المحلي الصناعي إريثريتول هو مادة مضافة شائعة للغاية في حمية الكيتو وغيرها من المنتجات المنخفضة الكربوهيدرات والأطعمة التي يتم تسويقها لمرضى السكري. والإريثريتول هو كحول سكري يوجد بشكل طبيعي في بعض الفواكه والخضراوات والأطعمة المخمّرة، ويتم إنتاجه بكميات صغيرة أثناء عملية التمثيل الغذائي للغلوكوز، لكن المستويات التي نحصل عليها من المحليات الصناعية أعلى بكثير.
وحلاوة الإريثريتول تعادل 60-70% من حلاوة سكر المائدة، ومحتوى طاقته يعادل 0.2 كيلوكالري للغرام الواحد (أي ما يعادل 6٪ فقط من السعرات الحرارية لسكر المائدة، وبقية الكربوهيدرات)، على عكس السكر، لا يتم استقلاب الإريثريتول بواسطة الجسم، لذلك يمر فقط إلى مجرى الدم ويخرج من خلال البول. تصنف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الإريثريتول على أنه "معترف به عمومًا على أنه آمن" (GRAS) وفقًا لظروف استخدامه المقصودة، مما يعني أنه يعتبر آمنًا للمستهلكين عند استخدامه على النحو المقصود.
دراسة حديثة تربط بين المحلي الصناعي إريثريتول وجلطات الدم
ليس سراً أن المحليات الصناعية تحل تدريجياً محل السكر في وجباتنا الغذائية اليومية، فقد أصبحت شائعة بشكل متزايد في مجموعة متنوعة من المنتجات الغذائية والمشروبات. يعد إريثريتول أحد أكثر بدائل السكر استخدامًا، والذي غالبًا ما يستخدم في مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية المنخفضة الكربوهيدرات.
غالبا ما يُشاد بهذا البديل للسكر باعتباره حلاً للأفراد الذين يتطلعون إلى ضبط وزنهم أو تقليل تناول السعرات الحرارية. ومع ذلك فإن هذا المُحلي الصناعي الذي يبدو غير ضار قد يزيد في الواقع من خطر الإصابة بجلطات الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
هل المحلي الصناعي إريثريتول مرتبط بجلطات الدم؟
بحثت دراسة حديثة نُشرت في مجلة تصلب الشرايين والجلطات وعلم الأحياء الوعائي (Arteriosclerosis, Thrombosis, and Vascular Biology) في كيفية تأثير المحلي الصناعي إريثريتول على تكوين جلطات الدم، بحثت الدراسة الجديدة في أشخاص أصحاء يتمتعون بوظائف كلوية طبيعية، وشارك فيها 20 متطوعًا، بمتوسط عمر حوالي 30 عامًا، بما في ذلك الذكور والإناث.
بعد الصيام طوال الليل، شرب 10 مشاركين ماءً مخلوطا مع 30 غرامًا من السكر (الغلوكوز)، بينما تناول العشرة الآخرون ماءً مخلوطًا مع 30 غرامًا من المحلي الصناعي إريثريتول. تم أخذ عينات دم قبل الشرب، ومرة أخرى بعد 30 دقيقة.
ارتفعت عند أولئك الذين تناولوا المحلي الصناعي إريثريتول مستويات الإريثريتول في الدم بشكل كبير أكثر من 1000 مرة أعلى من المستويات الأولية، وأظهر هؤلاء المشاركون أيضا زيادة كبيرة في تراكم الصفائح الدموية (التكتل) عند التعرض لمحفزات معينة وزيادة في العلامات المحددة التي يتم إطلاقها من الصفائح الدموية.
بينما لم تحدث أي تغييرات في تفاعلات الصفائح الدموية بعد استهلاك الغلوكوز، مما يؤكد التأثير الفريد لإريثريتول على وظيفة الصفائح الدموية.
على الرغم من أن الدراسة كانت صغيرة وفحصت تأثيرات جرعة واحدة فقط بعد فترة وجيزة من الاستهلاك، فإنها تثير مخاوف بشأن إمكانية زيادة خطر تكوين جلطات الدم عند استهلاك الإريثريتول يوميًا بشكل منتظم.
إن وجود جلطات الدم داخل الأوعية الدموية يمكن أن يعرّض الأشخاص الذين يعانون من حالات قلبية سابقة ومشكلات صحية في القلب لخطر أكبر للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. يمكن أن تنتقل جلطة الدم أيضًا إلى الرئتين، مما يؤدي إلى الصمامة الرئوية الخطيرة.
تتوافق نتائج هذه الدراسة الجديدة مع نتائج الدراسة التي نشرتها مجلة"Nature Medicine"، والتي أشارت إلى أن الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب، مثل مرض السكري، كانوا أكثر عرضة مرتين للإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية إذا كانت لديهم مستويات أعلى من الإريثريتول في دمائهم.
وأوضحت الدراسة أنه إذا كانت مستويات الإريثريتول في الدم أعلى بنسبة 25%، زاد خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية بمقدار ضعفَين، إنه يتساوى مع أقوى عوامل الخطر القلبية، مثل مرض السكري.
وكشفت الأبحاث المختبرية والحيوانية الإضافية المقدمة في الورقة البحثية أن الإريثريتول يبدو أنه يتسبب بتجلط الصفائح الدموية بسهولة أكبر. ويمكن أن تتفكك الجلطات وتنتقل إلى القلب، ما يؤدي إلى نوبة قلبية، أو تنتقل إلى الدماغ، ما يؤدي إلى سكتة دماغية.
نتائج هذه الدراسة لم تجد استحسانًا لدى مجلس مراقبة السعرات الحرارية، وهي مجموعة تمثل صناعة الأغذية والمشروبات المنخفضة السعرات الحرارية، إذ شككت في صحة نتائج هذه الدراسة، معلنة أنها تتعارض مع سنوات من البحث العلمي الذي أظهر أن المحليات المنخفضة السعرات الحرارية مثل الإريثريتول آمنة، كما يتضح من الموافَقات التنظيمية العالمية لاستخدامه، وذكرت أن المشاركين في الدراسة تناولوا جرعة من الإريثريتول تعادل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف الكمية التي توجد عادة في أي مشروب متاح تجارياً.
هل المحلي الصناعي إريثريتول آمن؟
المحلي الصناعي إريثريتول ليس خطيرًا بطبيعته، وقد لا يشكل نفس المخاطر الصحية للأشخاص الذين لا يعانون من حالة قلبية سابقة أو زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. تحتوي بعض الأطعمة بشكل طبيعي على الإريثريتول، مثل البطيخ والعنب والكمثرى والفطر. تجنب هذه الأطعمة بسبب محتواها من الإريثريتول غير ضروري ما لم تكن لديك حساسية.
المشكلة الرئيسية مع المحلي الصناعي إريثريتول هي أن الناس يميلون إلى استهلاك كميات كبيرة عند استخدامه كبديل للسكر، وقد وجد المعهد الوطني للصحة أنه عند استخدام الإريثريتول كمُحلٍّ، تكون المستويات أكثر من 1000 ضعف من تلك الموجودة بشكل طبيعي في الأطعمة.
اكتسب المحلي الصناعي إريثريتول وصف "محلٍّ آمن" من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية. بالمقارنة مع الكحوليات السكرية الأخرى، فإن الإريثريتول له قدرة منخفضة نسبيًا على تآكل الأسنان، ولا يسبب إزعاجًا في الجهاز الهضمي. بالمقارنة مع السكر والمحليات الأخرى، فإن قيمة GI (مؤشر سكر الدم) فيه منخفضة جدًا، لذا فهو مناسب أكثر لمرضى السكري، ومرضى الحمية المنخفضة الكربوهيدرات.
هل يجب عليك تجنب المحلي الصناعي إريثريتول ؟
في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول سلامة الإريثريتول لعامة الناس، يجب على مجموعات معينة من الناس، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من حالة قلبية سابقة أو زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، تجنب تناول الإريثريتول. عند البحث عن بدائل للإريثريتول، اقرأ جميع قوائم المكونات الغذائية للتأكد من عدم وجود إريثريتول مختبئا في المنتَج. تَستخدم العديد من المنتجات محليات متعددة، وغالبًا ما يوجد الإريثريتول مع محليات أخرى عند وجوده في السلع الجاهزة.
ما هو البديل الجيد للإريثريتول؟
يمكن أن تكون السكريات والمحليات الطبيعية المكررة بشكل طفيف بدائل أكثر أمانًا للمحليات الصناعية مثل الإريثريتول. وتشمل هذه:
1- ستيفيا
يتم استخراج ستيفيا من أوراق نبات ستيفيا ريبوديانا. إنه حلو ويحتوي على عدد قليل جدًا من السعرات الحرارية، ويُستخدم ستيفيا عادةً كمُحَلٍ في الخبز والقهوة والشاي. له العديد من الاستخدامات، وهو أحد المحليات البديلة الأكثر استخدامًا على نطاق واسع لأنه آمن ولا يتفكك بالحرارة.
2- سكر جوز الهند
يتم إنتاج سكر جوز الهند من عصارة شجرة جوز الهند، وله نكهة تشبه الكراميل، ويعتبر بديلاً أفضل للسكر المكرر لأنه غير معالَج.
3- فاكهة الراهب
يتم استخراج مستخلص فاكهة الراهب من فاكهة الراهب، ويستخدم كمُحَلٍ طبيعي. إنه أحلى بكثير من السكر، ما يقدر بنحو 100 إلى 250 مرة أحلى، مع توفير صفر سعرات حرارية. نظرًا لشدة حلاوته العالية، فأنت تحتاج فقط إلى كمية صغيرة منه لتحقيق الحلاوة المطلوبة في الطعام والمشروبات.
4- شراب القيقب
يتم صنع شراب القيقب عن طريق جمع العصارة من أشجار القيقب وغليه للتركيز، وله نكهة غنية مميزة، وهو معروف بشكل خاص كإضافة للفطائر والبسكوت.
5- الصبار
يُشتق رحيق الصبار من عصارة نبات الصبار، إنه أحلى من السكر، وغالبًا ما يستخدم كمُحَلٍ في شكل شراب أو يوجد في المخبوزات جنبًا إلى جنب مع المُحليات الأخرى. لاحظ أن رحيق الصبار يحتوي على نسبة عالية نسبيًا من الفركتوز ويجب تناوله باعتدال.
6- التمر
يمكن استخدام التمر كمادة مُحلية بشكل معجون وفاكهة كاملة وشراب. شراب التمر، الذي يُطلق عليه أحيانًا دبس التمر أو عسل التمر، هو شراب سميك وحلو مصنوع من التمر، وله نكهة مميزة غنية تشبه الكراميل.
7- الألولوز
الألولوز هو مُحَلٍ منخفض السعرات الحرارية، ويوجد بشكل طبيعي بكميات صغيرة في بعض الفواكه، مثل الجاك فروت والتين والزبيب. ومع ذلك، يمكن أيضًا إنتاجه تجاريًا.
في حين أن اتباع نظام غذائي منخفض السكريات المضافة هو الحل المثالي، فإن الاستهلاك العرَضي للسكريات والمُحلّيات الطبيعية المكررة بشكل طفيف من المرجح أن يكون أكثر أمانًا من الاعتماد على البدائل الصناعية، بالنظر إلى الأدلة الحالية. ومع ذلك، يجب استهلاك السكريات الطبيعية باعتدال لمنع الآثار السلبية الطويلة المدى، مثل الاضطرابات الأيضية.