اختبار كثرة الوحيدات العدوائية يكشف عن مرض كثرة الوحيدات العَدوائية (Infectious Mononucleosis)، والمعروف أيضًا بمرض "التقبيل"، وهو عدوى فيروسية شائعة تؤثر عادة على المراهقين والشباب. تنتج هذه العدوى عن عدة فيروسات، لكن الفيروس الأكثر شيوعًا فيها هو فيروس إبشتاين-بار (Epstein-Barr Virus). يمكن أن تؤدي هذه العدوى إلى أعراض مزعجة مثل التعب الشديد، والحمى، والتهاب الحلق، وتضخم الغدد اللمفاوية، كما يمكن أن تؤثر على الكبد والطحال.
ما هي اختبارات كثرة الوحيدات العدوائية؟
اختبارات كثرة الوحيدات العَدوائية (Mononucleosis Tests) تُستخدم للكشف عن العدوى التي تُسببها الفيروسات التي تتضمن فيروس إبشتاين-بار (EBV)، والفيروس المضخِّم للخلايا (Cytomegalovirus)، وفيروسات أخرى مثل فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)، وفيروسات التهاب الكبد A, B, C، والفيروسات الغدية (Adenovirus).
تنتقل هذه الفيروسات عادةً من خلال سوائل الجسم مثل اللعاب، ولذلك يُطلق على هذا المرض اسم "مرض التقبيل" بسبب انتقاله بسهولة عبر التقبيل. لكن، يمكن أيضًا انتقال العدوى من خلال مشاركة الأدوات الشخصية مثل الملاعق، والأكواب، وفرش الأسنان، أو أدوات الشفاه مع شخص مصاب بالعدوى.
أعراض كثرة الوحيدات العدوائية
تتفاوت أعراض مرض كثرة الوحيدات العدوائية بين الأشخاص، ولكن الأعراض الشائعة تشمل:
- التعب الشديد (Extreme Fatigue).
- الحمى (Fever).
- التهاب الحلق (Sore Throat).
- تضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة (Swollen Lymph Nodes).
- تضخم الطحال (Enlarged Spleen) والكبد (Enlarged Liver).
- الطفح الجلدي (Rash).
عادةً تكون هذه العدوى غير خطيرة، لكن الأعراض قد تستمر لعدة أسابيع أو أشهر. ومن غير المعتاد أن يسبب مرض كثرة الوحيدات العدوائية مضاعفات خطيرة، إلا أنه في بعض الحالات، قد يؤدي الطحال المتضخم إلى تمزقه، مما يستدعي تدخلًا طبيًا فوريًا لوقف النزيف الحاد.
أنواع اختبارات كثرة الوحيدات العدوائية
تُستخدم عدة أنواع من الاختبارات للكشف عن مرض كثرة الوحيدات العدوائية. من أبرز هذه الاختبارات:
-
اختبار مونوسبوت (Monospot Test)، يقوم هذا الاختبار بالبحث عن أجسام مضادة معينة في الدم تُنتج خلال أو بعد إصابة الشخص بالعدوى. على الرغم من أنه اختبار سريع يعطي نتائج عادة في غضون ساعة، فإنه قد يعطي نتائج سلبية كاذبة أو خاطئة في بعض الحالات.
-
اختبار الأجسام المضادة لفيروس إبشتاين-بار (EBV Antibody Test): يستخدم هذا الاختبار للكشف عن الأجسام المضادة لفيروس إبشتاين-بار، وهو الفيروس الأكثر شيوعًا وراء حدوث مرض كثرة الوحيدات العدوائية. يمكن لهذا الاختبار أن يُظهر ما إذا كنت قد أصبت بالعدوى مؤخرًا أو في الماضي بناءً على نوع الأجسام المضادة الموجودة في الدم.
متى تحتاج إلى إجراء اختبار كثرة الوحيدات العدوائية؟
إذا كنت أو أحد أفراد عائلتك يعاني من أعراض مثل الحمى والتهاب الحلق وتضخم الغدد اللمفاوية والتعب والطفح الجلدي، قد يطلب منك الطبيب إجراء اختبار كثرة الوحيدات العدوائية. يعتبر هذا الاختبار مهمًا بشكل خاص إذا كانت الأعراض مشابهة لأعراض عدوى أخرى مثل التهاب الحلق العقدي (Strep Throat)، وهو مرض بكتيري يعالج بالمضادات الحيوية. في حين أن مرض كثرة الوحيدات العدوائية هي عدوى فيروسية لا تفيد المضادات الحيوية في معالجتها.
كيفية إجراء اختبار كثرة الوحيدات العدوائية
عادةً ما يتم إجراء اختبار كثرة الوحيدات العدوائية بأخذ عينة من الدم، سواء من خلال الوخز في طرف الإصبع أو سحب عينة من الوريد.
- في حالة اختبار الدم من طرف الإصبع، يقوم التقني الطبي بوخز طرف إصبعك بإبرة صغيرة لجمع كمية قليلة من الدم.
- في حالة اختبار الدم من الوريد، يقوم التقني الطبي بسحب عينة من الوريد في الذراع باستخدام إبرة صغيرة، ثم يتم جمع الدم في أنبوب اختبار.
هل يحتاج الاختبار إلى تحضيرات خاصة قبله؟
لا يتطلب إجراء اختبار كثرة الوحيدات العدوائية أي تحضيرات خاصة. يمكن إجراء الاختبار في أي وقت من اليوم، ويستغرق عادةً أقل من خمس دقائق.
كما لا توجد مخاطر كبيرة مرتبطة بإجراء اختبار كثرة الوحيدات العدوائية، قد تشعر بألم خفيف أو كدمة في المكان الذي تم فيه إدخال الإبرة، ولكن عادةً ما تختفي هذه الأعراض بسرعة.
ما الذي تعنيه نتائج اختبار كثرة الوحيدات العدوائية؟
يمكن تفسير نتائج اختبار كثرة الوحيدات العدوائية على النحو الآتي:
- إذا كانت نتائج اختبار مونوسبوت موجبة: فهذا يشير عادة إلى أنك مصاب بمرض كثرة الوحيدات العدوائية.
- إذا كانت نتائج اختبار مونوسبوت سالبة لكن الأعراض ما زالت موجودة، فقد يطلب الطبيب إجراء اختبار الأجسام المضادة لفيروس إبشتاين-بار لتأكيد التشخيص.
- نتائج اختبار الأجسام المضادة لفيروس إبشتاين-بار (EBV):
- موجبة: تشير إلى أنك مصاب بفيروس إبشتاين-بار، سواء كان ذلك حديثًا أو في الماضي.
- سالبة: تعني أنه لا توجد لديك عدوى حاليًا بفيروس إبشتاين-بار، وبالتالي قد تكون الأعراض ناتجة عن حالة صحية أخرى.
ما هي طرق التعامل مع كثرة الوحيدات العدوائية؟
على الرغم من أنه لا يوجد علاج محدد لمرض كثرة الوحيدات العدوائية، فيمكن اتخاذ بعض التدابير للتخفيف من الأعراض، مثل:
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة.
- شرب السوائل بكثرة.
- استخدام أقراص الاستحلاب لتخفيف التهاب الحلق.
- تناول الأدوية المسكنة للألم والحمى مثل إيبوبروفين (Ibuprofen) أو أسيتامينوفين (Acetaminophen)، ولكن يجب تجنب إعطاء الإسبرين للأطفال والمراهقين، لأنه قد يؤدي إلى مرض راي (Reye's Syndrome)، الذي يؤثر على الدماغ والكبد.
- في بعض الحالات النادرة، قد يتطلب العلاج دخول المستشفى، خاصة إذا كانت الأعضاء مثل الطحال أو الكبد متضخمة بشكل كبير.
الأسئلة الأكثر شيوعًا
1. على ماذا يدل ارتفاع الوحيدات في الدم؟
يشير ارتفاع الوحيدات (Monocytes) في الدم إلى زيادة في عدد الخلايا الوحيدة (Monocytes)، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورًا في جهاز المناعة. قد يرتبط ارتفاع الوحيدات بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك:
- العدوى الفيروسية مثل مرض كثرة الوحيدات العدوائية.
- الأمراض الالتهابية المزمنة مثل التهاب الأمعاء.
- بعض الأمراض المناعية مثل الذئبة.
- الالتهابات البكتيرية المزمنة.
- الاضطرابات الدموية مثل اللوكيميا.
2. هل يوجد علاج لمرض كثرة الوحيدات العدوائية؟
لا يوجد علاج شافٍ لكثرة الوحيدات العدوائية (Mononucleosis) لأنها عدوى فيروسية، ويعتمد العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض. تشمل طرق التعامل مع المرض:
- الراحة الكافية.
- شرب الكثير من السوائل.
- تناول أدوية مسكنة للحمى والألم مثل إيبوبروفين (Ibuprofen) أو أسيتامينوفين (Acetaminophen).
- استخدام أقراص استحلاب لتخفيف التهاب الحلق.
- تجنب النشاطات البدنية المرهقة لتقليل خطر تمزق الطحال المتضخم.
- في بعض الحالات النادرة التي تؤثر فيها العدوى على الأعضاء الداخلية مثل الكبد أو الطحال، قد يتطلب الأمر علاجًا داعمًا أو ملاحظة طبية خاصة.
3. هل كثرة الوحيدات مرض مزمن؟
لا يعتبر مرض كثرة الوحيدات العدوائية مرضًا مزمنًا. في معظم الحالات، تتحسن الأعراض خلال 2 إلى 4 أسابيع، ولكن قد يعاني بعض الأشخاص من التعب لفترة أطول. مع ذلك، قد يشعر البعض بآثار المرض لأشهر بعد التعافي، خاصة في حال كانت الأعراض شديدة أو أثّرت على الأعضاء الحيوية مثل الطحال أو الكبد.
4. ما هو تحليل EBV - VCA IgG؟
تحليل EBV - VCA IgG هو اختبار دم يُستخدم للكشف عن الأجسام المضادة للإصابة بفيروس إبشتاين-بار (Epstein-Barr Virus)، وتحديدًا الأجسام النوعية المضادة من النوع VCA IgG (Viral Capsid Antigen IgG).
- عندما تكون نتيجة هذا التحليل موجبة، فهذا يعني أن الشخص قد أصيب بالعدوى بفيروس إبشتاين-بار في وقت ما في الماضي.
- VCA IgG هي الأجسام المضادة التي تظهر في وقت لاحق بعد العدوى، وقد تظل موجودة لفترة طويلة بعد التعافي، مما يدل على أن الشخص قد تعرض للفيروس في الماضي ولم يكن مصابًا مؤخرًا.
- يُستخدم هذا التحليل عادةً في سياق تشخيص مرض كثرة الوحيدات العدوائية وتحديد ما إذا كانت العدوى حديثة أو قديمة.
نصيحة من موقع صحتك
اختبار كثرة الوحيدات العدوائية هو أداة تشخيصية مهمة تساعد في تحديد ما إذا كنت مصابًا بهذا المرض الفيروسي الشائع. على الرغم من هذا أن المرض في معظم الحالات يكون غير خطير، فإن الأعراض قد تكون مزعجة وتستمر لفترة طويلة. من المهم اتباع توصيات الطبيب ومتابعة العلاج المناسب للتخفيف من الأعراض وتعزيز الشفاء.