"تخلص من السموم" هي الكلمة التي تمثل الهدف الرئيسي للعديد من برامج التخلص من السموم وتطهير الجسم. ومن المفترض أن تزيل هذه البرامج كل الأشياء المضرة من جسمك لتجعلك أكثر صحة، ويبدو أنه من السهل القيام بها أيضاً كما يدّعي مروجوها، فكل ما عليك هو استبدال بعض الأطعمة ببعض المشروبات أو المساحيق أو العصائر الخاصة، وبهذا تتخلص من السموم! لنتعرف على الفرق بين التخلص من السموم وتطهير الجسم ونبين هل هي حقاً مفيدة للصحة.
لماذا يجرب البعض هذه البرامج؟
غالبًا ما يدّعي مناصرو عمليات التخلص من السموم وتطهير الجسم أنهم يحصلون على العديد من الفوائد، مثل:
- زيادة مستويات الطاقة.
- فقدان الوزن.
- التخفيف من الإمساك.
- تقليل الصداع وآلام العضلات والتعب.
كيف يحدث ذلك؟ تتمثل النظرية في أن التخلص من الأطعمة الصلبة أو مجموعات غذائية محددة يساعد جسمك على التخلص من السموم التي تعوق عمله بشكل صحيح، وغالباً ما توصي حميات التخلص من السموم وتطهير الجسم بتناول مشروبات خاصة مثل الماء أو الشاي أو عصائر الفاكهة والخضراوات بشكل أساسي، وتكمن الفكرة في منح جهازك الهضمي استراحة، ما يتيح له الشفاء وامتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل في المستقبل، وفي معظم الأحيان، لا تكون المواد المقترح تناولها في حميات التطهير أو التخلص من السموم ضارة بالجسم.
التخلص من السموم وتطهير الجسم.. ما الفرق بينهما؟
غالبًا ما يُستخدم مصطلحا التخلص من السموم وتطهير الجسم بنفس المعنى، وإذا كان هناك فرق دقيق، فهو أن عمليات التطهير تركز بشكل مباشر أكثر على الجهاز الهضمي و"تنظيف" الجهاز الهضمي، في حين أن عمليات التخلص من السموم قد تكون أوسع وتشمل تخليص الكبد والكليتين وأعضاء أخرى من السموم.
هل برامج التخلص من السموم فعالة؟
لا توجد الكثير من الأبحاث العلمية التي تثبت أن التخلص من السموم وتطهير الجسم توفر العديد من الفوائد الصحية كما هو مزعوم، وذلك وفقًا لتقارير المركز الوطني للصحة التكميلية والتكاملية، ولكن هناك بعض الدراسات البحثية الصغيرة التي تُظهر نتائج إيجابية في بعض الجوانب، مثل فقدان الوزن ومقاومة الإنسولين وضغط الدم، ولكن هذه الأبحاث لا تمثل دليلاً قوياً، بل وتثير مراجعات مختلفة لدراسات حمية التخلص من السموم شكوكًا أكثر مما تقدمه من تأكيد على فعاليتها.
فوائد محتملة لبرامج التخلص من السموم وتطهير الجسم
في حين أن برامج التطهير والتخلص من السموم لا تعمل بشكل سحري كما يدعي البعض، فإن هناك بعض الفوائد المحتملة، وهي تشمل:
- تعزيز مستويات الفيتامينات: تشير التقديرات إلى أن شخصًا واحدًا فقط من كل 10 بالغين يتناول ما يكفي من الفاكهة والخضراوات يوميًا، وبالنظر إلى ذلك، فإن إضافة العصائر إلى نظامك الغذائي قد يوفر لك الفيتامينات والمعادن التي لا تحصل عليها في الوضع الطبيعي.
- اكتشاف الحساسيات الغذائية: إذا كان التخلص من طعام معين من نظامك الغذائي أثناء عملية التطهير أو التخلص من السموم يجعلك تشعر بتحسن، فربما تكون قد اكتشفت حساسية محتملة تجاه نوع محدد من الطعام، ولهذا تحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك حول شكوكك.
مخاوف بشأن برامج التخلص من السموم
هناك احتمال أن تؤدي تجربة برامج التخلص من السموم وتطهير الجسم إلى حدوث مشاكل صحية بدلاً من حلها، وتشمل المخاوف بشأن هذه البرامج ما يلي:
- نقص المغذيات: لا تُعرف حميات التخلص من السموم وتطهير الجسم بكونها متوازنة، مما يعني أنك قد لا تحصل على البروتينات والعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها جسمك ليكون في أفضل حالاته.
- استنزاف الطاقة: يمكن أن يؤدي تقييد نظامك الغذائي والسعرات الحرارية خلال عملية التخلص من السموم إلى استنزاف طاقتك، ما يمنعك من ممارسة الرياضة أو القيام بمهامك اليومية، وقد تؤدي العملية إلى تعطيل عملية الأيض ومستويات السكر في الدم أيضًا.
- اضطراب الجهاز الهضمي: تسبب العديد من عمليات التطهير والتخلص من السموم تأثيرًا ملينًا، وبالتالي تؤدي إلى الإصابة بالإسهال الذي بدوره قد يؤدي إلى الجفاف.
- مخاوف تتعلق بسلامة المنتج: تتضمن بعض برامج التخلص من السموم وتطهير الجسم استخدام منتجات ومكملات خاصة أنت لا تدري إذا كانت آمنة للاستخدام أم مضرة في الصحة.
أمثلة على برامج التخلص من السموم وتطهير الجسم
فيما يلي بعض الأمثلة على برامج شائعة للتخلص من السموم وتطهير الجسم
الشاي الأخضر
أثبتت العديد من الدراسات أن للشاي الأخضر فوائد عظيمة للجسم، ولكن هذا لا يعني أن شرب الشاي الأخضر بكميات هائلة يساعد على تخليص الجسم من السموم، بل إن الإفراط في تناول الشاي الأخضر قد يسبب مشاكل أيضاً، ويحذر الخبراء من أن شرب كمية كبيرة من الشاي الأخضر أو تناول جرعات عالية من مكملات الشاي الأخضر قد يسبب اضطراب ضربات القلب، واضطراب النوم، والإمساك، وارتفاع ضغط الدم، والطفح الجلدي، وحتى تضرر الكبد.
العصائر
أُنشئت منظومة تجارية كاملة قائمة على فكرة تنظيف الجسم من السموم باستخدام العصائر، والفكرة هنا هي أن كل الفيتامينات والمعادن في العصير يمكن أن تنشّط أجهزة الجسم عن طريق تطهير الجسم من السموم. أظهرت دراسة واحدة على الأقل أنه نظرًا لأن "العصير" يرتبط عادةً باستهلاك منخفض للسعرات الحرارية، فقد يؤدي إلى فقدان الوزن بسرعة، ولكن من غير المرجح أن تستمر هذه التأثيرات، فبمجرد انتهاء الحمية والعودة إلى نظام الغذاء الطبيعي سيعود الوزن المفقود تدريجيا.
الماء
يدّعي البعض أن شرب الماء الممزوج بالليمون أو عصير التفاح أو الفلفل الحار أو غيرها من الإضافات الأخرى مفيد بشكل مذهل. أولاً لا بد من التأكيد على أن شرب الماء أمر ضروري لصحة الجسم، وإذا كنت ترغب بإضافة نكهة إلى الماء باستخدام الليمون أو غيره فلا بأس بذلك، ولكن لا تتوقع أن يؤدي ذلك إلى نتائج مذهلة كما يعِد بها مروجو هذه البرامج. لا بد من التحذير أيضاً من خطر الإفراط في شرب الماء، فقد يسبب ذلك التخلص من الكهارل التي يحتاجها جسمك.
الأسئلة الشائعة
هل برامج التخلص من السموم وتطهير الجسم فعالة حقًا؟
لا توجد أدلة علمية كافية تدعم برامج التخلص من السموم، وفي حين أن بعض الأشخاص قد يشعرون بتحسن أو يفقدون الوزن بشكل مؤقت، فإن معظم الفوائد تكون قصيرة الأجل. يتخلص الجسم من السموم بشكل طبيعي من خلال الكبد والكليتين والجهاز الهضمي دون الحاجة إلى مشروبات أو أنظمة غذائية خاصة.
هل هناك مخاطر لبرامج التخلص من السموم أو حمية التطهير؟
نعم، يمكن أن تسبب هذه البرامج نقص المغذيات والإرهاق ومشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإسهال وحتى الجفاف، وقد تكون بعض المنتجات غير آمنة أيضًا، لذا من الأفضل التعامل مع ادعاءات التخلص من السموم بحذر، واستشارة مقدم الرعاية الصحية قبل البدء في أي نظام غذائي أو خطة.
نصيحة من موقع صحتك
ليست هناك أدلة تشير إلى أن برامج التخلص من السموم وتطهير الجسم ترقى إلى مستوى الوعود والتوقعات الكبيرة المرتبطة بها، ولهذا تعامَل مع هذه الادعاءات بالكثير من الشك، وتذكر أن ما تحاول القيام به –وهو تخليص الجسم من السموم– هو أمر يقوم به الجسم بشكل طبيعي دون تدخل منك بواسطة الجهاز الهضمي والكبد والكليتين.
