جميعنا معرّضون للإصابة بجروح، منها ما هو سطحي وخفيف، ومنها ما هو عميق قد يحدث نزفاً كبيراً، وتتماثل جروح الإنسان –الذي ليس لديه أمراض أخرى– للشفاء بسرعة أكبر من الأشخاص المرضى، خصوصاً إذا ما تمّت العناية بالجرح من ناحية تنظيفه ووقايته من العدوى. ونبين في هذه المقالة جانبًا لا يفكر فيه الكثيرون عند التعافي من الجروح، وهو أغذية تساعد على التئام الجروح والتعافي منها بشكل أسرع.
ما العلاقة بين الإصابة بالجروح والغذاء؟
الجلد هو أول جهاز مناعي للجسم، فهو يحمينا من هجمات الميكروبات مثل الفيروسات والجراثيم والفطريات والطفيليات، وأيضاً من مضار الأشعة الشمسية، ويمكن للجروح حتى الصغير منها أن تغيّر من طريقة تمثيل (استقلاب) المواد الغذائية في الجسم، إذْ تُفرَز هرمونات التوتر أثناء عملية الشفاء، وتصدر الأوامر من الدماغ بضرورة توجه جميع أنواع المواد المغذية الإضافية من كربوهيدرات وبروتينات ومضادات أكسدة للمشاركة في عملية التئام الجرح، ولا يتوقف دورها على ذلك وحسب، بل تساعد أيضاً على صنع أنسجة جديدة لترميم التي تعرضت للتمزق.
في هذه المرحلة، تصبح عملية التمثيل (الاستقلاب) أسرع، وتسمى مرحلة الهدم، وهذا يعني أن الجسم يبدأ بأخذ البروتينات من منطقة أخرى في الجسم ليوجهها إلى منطقة الجرح، وإذا لم نعوّض البروتينات التي تتناقص فإننا قد نصاب بعِوَز أو فقر البروتينات والطاقة، الأمر الذي يسبب انخفاض الكتلة العضلية، والبطء في شفاء الجرح.
أغذية تساعد على التئام الجروح
يقوم تناول الغذاء الجيد بدور رئيس في عملية شفاء الجرح، فهو يؤثر على قوة النسيج الجديد المتشكّل، وزمن التئام الجرح، وبالتالي حماية الجسم من الإصابة بالعدوى. وبالعكس؛ إذا لم تكن التغذية جيدة فإن الجرح العادي قد يصبح جرحاً دائماً لا يبرأ بسهولة، ولذلك عندما نصاب بجروح قد يساعدنا تناول الأغذية الآتية على تسريع التئام الجروح:
الماء والسوائل
يُسهم شرب كمية كافية من الماء والسوائل في الحفاظ على سير الدورة الدموية وطرح السموم.
الأسماك واللحوم الحمراء
الأسماك غنية بمعدن الزنك الذي يساهم بشكل فعال في عملية صنع البروتينات والكولاجين، وبالتالي في تكوين أنسجة جلد جديد، وتُعد الأسماك واللحوم الحمراء من أبرز الأغذية المحتوية عليه.
الخضار والفواكه
لا يمكن ذكر أغذية تساعد على التئام الجروح دون ذكر الخضار والفواكه، إذ تُعد الخضار الخضراء الداكنة والحمراء مثل البندورة والفلفل، والفواكه ذات اللون البرتقالي والأحمر مثل البرتقال والفراولة غنية بالفيتامينات A و C، وهما فيتامينان مهمان مضادان للأكسدة، لأنهما يساعدان في التئام الجروح ومقاومة الالتهابات والسيطرة على ردود الفعل الالتهابية.
الكربوهيدرات
من الضروري تناول مقادير كافية من الحبوب والأرز والخبز، وذلك حتى لا يقوم الجسم باستهلاك البروتينات والمواد المغذية الأخرى الضرورية لالتئام الجرح كمصدر للطاقة.
الدهون
تُعد الأغذية المحتوية على الدهون الصحية مثل زيت الزيتون أيضاً أغذية تساعد على التئام الجروح لأنها تقوم بدور مهم في عملية بناء أنسجة الخلايا.
البروتينات
البروتينات ضرورية -كما لاحظنا سابقاً- لبناء الأنسجة الجديدة أثناء التئام الجروح، ويمكن أخذ البروتينات من اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض وزبدة الفستق السوداني والجبنة والحليب واللبن الزبادي.
الحديد
الحديد مهم للشفاء، فهو يساعد في الحفاظ على مستويات الهيموجلوبين في الدم، ويوجد الحديد في اللحوم والأسماك والبيض، ويوجد أيضًا في الفاصوليا والبقول والخضراوات الخضراء والفواكه المجففة، ولكن امتصاصها أصعب. إذا كنت تشرب الشاي، فافعل ذلك بين الوجبات وليس مع وجباتك، لأن الشاي يحتوي على مركبات تقلل من امتصاص الحديد.
ما هي الأطعمة التي لا يجب تناولها لالتئام الجروح؟
مثلما توجد أغذية تساعد على التئام الجروح فهناك أغذية قد تؤثر بشكل عكسي وتبطئ من عملية التئام الجروح والتعافي منها، ويمكن لأطعمة مثل السكر والكافيين والكحول أن تسبب ذلك، والأهم من ذلك، تجنب الإفراط في تناول الدهون والكربوهيدرات غير الصحية والسكر والملح، وتوجد هذه العناصر في الدونات والبسكويت والأطعمة المقلية والحلوى والصودا العادية.
اطلب الإرشادات من طبيبك
أفضل طريقة للحصول على التغذية هي عادةً من خلال الأطعمة، ولكن عندما تكون في فترة نقاهة بعد مرض أو إصابة أو جراحة، قد يحتاج جسمك إلى القليل من المساعدة الإضافية. إذا كنت لا تستطيع تلبية احتياجاتك الغذائية من خلال النظام الغذائي وحده، اسأل فريق الرعاية الصحية عن المكملات الغذائية المساعدة في توفير السعرات الحرارية والعناصر الغذائية التي تحتاجها، فقد يوصيك بتناول:
- الفيتامينات المتعددة اليومية: إذا أوصاك الطبيب بها، أضف فيتامينات يومية مع المعادن للمساعدة في تحسين صحتك العامة.
- مكملات التغذية الفموية: تتوفر العديد من الأصناف التي توفر سعرات حرارية وبروتينات وفيتامينات ومعادن إضافية في كل من الخيارات المنكهة وغير المنكهة.
- العمل مع اختصاصي تغذية: إذا كانت شهيتك ضعيفة، أو كان جرحك لا يلتئم بشكل جيد، أو كنت ما تزال تفقد الوزن، اطلب تحديد موعد مع اختصاصي تغذية يمكنه تقييم احتياجاتك الغذائية ومساعدتك في تحقيق أهدافك الصحية.
الأسئلة الشائعة
ما هي الأطعمة المفيدة لشفاء الجروح؟
اختر الخضراوات والفواكه الغنية بالفيتامين C، مثل البروكلي أو الفراولة، وللحصول على كمية كافية من الزنك، اختر الحبوب المدعمة والأطعمة البروتينية، مثل لحم البقر أو الدجاج أو المأكولات البحرية أو الفاصوليا. قد تتطلب بعض الجروح تناول كمية أكبر من بعض الفيتامينات والمعادن لدعم الشفاء.
ما الذي يساعد الجسم على الشفاء بشكل أسرع؟
يحتاج جسمك إلى طعام جيد لتغذية عملية الشفاء، لذلك احرص على إضافة أطعمة غنية بالفيتامين C في نظامك الغذائي، يحتاج الجسم إلى الفيتامين C لصنع الكولاجين، كما أن الفواكه والخضراوات الطازجة التي يتم تناولها يوميًا ستمد جسمك بالعناصر الغذائية الأخرى الضرورية لالتئام الجروح مثل الفيتامين أ والنحاس والزنك.
نصيحة من موقع صحتك
يلعب الطعام الصحي دورًا حيويًا في التئام الجروح من خلال توفير العناصر الغذائية اللازمة لدعم ترميم الجسم، وتساعد التغذية السليمة على تقوية الجهاز المناعي وتقليل الالتهاب وتسريع عملية تجديد الأنسجة. تعد البروتينات الموجود في اللحوم الخالية من الدهون والفاصوليا والبقوليات ضرورية لإنتاج الكولاجين الضروري لإصلاح الأنسجة، بينما يساعد الفيتامين ج، الموجود بكثرة في الحمضيات والخضراوات الورقية والفلفل الحلو، على تقوية الأوعية الدموية ويعزز صنع الكولاجين. ويدعم الزنك، الموجود في أطعمة مثل المكسرات والبذور والحبوب الكاملة، وظيفة المناعة ويسرّع من التئام الجروح. يمكن أن تقلل أحماض أوميغا 3 الدهنية الموجودة في الأسماك أو بذور الكتان من الالتهاب وتعزز الشفاء.
بالإضافة إلى ذلك، تضمن الحفاظ على رطوبة الجسم وأن تعمل الخلايا على النحو الأمثل، مما يسرّع عملية الشفاء، ولهذا فإن اتباع نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن والبروتينات لا يساعد الجسم على الشفاء بشكل أسرع فحسب، بل يحسن أيضاً من الصحة العامة، مما يجعله ضرورياً لشفاء الجروح بشكل فعال.