الاعتلال العضلي هو مجموعة متنوعة من الاضطرابات التي تؤثر بشكل رئيسي على بُنية العضلات الهيكلية، وعلى التمثيل الغذائي أو الوظائف الحيوية للجهاز العضلي الهيكلي. يَظهر الاعتلال العضلي عادةً بشكل ضعف في العضلات يعوق الأنشطة اليومية. كما أن الألم العضلي يُعدُّ من الأعراض الشائعة، وبعض هذه الآلام قد تكون مصحوبة بالانحلال والتلف العضلي. من الأعراض الشائعة للداء العضلي هي ضعف العضلات، والتصلب، والتشنجات والتقلصات.
أنواع الاعتلال العضلي
تتعدد الأنواع بناءً على الأسباب والعوامل المسببة له، مثل الأمراض المناعية، أو الوراثية، أو البيئية. يختلف كل نوع في أعراضه وطرق علاجه، مما يستدعي التشخيص المبكر والعلاج المناسب لتحسين صحة العضلات وجودة حياة المريض.
الاعتلال العضلي الوراثي
ويكون نتيجة وجود طَفرة جينية لدى أحد والديك مما أدى إلى توريثها لك، ومنها:
الاعتلال العضلي الخَلقي
وهذا النوع من الاعتلال تظهر أعراضه بعد الولادة، وتكون واضحة خلال مرحلة الطفولة المبكرة، مما ينعكس على التطور الحركي عند المصاب وتأخره في القيام ببعض الحركات كالمشي والجلوس وغيرها.
الاعتلال العضلي الخليوي
وهذا النوع من الاعتلال يكون في الخلايا العضلية المنتِجة للطاقة، مما يؤدي إلى ضعف العضلة تدريجيًا، وقد يصل تأثير هذا النوع إلى عضلات القلب والجهاز العظمي، ومنها:
• متلازمة كيرن ساير.
• الاعتلال بسبب خلل في عمل مولِدات الطاقة في الخلايا (الميتوكوندريا).
• متلازمة مرف.
الضمور العضلي
يمكننا وصف الاعتلال الناتج عن الضمور بأنه ضعف تدريجي لعضلات الجسم الهيكلية المتكون منها أغلب جسم الإنسان، ويحدث ذلك نتيجة التشوه في البروتين الباني للعضلات.
الاعتلال العضلي الأيضي
وهذا النوع من الاعتلال تظهر أعراضه بطريقة عشوائية ومؤقتة بعد الإجهاد العضلي أو التمارين الرياضية الشديدة، ويسببه عيب وراثي في الجينات التي تتحكم ببعض الإنزيمات في العضلات.
الاعتلال العضلي المكتسَب
وهذا نوع من الاعتلال يكون نتيجة مسبب خارجي، ومن أشكاله ما يلي:
الاعتلال العضلي المناعي
وهذا النوع من الاعتلال يكون نتيجة التهاب مناعي مزمن في العضلات كردّ فعل خاطئ للجهاز المناعي، يظهر بشكل أحد أمراض المناعة الذاتية.
الاعتلال العضلي التسممي
وهذا النوع من الاعتلال نتيجة تعاطي أدوية معينة أو تناول المشروبات الكحولية.
الاعتلال العضلي التسممي الدرقي
ويكون هذا النوع من الاعتلال العضلي نتيجة خلل في إنتاج بعض الهرمونات بسبب مرض في الغدة الدرقية، مثل فرط نشاطها أو خمولها، وكذلك بسبب بعض أمراض الغدة الكظرية.
الاعتلال العضلي المُعدي
ويكون سببه عدوى فيروسية، أو بكتيرية، أو طفيلية أو فطرية.
الاعتلال العضلي الحَرِج
وهذا النوع من الاعتلال قد يحدث نتيجة تعرض المريض لمرض خطير، أو خلال إقامته في وحدة العناية المركزة، وقد يصل الضعف العضلي والضمور إلى العضلات المسؤولة عن التنفس.
الأعراض والعلامات السريرية للاعتلال العضلي
تتمثل الأعراض الأساسية للاعتلال العضلي فيما يلي:
- الضعف العضلي الذي يؤثر على القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.
- الألم العضلي الذي يُعتبر من الأعراض الشائعة في بعض الحالات.
- التقلصات والتشنجات في العضلات والتي تتسبب بالإحساس بعدم الراحة والألم في العضلات.
- بعض الأنواع من الداء العضلي قد تؤدي إلى الانحلال العضلي الذي يسبب تلف الأنسجة العضلية.
التقييم والتشخيص
لتشخيص الاعتلال العضلي بأنواعه, يلجأ الأطباء لإجراء أحد التدخلات الطبية التالية:
التحاليل المخبرية:
- تحليل الدم الشامل.
- الكرياتين كيناز، ويُعد الأكثر فائدة من بين اختبارات الدم.
- تحليل البول (Urinalysis).
- الأجسام المضادة النووية في الدم.
- اختبارات وظيفة الغدة الدرقية.
- اختبار تخطيط كهربية العضلات وسرعة توصيل الأعصاب (EMG, NC study)
- الخزعة العضلية
- تخطيط كهربية القلب (ECG)
طرق العلاج المعتمدة لحالات الاعتلال العضلي
يعتمد العلاج بشكل رئيسي على نوع الاعتلال وسببه، ويتنوع بين الأدوية، والعلاجات الفيزيائية، والجراحة في بعض الحالات. من خلال هذا السياق، يُعد تشخيص الحالة مبكرًا والإشراف الطبي المستمر أمرًا بالغ الأهمية لتحسين نوعية حياة المريض والتخفيف من تأثير المرض عليه.
العلاج العام
بسبب طبيعة الأسباب الكامنة وراء الداء العضلي، فإن العلاج غالبًا ما يكون داعمًا، ويشمل:
- التمارين العلاجية.
- العلاج الفيزيائي والعلاج الوظيفي.
- التغذية والنظام الغذائي.
- قد يتطلب الأمر إجراء تحليل جيني أو استشارة وراثية.
علاج الاعتلال العضلي تبعًا لنوعه
1. داء العضلات الوراثي: يعالَج بمشتقات الكورتيزون (الكورتيكوستيرويدات) مثل البريدنيزون بجرعة 0.75 ملغ/كغم/يوم التي قد تُحسن قوة العضلات، وتزيد من حجم العضلات، وتبطئ تقدم المرض.
2. الداء العضلي المكتسََب: تتحسن الأعراض بعلاج المرض الأساسي مثل علاج أمراض الغدة الدرقية أو عرج التهابات عامة مثل مرض الساركويد.
3. داء العضلات الناتج عن السموم أو الأدوية: يتم معالجته عن طريق إزالة العامل المسبب وتجنب التعرض له في المستقبل.
4. الداء العضلي الالتهابي والمناعي الذاتي: يتم العلاج بشكل أساسي باستخدام الأدوية المناعية، والأدوية المثبطة للمناعة، ومشتقات الكورتيزون (الكورتيكوستيرويدات).
5. الانحلال العضلي: الهدف الأساسي في علاج الانحلال العضلي هو الوقاية من تلف الكلى الحاد الناتج عن الميوغلوبين (بروتين العضلات) الذي يتم طرحه في الدم نتيجة تلف خلايا العضلات. يشمل العلاج الترطيب المكثّف باستخدام السوائل الوريدية، ومراقبة وظائف الكلى.
مضاعفات الاعتلال العضلي
المضاعفات قد تشمل:
- الوفاة نتيجة لإصابة القلب أو الفشل التنفسي.
- الانحلال أو التلف العضلي.
- مشكلات قلبية مثل عدم انتظام ضربات القلب وفشل القلب.
- الفشل الكلوي.
- فقدان أو ضمور العضلات غير القابل للاسترجاع.
نصائح لمرضى الاعتلال العضلي
يُعتبر تعديل نمط الحياة ضروريًا لبعض أمراض العضلات المزمنة، ويُنصح المرضى بتناول غذاء متوازن يحتوي على الفواكه والخضراوات، والاهتمام بممارسة التمارين الرياضية المعتدلة. المرضى الذين يعانون من الاعتلال العضلي الالتهابي يجب عليهم متابعة التمارين جنبًا إلى جنب مع العلاج الطبي، بينما يُنصح المرضى الذين يعانون من الاعتلال العضلي الوراثي بالتوجه إلى الرعاية الطبية المتخصصة لمتابعة المضاعفات وعلاجها مبكرًا.
نصيحة من موقع صحتك
يُعَد الاعتلال العضلي مجموعة من الأمراض التي تؤثر على العضلات الهيكلية، وتسبب ضعفًا تدريجيًا أو مفاجئًا في قوتها، ما يؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية. تختلف أنواعه باختلاف الأسباب والعوامل المسببة له، مثل الاضطرابات المناعية، الوراثية، أو التسممات الدوائية. وعلى الرغم من أن العلاج يختلف باختلاف نوع الاعتلال، فإن التوجهات العلاجية تشمل الأدوية، والعلاجات الفيزيائية، وأحيانًا الجراحة، إضافة إلى العلاج النفسي والدعم الاجتماعي. تكمن أهمية التشخيص المبكر والإدارة الطبية المتكاملة في تحسين نوعية حياة المرضى، والحد من تأثير المرض على حياتهم اليومية.