صحــــتك

الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ.. كيف نتجنب التعرض لها؟

الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ
الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ

يناقش مقال جديد نُشر في مجلة (Brain Medicine) في 4 مارس 2025 موضوع الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ وعلاقتها بالصحة. نبين فيما يلي المواضيع الرئيسية التي تطرق إليها المقال، ونتساءل عما إذا كان من الممكن الحد من التعرض لهذه الجسيمات المنتشرة في كل مكان.

كيف تصل إلينا الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ ؟

لا يتحلل البلاستيك بيولوجيًا، بل يتكسر ببطء إلى قطع أصغر وأصغر، ومن هنا تنشأ الجسميات البلاستيكية الدقيقة، وكما يوحي الاسم، فهي الفتات المجهري الذي تتحول إليه العبوات البلاستيكية في نهاية المطاف. بسبب الطريقة التي يتحلل بها البلاستيك تدريجيًا، تأتي المواد البلاستيكية الدقيقة بشكل مجموعة واسعة من الأحجام، وهذا يعني أن هناك حجمًا مناسبًا لكل حيوان على وجه الأرض لابتلاعها أو استنشاقها.

بسبب هذا التنوع في الحجم وانتشارها في كل مكان، فهي موجودة في كل سلسلة غذائية، وربما في كل طبق طعام في العالم، ووفقاً لمؤلفي دراسة حول هذا الموضوع، فإنه تُقدر انبعاثات الجسميات البلاستيكية الدقيقة في البيئة بما يتراوح بين 10 و40 مليون طن سنويًا، وفي ظل سيناريوهات استمرار الأمور على حالها، فقد تتضاعف هذه الكمية بحلول عام 2040.

لا تزال الأبحاث في مجال الجسميات البلاستيكية الدقيقة في بداياتها، لكن العلماء يكتشفون بالفعل روابط مثيرة للقلق، فعلى سبيل المثال، هناك بعض الأدلة على أن الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدم قد تؤثر سلباً على صحة القلب، كما وجد علماء آخرون وجود مواد بلاستيكية دقيقة في الرئتين، وهناك أدلة على أنها قد تؤثر على الخصوبة وعلى ميكروبيوم الأمعاء.

على نحو مماثل، وجدت دراسة نُشرت هذا العام وجود الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ لدى البشر بنسب أعلى من أي عضو آخر، كما أظهرت أيضاً أن الأشخاص الذين توفوا في عام 2024 كانت لديهم نسبة من الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ أعلى بنحو 50% وسطياً من الأشخاص الذين توفوا قبل 8 سنوات فقط، ولهذا من الواضح أن هذه مشكلة متنامية.

كيفية الحد من التعرض للمواد البلاستيكية الدقيقة

ظهر مصطلح "الجسيمات البلاستيكية الدقيقة" لأول مرة في ورقة علمية نُشرت قبل ما يزيد عن 20 عاماً، ومنذ ذلك الحين، تزايد الاهتمام به بشكل كبير، ولكن العلماء لا يزالون يحاولون فهم العوامل التي تؤثر على تعرّض الفرد لها وكيفية تقليلها. على الرغم من أن تجنب الجسميات البلاستيكية الدقيقة بالكامل أمر مستحيل، فإن المقال الأخير يتضمن بعض الطرق المدعومة علميًا لتقليل التعرض لها، وفيما يلي نبين أبرز ما أشاروا إليه:

الماء: معبأ أم من الصنبور؟

خلصت دراسة نُشرت في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا إلى أن اختيار مياه الصنبور بدلاً من المياه المعبأة يمكن أن يقلل من استهلاك الجسيمات البلاستيكية الدقيقة من 90,000 كل عام إلى 4,000، وعلى الرغم من أن هذا الانخفاض كبير، فإنه يجدر بنا أن نضع في عين الاعتبار أن هذه الأرقام تقارن بين شخص يشرب المياه المعبأة فقط وشخص آخر يشرب مياه الصنبور فقط، ومن المرجح أن يكون معظم الناس في مكان ما بين هذين النمطين.

تبين في نفس الدراسة أن المياه المعبأة هي ثاني أكبر مصدر للجسميات البلاستيكية الدقيقة، علماً أن الهواء الذي نتنفسه كان بالمركز الأول، وهو ما لا يمكن تجنبه بسهولة، بينما كانت المأكولات البحرية في المركز الثالث. تمثل هذه المصادر الثلاثة الغالبية العظمى من كمية الجسميات البلاستيكية الدقيقة، وفقًا للمؤلفين.

حدد العلماء في دراسة أخرى طريقة بسيطة ولكن تستغرق وقتًا لتقليل الجسيمات البلاستيكية الدقيقة في الماء، فقد أظهروا أن غلي الماء ثم سكبه من خلال أوراق فلترة، أو ترشيح القهوة يمكن أن يزيل ما يصل إلى 90% من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.

أكياس الشاي: هل هي آمنة؟

كانت أكياس الشاي في السابق مصنوعة من الورق، ولكنها اليوم –كما هو الحال مع الكثير من الأمور الأخرى– تحتوي على البلاستيك، وقد بحثت دراسة أجريت في عام 2019 ونشرت نتائجها في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا، فيما إذا كانت أكياس الشاي تتسرب منها مواد بلاستيكية.

عندما قام الباحثون بنقع كيس شاي واحد في ماء بدرجة حرارة 95 درجة مئوية، أطلق الكيس أكثر من 14 مليار جسيم دقيق في المشروب النهائي، ولهذا قد يكون من المفيد البحث عن شركات مصنعة للشاي تنتج أكياسًا خالية من البلاستيك، أو التحول إلى تحضير الشاي بالأوراق السائبة والمصفاة كما في السابق.

كيفية تقليل التعرض في المنزل

لتقليل الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ والجسم بشكل عام؛ لا بد من التفكير بالحد من التعرض لها في المنزل، إذ يرى الخبراء أننا أكثر تعرضاً لها في منازلنا، فأي شيء مصنوع من النايلون أو البوليستر، مثل الملابس والأثاث والستائر والسجاد والوسائد والألعاب وألعاب الحيوانات الأليفة وغيرها الكثير والكثير، كل هذه تتساقط منها ألياف بلاستيكية دقيقة طوال الوقت.

يوصي الخبراء بالكنس أو التنظيف بالمكنسة الكهربائية قدر الإمكان، وإذا كان ممكناً فلا تشتري منتجات مثل الفراش والمناشف والملابس والأثاث والسجاد والبسط المحتوية على البوليستر أو النايلون، والتي تتساقط منها جميعًا ألياف البلاستيك الدقيقة.

تجنب الأواني وأدوات تناول الطعام البلاستيكية

عند تسخين الطعام في أوانٍ بلاستيكية قابلة للتسخين في الميكروويف، تتسرب المواد البلاستيكية الدقيقة مباشرةً إلى طعامنا، ولهذا يوصي الخبراء بعدم تسخين الطعام في أوعية بلاستيكية أو على أطباق بلاستيكية، وينطبق الأمر ذاته على استخدام الأواني وأدوات تناول الطعام البلاستيكية والماصات وألواح التقطيع والأطباق البلاستيكية وغيرها، وبدلاً من ذلك يفضل اختيار تلك المصنوعة من مواد طبيعية مثل الزجاج والخشب والخيزران والقطن حيثما أمكن.

تقليل استخدام منتجات التجميل

ينصح الخبراء أيضاً باستخدام أقل عدد ممكن من مستحضرات التجميل لأنها غالباً ما تحتوي على مواد كيميائية بلاستيكية مثل الفثالات، وبالإضافة إلى ذلك، فإن العبوات البلاستيكية المستخدَمة في سوق مستحضرات التجميل والعناية الشخصية تنتج كميات هائلة من التلوث البلاستيكي. يقترح الخبراء اختيار منتجات العناية الشخصية ومنتجات التنظيف الخالية من الميكروبيدات البلاستيكية، وهي عبارة عن كريات بلاستيكية صغيرة توجد في مجموعة كبيرة من مستحضرات التجميل.

الأسئلة الشائعة

كيف يمكن تقليل التعرض للجسميات البلاستيكية الدقيقة في الماء؟

يمكن أن يسهم التحول إلى شرب واستخدام مياه الصنبور بدلاً من المياه المعبأة إلى تقليل التعرض للجسميات البلاستيكية الدقيقة بشكل كبير، ويمكن أيضاً غلي الماء وترشيحها عبر ورق فلترة القهوة إلى إزالة ما يصل إلى 90% من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة.

هل أكياس الشاي البلاستيكية ضارة؟

لا توجد دراسات تبين مدى ضرر الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ وغيره من أعضاء الجسم، ولكن الدراسات تظهر وجود هذه الجسيمات بشكل واسع في أجسام البشر الذين يتعرضون لها من مصادر عديدة. يمكن أن تطلق أكياس الشاي البلاستيكية مليارات الجزيئات البلاستيكية الدقيقة في الشاي، ولهذا من الأفضل استخدام أوراق الشاي أو البحث عن العلامات التجارية التي تقدم أكياس شاي خالية من البلاستيك عند تحضير الشاي.

نصيحة من موقع صحتك

لتقليل الجسميات البلاستيكية الدقيقة في الدماغ والجسم والحد من التعرض إليها، حاول استخدام بدائل للمنتجات البلاستيكية في المنزل، فمثلاً استخدم الأواني الزجاجية بدلاً من البلاستيكية، وتجنب استخدام الماصات وأدوات المائدة البلاستيكية، ويجب اختيار الأقمشة الطبيعية بدلاً من الأقمشة الاصطناعية المحتوية على البولستر والنايلون. بالإضافة إلى ذلك، قد يسهم اختيار مياه الصنبور بدلاً من المياه المعبأة في الحد من التعرض للجسميات البلاستيكية الدقيقة. يمكن للتغييرات الصغيرة أن تقلل بشكل كبير من كمية المواد البلاستيكية الدقيقة التي تدخل جسمك.

آخر تعديل بتاريخ
21 مارس 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.