياتهم، كما أن الازدحام يمنع الحجاج من أداء مناسك الحج بيسر وأمان، لذلك يُنصح لتجنب هذه المخاطر بالابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن المزدحمة.
نصيحة من موقع صحتك
النظافة الشخصية مفهوم بالغ الأهمية، وترتكز عليه سلوكيات كثيرة ذات آثار عميقة على الفرد والمجتمع والبيئة، ولا شك أن تحسين النظافة الشخصية والاهتمام بها يسهم في الوقاية من الأمراض، بينما إهمالها يؤدي إلى مشاكل صحية وبيئية جسيمة، وبناء على هذه المسؤولية الواقعة على عاتقنا يجب رفع مستوى الاهتمام بنظافتنا الشخصية، خاصة في أماكن الازدحام الكبير مثل موسم الحج. تحثّ شركات السياحة والحج والعمرة على عقد حملات تثقيف وتوعية حول أهمية النظافة الشخصية للحجاج وكيفية العناية بالنظافة، سواء نظافة الجسد أو المسكن أو الطعام.