وجدت دراسة حديثة زيادة في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 20% بين المشاركين الذين أفادوا بشرب لترين أو أكثر أسبوعياً من المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله ، أو ما يعادل عبوة متوسطة الحجم من المشروبات الغازية الخاصة بالحمية يوميا، ووجدت الدراسة أن تناول كميات مماثلة من المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله أدى إلى زيادة خطر الإصابة بالحالة ذاتها بنسبة 10%، في حين ارتبط شرب لتر واحد من العصائر النقية غير المحلاة أسبوعيًا بانخفاض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 8%.
ما هو الرجفان الأذيني Atrial fibrillation (AFib)؟
يعاني نحو 40 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من الرجفان الأذيني، ويعيش 6 ملايين منهم في الولايات المتحدة وحدها، وفقًا لجمعية (Heart Rhythm Society). ويشير الرجفان الأذينى إلى الإحساس غير الطبيعي بنبضات القلب، والتي غالبًا ما تتسم بالخفقان أو النبضات السريعة، ويمكن الشعور بهذه الأحاسيس أحيانًا في الحلق أو الرقبة.
القلب هو عضو عضلي يتكون من أربع حجرات: الأذينان اللذان يستقبلان الدم، والبطينان المسؤولان عن ضخه. في الظروف العادية، ينسق النظام الكهربائي للقلب انقباضات العضلات، مما يسمح للقلب بالنبض بطريقة متزامنة والحفاظ على الدورة الدموية الفعالة في جميع أنحاء الجسم. يمكن لخفقان القلب أن يعطل هذا الإيقاع، مما يؤدي إلى أحاسيس مثل الخفقان أو تسارع ضربات القلب في الصدر.
وفقا للبيانات الصادرة عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يمكن أن يؤدي الرجفان الأذيني إلى تكون جلطات دموية في القلب. وتزيد هذه الحالة المرَضية احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب وغيرهما من المضاعفات ذات الصلة بالقلب. قد تأتي نوبات الرجفان الأذيني وتختفي، وربما تكون مستمرة. لا يشكل الرجفان الأذيني في حد ذاته تهديدًا للحياة، ولكنه حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج مناسب للوقاية من السكتة الدماغية.
أبرز ما توصلت إليه الدراسة حول ارتباط المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله بالرجفان الأذيني
وفقًا للدراسة التي نشرت في مجلة Circulation: Arrhythmia and Electrophysiology وتمت مراجعتها من قِبل جمعية القلب الأمريكية تبين وجود علاقة بين المُحليات الخالية من السعرات الحرارية، والمنخفضة السعرات الحرارية، والمشروبات المحلاة بالسكر، وزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.
حللت الدراسة البيانات الصحية لـ 201856 شخصاً بالغًا لم يكن لديهم رجفان أذيني عندما دخلوا لأول مرة قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة UK Biobank وهي قاعدة بيانات تحتوي على سجلات طبية ونمط حياة لأكثر من نصف مليون شخص. وتابع التحليل الأشخاص لمدة 10 أعوام كمعدل وسطي، وتراوحت أعمارهم بين 37 و73 عامًا، وطيلة فترة المتابعة، سجلت 9362 حالة من اضطراب ضربات القلب الأذيني.
نتائج الدراسة
أظهرت النتائج أن استهلاك أكثر من لترَين أسبوعيا من المشروبات المحلاة بالسكر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 10% مقارنة بغير المستهلكين، بغض النظر عن عوامل الخطر التقليدية. ويرتفع الخطر إلى 20% لدى الأفراد الذين يستهلكون المشروبات المحلاة صناعيًا بأكثر من لترين أسبوعيا. وبالإضافة إلى ذلك، فإن استهلاك لتر واحد أو أقل من العصير النقي أسبوعياً، مثل عصير البرتقال أو الخضار بنسبة 100%، كان مرتبطاً بانخفاض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 8.%
- كان المشاركون الذين تناولوا المزيد من المشروبات المحلاة صناعياً أكثرهم من الإناث، وأصغر سناً، ولديهم مؤشر كتلة جسم أعلى، وانتشار أعلى لمرض السكري من النوع 2.
- كان المشاركون الذين تناولوا المزيد من المشروبات المحلاة بالسكر أكثرهم من الذكور، وأصغر سنًا، ولديهم مؤشر كتلة الجسم أعلى، وانتشار أعلى لأمراض القلب، وحالة اجتماعية واقتصادية أقل.
- كان الأشخاص الذين شربوا المشروبات المحلاة بالسكر والعصائر الطبيعية أكثر عرضة لتناول كمية أكبر من إجمالي السكر مقارنة بأولئك الذين شربوا المشروبات المحلاة صناعيًا.
- قد يكون التدخين أيضًا مؤثرًا على المخاطر، إذ كان لدى المدخنين الذين شربوا أكثر من لترين أسبوعيًا من المشروبات المحلاة بالسكر خطر أعلى بنسبة 31% للإصابة بالرجفان الأذيني، في حين لم تتم ملاحظة أي زيادة كبيرة في المخاطر لدى المدخنين السابقين أو الأشخاص الذين لم يدخنوا أبدا.
- قام الباحثون أيضًا بتقييم ما إذا كان الاستعداد الوراثي للرجفان الأذيني يشكل عاملاً في الارتباط بالمشروبات المحلاة، ووجد التحليل أن خطر الإصابة بالرجفان الأذيني كان مرتفعًا مع استهلاك أكثر من لترين من المشروبات المحلاة صناعيًا أسبوعيًا بغض النظر عن الاستعداد الوراثي.
وأوضح الباحثون أنهم لم يُدرجوا الحليب والشاي والقهوة ضمن فئة المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله في الدراسة، لأن هذه المشروبات غالباً ما تقيم بشكل مستقل بسبب قيمتها الغذائية الخاصة. واستناداً إلى هذه الدراسة، يوصي الأشخاص بتقليل أو حتى تجنب المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله كلما أمكن ذلك.
لماذا قد تزيد المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله من خطر الإصابة بالرجفان الأذيني
يقول الخبراء إن مشروبات الصودا الخالية من السكر قد تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تؤثر على خطر الإصابة بالرجفان الأذيني، وقد وُجد أن الغلوتامات الأحادية الصوديوم (MSG) والأسبارتام -وكلاهما موجود في المشروبات الغذائية- من المواد المثيرة للأنسجة القلبية، مما يؤدي إلى الرجفان الأذيني، مما يعني أن الرجفان الأذيني قد يكون سببه عوامل أخرى في غياب ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب ومرض الشريان التاجي.
هل يمكن للعصائر غير المحلاة تحسين صحة القلب؟
وبما أن العصائر المحلاة أثبتت أن لها آثارًا صحية سلبية، فقد افترض الباحثون أن العصائر غير المحلاة قد يكون لها تأثير معاكس. وفي الدراسة، وجد الباحثون أيضًا أن شرب لتر واحد أو أقل أسبوعيًا من العصائر النقية غير المحلاة مثل عصير البرتقال أو الخضار كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني.
يحتوي العصير النقي على نسبة عالية من الفيتامين (ج) ومضادات الأكسدة الأخرى، والتي ترتبط بانخفاض ضغط الدم وتقليل الإجهاد التأكسدي وتقليل الالتهاب، وكلها مرتبطة بانخفاض ضغط الدم وانخفاض معدلات الرجفان الأذيني. وفي الواقع، ثبت أن الفيتامين (ج) يمنع الرجفان الأذيني بعد الجراحة. ومع ذلك، حتى عصير الفاكهة الطبيعي يمكن أن يحتوي على نسبة عالية من السكر، ويوصي العديد من الخبراء الناس بتناول الفاكهة كاملة، والتي تحتوي عمومًا على المزيد من الألياف لإبطاء امتصاص الغلوكوز في مجرى الدم.
أفكار مشروبات صحية للاستغناء عن المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله
- يقول الخبراء إن الالتزام بشرب الماء أو المشروبات التي تحتوي على الإلكتروليتات والتي لا تحتوي على سكر مضاف يعد دائما فكرة جيدة.
- بالنسبة لمعظم الناس، يكفي شرب الماء أو العصير الطبيعي أو نصف عصير طبيعي ونصف ماء أو ماء مع إلكتروليت أو مشروبات رياضية إذا كنت تمارس الرياضة لأكثر من ساعة،
- كما أن تناول القهوة أو الشاي في الصباح الباكر قبل ممارسة التمارين الرياضية يعد أمراً جيداً أيضاً إذا كنت بحاجة إلى شيء لإيقاظك.
- عندما يتعلق الأمر باستبدال مشروبك الغازي المعتاد أو مشروب الصودا الغذائي، فكر في الشاي غير المحلى، أو الماء الفوار للحصول على مشروب غازي، أو حاول نقع الماء بالليمون والتوت أو النعناع لتعزيز النكهة.
كلمة من موقع صحتك
تشير دراسة جديدة إلى أن هناك زيادة بنسبة 20% في خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بين المشاركين الذين أفادوا بشرب لترين أو أكثر أسبوعياً من المشروبات المحلاة صناعياً، أما بالنسبة لأولئك الذين شربوا كميات مماثلة من المشروبات المحلاة بالسكر، فإن الخطر كان أعلى بنسبة 10%.
ووجد الباحثون أيضًا أن استهلاك لتر واحد أو أقل من العصير النقي أسبوعيًا، مثل عصير البرتقال أو الخضار بنسبة 100%، كان مرتبطًا بانخفاض خطر الإصابة بالرجفان الأذيني بنسبة 8%. وقال أطباء القلب إن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله بكميات كبيرة يمكن أن يسبب ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يعد محفزًا لتطور الرجفان الأذيني. وينصح الخبراء بالتوقف تمامًا عن تناول المشروبات المحلاة بالسكر أو ببدائله. بدلاً من ذلك، اشرب الماء، ويمكن إضافة الفاكهة للحصول على نكهة طبيعية.