تُعد الكتل في الثدي مصدر قلق شائع ويمكن أن تظهر لدى أي شخص سواء أنثى أو ذكر، رغم أنها أكثر شيوعًا لدى الإناث. ليس كل ما يُلاحظ من كتل في الثدي يشير إلى السرطان، إلا أن بعض الكتل قد تكون علامة تحذيرية. يمكن أن يساعد فهم خصائص الكتل المختلفة في التمييز بين التغيرات الحميدة والخبيثة، ولكن جميع الكتل في الثدي من الأفضل فحصها من قبل الطبيب للتأكد من طبيعتها.
هل الكتل في الثدي أمر طبيعي؟
تختلف أنسجة الثدي من شخص لآخر، وقد يتغير ملمسها ومظهرها مع مرور الوقت، وتؤثر التغيرات الهرمونية، ودورة الحيض، والحمل، وانقطاع الطمث على ظهور الكتل أو التغيرات في نسيج الثدي. قد تسبب أيضًا بعض الأدوية، بما في ذلك حبوب منع الحمل أو الحقن الهرمونية، في ظهور كتل مؤقتة في الثدي، وغالبًا ما تكون هذه الكتل غير ضارة، ولكن أي كتلة جديدة أو مستمرة ينبغي أن تخضع لتقويم طبي، حيث يستطيع الطبيب إجراء الفحص البدني وإحالة الشخص إلى التصوير الطبي عند الحاجة لتحديد ما إذا كانت الكتلة حميدة أو سرطانية.
خصائص الكتل السرطانية في الثدي
تمتاز الكتل السرطانية في الثدي ببعض الخصائص التي تميزها عن الكتل الحميدة، وتشمَل:
- الصلابة: حيث تكون الكتلة صلبة عند اللمس.
- الحوافَّ غير المنتظمة: على عكس الكتل الحميدة الناعمة، قد تكون حوافُّ الكتل السرطانية مسننة أو غير متساوية.
- غياب الألم: معظم الكتل الخبيثة لا تسبب ألمًا، لكن عدم وجود الألم لا يعني دومًا السرطان.
- ثبات الكتلة: غالبًا ما تكون الكتلة متصلة بالأنسجة الموجودة تحتها، مما يجعلها غير قابلة للتحريك بسهولة.
- استمرار الكتلة: لا تختفي هذه الكتل مع مرور الوقت، وقد تزداد تدريجيًا في الحجم.
الكتلة التي تمتلك هذه الخصائص ينبغي فحصها على الفور من قبل طبيب مختص. وتشمل العلامات التحذيرية الأخرى لتطور سرطان الثدي إفرازات الحلمة، وتغييرات في لون أو ملمس الحلمة، وظهور تجاعيد أو سماكة في جلد الثدي.
حجم الكتل السرطانية في الثدي ونموها
لا يوجد حجم محدد للكتل السرطانية في الثدي، فقد تكون بحجم حبة البازلاء أو أكبر، ويزداد خطر انتشار السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم إذا نمت الكتلة دون علاج. ولذلك ينبغي تقويم أي كتلة بغض النظر عن حجمها، فالكشف المبكر يحسن النتائج ويوفر خيارات علاجية أفضل.
الكتل الحميدة في الثدي
تكون العديد من الكتل في الثدي حميدة، أي غير سرطانية، ومن الأمثلة الشائعة على ذلك الأكياس والأورام الليفية الغدية. وفي حين أن هذه الكتل غالبًا ما تكون غير ضارة، قد تزيد بعض الحالات الحميدة من احتمال الإصابة بسرطان الثدي في المستقبل.
الأكياس
الأكياس هي كتل ممتلئة بالسوائل تظهر غالبًا لدى الإناث فوق سن الخامسة والثلاثين، وقد تصبح مؤلمة أو متورمة قبل الدورة الشهرية وتكون عادة نتيجة انسداد الغدد في الثدي. قد يبدو ملمس الكتلة السطحية ليّنًا، أما الكتل العميقة فقد تكون صلبة بسبب الأنسجة المحيطة بها. تختفي بعض الأكياس من تلقاء نفسها، بينما قد يحتاج الطبيب إلى تفريغها إذا استمرت.
الأورام الليفية الغديّة
تُعرف الأورام الليفية الغدية بأنها كتل صلبة، وناعمة، وقابلة للحركة، وهي أكثر شيوعًا لدى الإناث بين 20 و30 عامًا. عادة لا تسبب هذه الكتل إفرازات من الحلمة أو تورمًا، وقد تبقى هذه الكتل على حالها، أو تصغر، أو تختفي بمرور الوقت. قد يزيد الورم الليفي المعقد قليلًا من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، خصوصًا إذا كانت هناك عوامل وراثية في العائلة، وغالبًا ما يُزال الورم جراحيًا فقط إذا كبر أو سبب انزعاجًا.
التغيرات الحميدة عالية المخاطر
بعض التغيرات الحميدة، مثل التضخم الغدي غير الطبيعي، والتضخم الفصيصي غير الطبيعي، وسرطان الفصيص الموضعي، قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الثدي، وعادةً ما يُراقب الأشخاص الذين يُشخصون بهذه الحالات من قبل الطبيب الذي قد يضع خطة متابعة أو علاجًا مناسبًا.
الكتل في الثدي أثناء الرضاعة
الكتل التي تكون متكتلة، ومؤلمة، ودافئة أثناء الرضاعة غالبًا ما تكون ناتجة عن التهاب الثدي، وهو التهاب في نسيج الثدي نتيجة انسداد في قنوات الحليب، ويتم علاج التهاب الثدي بالمضادات الحيوية، وقد تتطلب تعديلات في طريقة الرضاعة للوقاية من تكرار الحالة. على الرغم من أن خطر الإصابة بسرطان الثدي أثناء الرضاعة منخفض، ينبغي تقويم أي كتلة جديدة أو مستمرة من قبل المختص.
فحص الثدي الذاتي للكشف عن الكتل
يُنصح بإجراء فحص الثدي الذاتي شهريًا للكشف المبكر عن أي تغييرات. بالنسبة للإناث، أفضل وقت لإجراء الفحص هو مباشرة بعد انتهاء الدورة الشهرية، وتشمل خطوات الفحص:
- استخدام الأصابع الثلاثة الوسطى للضغط على كامل الثدي ومنطقة الإبط بضغط خفيف، ثم متوسط، ثم قوي للكشف عن أي كتل أو تغيرات في السماكة.
- فحص الثدي بصريًا مع وضع الذراعين على الجانبين ثم مرة أخرى بعد رفع الذراعين، مع ملاحظة أي تغيرات في شكل الثدي أو ملمس الجلد.
- وضع اليدين على الوركين والضغط بقوة لشد عضلات الصدر وملاحظة أي تجاعيد أو انكماش في الجلد.
- الاستلقاء ووضع وسادة تحت الكتف الأيمن ووضع الذراع اليمنى خلف الرأس، ثم فحص الثدي بالكامل باليد الأخرى بالضغط بالأصابع الثلاث وصولًا إلى منطقة الإبط، ثم تكرار الفحص على الجهة المقابلة.
بالنسبة للذكور، يركز الفحص على الملاحظة البصرية والفحص باللمس:
- الوقوف أمام المرآة وشد عضلات الصدر لملاحظة أي تجاعيد، أو تورم، أو تغير في الحلمات.
- رفع اليدين وفحص الثدي بصريًا مرة أخرى.
- استخدام أطراف الأصابع للتحسس بحركات دائرية في الثدي ومنطقة الإبط.
- فحص الحلمات لأي إفرازات.
رغم أهمية الفحص الذاتي، إلا أنه لا يغني عن الفحوصات الطبية مثل تصوير الثدي الشعاعي (الماموغرام).
الفحوصات والمتابعة الطبية
يُنصح بإجراء تصوير الثدي الشعاعي كل عامين للإناث بين 40 و74 عامًا، علماً أنه قد تتوفر خدمات فحص مجانية أو منخفضة التكلفة لمن لديهم دخل منخفض أو لمن لا يتمتعون بتأمين صحي. يمكن للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي الاستفادة من فحص جيني لاكتشاف الطفرات مثل (BRCA) التي تزيد احتمالية الإصابة.
يُعد سرطان الثدي نادر لدى الذكور، وغالبًا لا يكون هناك فائدة من الفحص الروتيني إلا إذا ظهرت كتلة، وتتطلب أعراض سرطان الثدي لدى الذكور، مثل إفراز الدم من الحلمة، تقويمًا طبيًا فوريًا.
متى ينبغي الاتصال بالطبيب؟
ينبغي تقويم أي كتلة جديدة في الثدي، حيث لا يمكن تحديد ما إذا كانت الكتلة حميدة أو سرطانية عبر الفحص الذاتي فقط. تشمل العلامات الأخرى التي تستدعي التقويم الطبي:
- إفرازات من الحلمة
- تجاعيد في جلد الثدي تشبه قشرة البرتقال
- تغيرات في لون الحلمة أو الثدي
قد يطلب الطبيب تصويرًا بالموجات فوق الصوتية أو تصوير الثدي الشعاعي للحصول على معلومات دقيقة عن الكتلة. يضمن التقويم المبكر إدارة مناسبة ويقلل من خطر انتشار السرطان.
الأسئلة الشائعة
كيف تبدو الكتلة السرطانية في الثدي؟
الكتلة السرطانية عادة ما تكون صلبة، وذات حوافٍّ غير منتظمة، وغير مؤلمة، ومثبتة في الأنسجة تحتها، ولا تزول أو تصغر بمرور الوقت، ومن المهم استشارة الطبيب فور ملاحظة أي من هذه الخصائص.
هل يمكن أن تظهر الكتل في الثدي عند الرجال أيضًا؟
نعم، يمكن أن تظهر الكتل في الثدي لدى الرجال أيضًا، رغم أن ذلك أقل شيوعًا مقارنة بالنساء. قد تكون الكتل لدى الرجال ناتجة عن تغيرات هرمونية أو التهابات أو أورام، ويُنصح بمراجعة الطبيب فور ملاحظة أي كتلة جديدة أو تغير في شكل الحلمة أو الثدي لتحديد طبيعتها بدقة.
نصيحة من موقع صحتك
ينبغي فحص جميع الكتل في الثدي من قِبل الطبيب، بغض النظر عن حجمها أو شكلها أو الأعراض المصاحبة. رغم أن العديد من الكتل حميدة وتشكل خطرًا قليلًا، فإن الكشف المبكر عن الكتل السرطانية يحسن فرص العلاج ويقلل من احتمالية انتشار السرطان. يشكل الفحص الذاتي المنتظم، والوعي بالتغيرات في الثدي، والمتابعة الطبية الفورية الأساس للحفاظ على الصحة.



