الكادميوم ومشكلات الذاكرة.. قد يكون وضع هذين الاسمين مع بعضهما البعض غريبا لمسمعك، أو قد تكون أصلًا بحثت أو سمعت من قبل عن أبحاث أو دراسات عن تأثير الكادميوم، ذلك المعدن الثقيل الشديد السُّمية على صحتنا وعلى الذاكرة. يدخل الكادميوم الجسم بشكل رئيسي من خلال تدخين السجائر واستنشاق الهواء الملوث والطعام.
أكد الأطباء أنه مع ارتفاع معدل الإصابة بالخرف وارتفاع تكلفته على الأسر والمجتمع، فمن المهم تحديد عوامل الخطر لحدوث المشكلات المعرفية المبكرة التي يمكن أن تتأثر بالتغيرات في سلوك الناس أو في المجتمع. ويعتبر تأثير الكادميوم على الذاكرة من الأمور المثيرة للقلق، فقد أظهرت العديد من الدراسات أن التعرض الطويل الأمد للكادميوم يمكن أن يؤدي إلى تدهور الذاكرة والنسيان.
يحدث هذا بسبب قدرة الكادميوم في التأثير على الخلايا العصبية في المخ، مما يعوق نقل الإشارات العصبية بشكل صحيح. نستعرض لكم في هذا المقال المزيد حول تأثير أو العلاقة بين الكادميوم ومشكلات الذاكرة.
الكادميوم ومشكلات الذاكرة .. التأثير على جهازك العصبي
يُعتبر الكادميوم مادة مسرطِنة معروفة، ويمكن أن يؤدي التعرض لها إلى تطور ضعف الذاكرة والخرف، ومن المعروف أن تأثيره على الدماغ والجهاز العصبي المركزي واسع النطاق، فالكادميوم قادر على تعطيل مستويات الكالسيوم في الدماغ، وكذلك تنشيط مسارات الإشارة المرتبطة بالالتهاب وموت الخلايا العصبية.
تشير دراسة جديدة إلى أن الكادميوم، وهو معدن ثقيل سام يوجد في الهواء الملوث ودخان السجائر والطعام، له تأثير أكبر على الجهاز العصبي بشكل عام، وعلى الذاكرة والنشاط الإدراكي بشكل خاص. ففي دراسة أجريت على أكثر من 2000 شخص، كان المشاركون الذين لديهم تركيزات أعلى من الكادميوم في بولهم معرَّضين لخطر مضاعف للإصابة بضعف الذاكرة مقارنة بأولئك في المجموعة ذات التركيزات المنخفضة من الكادميوم في بولهم.
ووفقًا لمؤلفي الدراسة، يمكن تفسير التفاوت في احتمالات التدهور المعرفي من خلال التفاوت في التدخين واستخدام التبغ. ومن هذا نستنتج للأسف وجود علاقة مهمة بين الكادميوم ومشكلات الذاكرة.
كيف يدخل الكادميوم إلى الجسم؟
- أكد خبراء التغذية أن الكادميوم يدخل في المقام الأول إلى إمدادات الغذاء من خلال امتصاصه من قبل النباتات من التربة، وأن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورًا في تحديد السكان المعرَّضين لمستويات أعلى من الكادميوم، فيميل التعرض إلى أن يكون أعلى في المناطق الصناعية أو المناطق ذات التعدين الثقيل، أو استخدام الأسمدة المحتوية على الكادميوم في الزراعة.
- كما يمكن أن يكون لدى البلدان ذات المستويات العالية من تلوث الهواء والانبعاثات الصناعية مستويات أعلى من الكادميوم في البيئة، ففي الولايات المتحدة، غالبًا ما يكون التعرّض أعلى في المناطق الصناعية أو المناطق التي لديها تاريخ من تلوث المعادن الثقيلة، مثل أجزاء من الغرب الأوسط (بسبب أنشطة التعدين التاريخية) أو المناطق القريبة من المصانع.
- وتلعب العوامل الاجتماعية والاقتصادية أيضًا دورًا، فقد يواجه الأشخاص في المناطق ذات الدخل المنخفض، والتي قد تكون مستويات التلوث فيها أعلى، تعرضًا أكبر. بالإضافة إلى ذلك، تختلف معدلات التدخين حسب المنطقة والتركيبة السكانية، مما قد يزيد من التعرض في مجتمعات معينة.
- فخلص الباحثون إلى أن العمليات الصناعية وأنشطة التعدين واستخدام الأسمدة الفوسفاتية، التي غالبًا ما تحتوي على الكادميوم، تؤدي إلى تلوّث التربة بمرور الوقت، فيمكن للنباتات، وخاصة بعض المحاصيل مثل الأرز والقمح والخضراوات الورقية، أن تمتص الكادميوم من هذه التربة الملوثة.
ما الذي يمكنك فعله للحد من التعرض للكادميوم؟
الحد من التعرض للكادميوم ليس أمرًا مستحيلًا، بل يحتاج إلى بعض الخطوات البسيطة مثل:
- تجنب التدخين، إذ يعتبر التدخين من أكبر مصادر الكادميوم.
- اختيار الأطعمة العضوية، إذ يمكن تقليل تناول الكادميوم من خلال اختيار أطعمة أقل تعرضاً للمبيدات الكيميائية.
- تجنب استخدام المنتجات الحاوية على الكادميوم مثل بعض أنواع الأصباغ والبلاستيك.
- الحفاظ على مستوى جيد من الفيتامينات والمعادن في جسمك من خلال نظام غذائي متوازن، إذ يمكن أن يساعد ذلك في تقليل امتصاص الكادميوم.
الكادميوم ومشكلات الذاكرة .. نصائح ذهبية للحفاظ على صحة ذاكرتك
تزيد الرياضة من تدفق الدم في الجسم بأكمله، بما في ذلك المخ، مما يساعد في الحفاظ على قوة ذاكرتك. فيُوصى بممارسة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل من تمرينات اللياقة الخفيفة كالمشي السريع، أو 75 دقيقة أسبوعيًا من تمرينات اللياقة الشاقة، كالهروَلة. كما يُفضل توزيع هذا النشاط على مدار الأسبوع.
يساعد التفاعل الاجتماعي على منع الاكتئاب والتوتر اللذين لهما دور مهم في فقدان الذاكرة، فابحث عن فرص للاجتماع مع الأحباء والأصدقاء.
يحافظ النشاط البدني على صحة جسمك بنفس الطريقة التي تحافظ بها الأنشطة التي تشغل عقلك على صحة عقلك، وقد تساعد هذه الأنشطة في تقليل فقدان الذاكرة إلى حدٍّ ما. فيمكنك مثلاً حل الكلمات المتقاطعة، أو القراءة، أو المشاركة في الألعاب، أو تعلُّم العزف على أداة موسيقية، أو تجربة هواية جديدة.
يرتبط فقدان الذاكرة بعدم الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وكذلك النوم المضطرب أو المتقطع. لذا ينبغي أن تجعل الحصول على قسط كافٍ من النوم من أولوياتك؛ إذ يحتاج معظم البالغين إلى النوم من 7 إلى 9 ساعات كل ليلة بشكل منتظم. وإذا كان الشخير يسبب لك اضطرابات في النوم، فحدد موعدًا مع الطبيب لتشخيص وعلاج انقطاع التنفس النومي.
يُنصح دائمًا بتناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والاعتمِاد على مصادر البروتينات القليلة الدهون، مثل الأسماك والبقوليات والدواجن المنزوعة الجلد. فاحرص أيضًا على تناول مشروبات صحية مفيدة.
اتبع نصائح الطبيب للتعامل مع الحالات المَرَضية، مثل ارتفاع ضغط الدم وداء السكري والاكتئاب وفقدان السمع والسمنة. فكلما اعتنيت بنفسك، أصبحت ذاكرتك أفضل. وراجع أيضًا الأدوية مع الطبيب بانتظام، وذلك لأن بعض الأدوية يمكن أن تؤثر على الذاكرة.
احرص على تدوين المهمات والمواعيد في دفتر مذكرات أو مفكرة، كما يمكنك أيضًا ترديد كل بند بصوت عالٍ عندما تدونه، مما يساعد في تثبيته في ذاكرتك. واحرص على تحديث قوائم مهامك أولاً بأول، واشطب المهام التي انتهيت منها، ضع المحفظة والمفاتيح والنظارات والأغراض الأساسية في مكان محدد في منزلك حتى يسهل عليك العثور عليها دائما.
عليك الحد من وسائل التشتت، فلا تنفّذ أكثر من مهمة في وقت واحد. إذا كنت تركّز على معلومات تحاول الاحتفاظ بها، فمن المرجح غالبًا أنك ستتذكرها فيما بعد. وقد يساعدك أيضًا أن تربط الأشياء التي تحاول تذكُّرها بأغنية محببة أو فكرة أو مَثل آخر مألوف لك.
الكادميوم ومشكلات الذاكرة .. كلمة من موقع صحتك
إذا ساورك القلق بشأن فقدان الذاكرة، فحدد موعدًا مع الطبيب، خاصة إذا كان فقدان الذاكرة يؤثر في قدرتك على إنجاز الأنشطة اليومية المعتادة أو إذا لاحظت أن ذاكرتك تزداد سوءًا، أو كان أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء قلقًا بشأن فقدان الذاكرة الذي تعاني منه. عند زيارة الطبيب، سيُجري لك فحصًا بدنيًا، ويفحص ذاكرتك ومهارات حل المشكلات لديك.