اختبارات العدوى الفطرية المهبلية (Yeast Infection Tests) هي سلسلة من الفحوصات الطبية المستخدمة لتشخيص أسباب التهاب المهبل (Vaginitis)، وهو حالة تتميز بتهيج المهبل. غالبًا ما يكون هذا الالتهاب ناتجًا عن العدوى بالفطريات، أو البكتيريا، أو الطفيليات. يُعد الالتهاب الفطري المهبلي، المعروف أيضًا بداء المبيضات (Candidiasis)، من أكثر أنواع العدوى شيوعًا، إذ تتعرض معظم النساء إلى إصابة واحدة على الأقل بهذه العدوى خلال حياتهنّ. يُوصى بإجراء فحوصات العدوى الفطرية المهبلية إذا ظهرت أعراض مثل إفرازات مهبلية غير طبيعية، أو حكة، أو تهيج في المهبل أو الفرج. تتطلب هذه الفحوصات عادة عينة من الإفرازات المهبلية.
الغرض الأساسي من هذه الفحوصات هو تحديد السبب الرئيسي لالتهاب المهبل. المهبل هو قناة عضلية تصل بين الرحم وخارج الجسم، وغالبًا ما تظهر أعراض الالتهاب أيضًا في الفرج، وهي الأنسجة الجلدية المحيطة بفتحة المهبل. يمكن أن يكون سبب الالتهاب عدوى فطرية، أو بكتيرية، أو طفيلية، أو نتيجة تغيرات في التوازن الطبيعي للكائنات الحية الدقيقة الموجودة في المهبل. بعد العدوى البكتيرية، تُعد العدوى الفطرية ثاني أكثر أسباب التهاب المهبل شيوعًا.
آلية إجراء اختبارات العدوى الفطرية المهبلية
تبدأ الفحوصات عادة بفحص جسدي ومناقشة الأعراض، وقد تشمل الاختبارات قياس حموضة الإفرازات المهبلية (Vaginal pH Testing) وفحص الإفرازات تحت المجهر (Microscopic Examination). في بعض الحالات، يمكن أن يُوصي الطبيب بإجراء زرع الإفرازات المهبلية (Vaginal Discharge Culture) أو اختبار تضخيم الحمض النووي (Nucleic Acid Amplification Testing, NAAT).
قياس الحموضة المهبلية
تتمثل الخطوة الأولى في قياس درجة الحموضة للإفرازات المهبلية لتشخيص أو استبعاد العدوى الفطرية. البيئة المهبلية عادةً ما تكون حمضية بدرجة حموضة تتراوح بين 4.0 و4.5، ويمكن أن تسبب العدوى البكتيرية أو المنقولة جنسيًا ارتفاعًا في درجة الحموضة. يشير الحفاظ على درجة الحموضة ضمن النطاق الطبيعي إلى احتمال الإصابة بعدوى فطرية، في حين أن ارتفاعها قد يشير إلى مشكلات أخرى مثل التهاب المهبل البكتيري (Bacterial Vaginosis) أو داء المشعرات (Trichomoniasis).
الفحص المجهري
يُستخدم الفحص المجهري لتحديد وجود الكائنات الحية الدقيقة المسببة لالتهاب المهبل، وتُعرف هذه التقنية بـ "التحضير الرطب" (Wet Mount). يتم تجهيز شريحتين:
- التحضير الرطب بالمحلول الملحي (Saline Wet Mount): تُخلط عينة الإفرازات بالمحلول الملحي وتُفحص تحت المجهر لتحديد وجود الفطريات أو البكتيريا.
- التحضير الرطب بهيدروكسيد البوتاسيوم (Potassium Hydroxide, KOH Wet Mount): يُضاف مركب كيميائي لجعل الفطريات أكثر وضوحًا تحت المجهر. قد ينتج عن هذا الاختبار رائحة مميزة تشير إلى وجود بعض أنواع العدوى، ويُعرف أحيانًا بـ "اختبار الرائحة" (Whiff Test).
الزرع والاختبارات المتقدمة
يُستخدم زرع الإفرازات المهبلية عند عدم تحديد سبب واضح للأعراض بالفحص المجهري، وتُوضع العينة في وسط نمو خاص في المختبر لتحفيز نمو الكائنات المسببة للعدوى. يمكن بعد ذلك تحديد نوع الكائنات الحية المسببة للعدوى بدقة. أما اختبار تضخيم الحمض النووي (NAAT) فهو يكشف عن المادة الجينية للميكروبات بشكل سريع وفعّال.
صبغة غرام (Gram Stain)
تُعتبر تقنية صبغة غرام أداة تشخيصية فعّالة لرصد الكائنات الدقيقة، وتُضاف صبغة كيميائية إلى العينة وتُفحص تحت المجهر. يَظهر فطر "المبيضات" بلون أرجواني في هذا الاختبار.
متى يُوصى بإجراء اختبارات العدوى الفطرية المهبلية ؟
ينصح بإجراء الاختبارات عند ظهور الأعراض التالية:
- حكة شديدة في منطقة المهبل أو الفرج.
- إفرازات مهبلية غير طبيعية، غالبًا تكون بيضاء وسميكة وعديمة الرائحة.
- ألم أثناء التبول أو الجماع.
- احمرار أو تورم في منطقة الفرج.
طرق إجراء اختبارات العدوى الفطرية المهبلية
تشتل طرق اجراء اختبارات العدوى الفطرية المهبلية على النحو الآتي:
- قبل الاختبار، تجنبي استخدام الكريمات أو الأدوية المهبلية لمدة يومين قبل الاختبار، مع الامتناع عن غسل المهبل بالمحاليل (Douching).
- أثناء الاختبار، يجري الاختبار في عيادة الطبيب. تُجمع عينة باستخدام مسحة قطنية من الإفرازات المهبلية أثناء فحص الحوض.
- بعد الاختبار، لا توجد مخاطر كبيرة مرتبطة بأخذ العينة، ويمكن للمريضة استئناف أنشطتها اليومية فورًا بعد هذا الإجراء.
- اختبارات العدوى الفطرية المهبلية المنزلية، تتوفر فحوصات منزلية مثل قياس الحموضة المهبلية أو إرسال عينات إلى المختبر لإجراء اختبارات تضخيم الحمض النووي. مع ذلك، لا توفر هذه الفحوصات الشاملة الدقة التي يمكن للطبيب تقديمها.
تفسير نتائج اختبارات العدوى الفطرية المهبلية
درجة الحموضة المهبلية: إذا كانت النتيجة طبيعية (4-4.5)، فذلك قد يشير إلى عدوى فطرية، أما إذا كانت مرتفعة، فقد يكون السبب عدوى بكتيرية أو طفيلية.
الفحص المجهري: يُحدد وجود ونوع الفطريات أو الكائنات الأخرى مثل الطفيليات والبكتيريا.
الزرع: يُظهر إذا ما كانت العدوى ناجمة عن المبيضات البيضاء (Candida albicans) أو كائنات أخرى.
اختبار الحمض النووي: يوفر نتائج دقيقة وسريعة للكشف عن مسببات العدوى.
الأسئلة الشائعة
كيف يتم الكشف عن الالتهابات المهبلية؟
يتم الكشف عن الالتهابات المهبلية من خلال أخذ التاريخ الطبي والأعراض مثل الحكة والإفرازات غير الطبيعية أو الألم، بالإضافة إلى الفحص السريري الذي يشمل فحص الحوض لملاحظة علامات الالتهاب مثل الاحمرار والتورم، مع إجراء الفحوصات المخبرية لتحليل عينة من الإفرازات المهبلية لتحديد نوع العدوى سواء كانت فطرية أو بكتيرية.
كيف أعرف أن لدي فطريات؟
تشمل أعراض العدوى الفطرية المهبلية الحكة الشديدة في المهبل أو الفرج، ووجود الإفرازات البيضاء الكثيفة التي تشبه الجبن، والاحمرار والتهيج في المنطقة، والألم أو الحرقة أثناء التبول أو الجماع. إذا كنت تعانين من هذه الأعراض يُفضل استشارة الطبيب لتأكيد التشخيص.
كيف يتم تحليل فطريات المهبل؟
يتم تحليل فطريات المهبل بأخذ عينة من الإفرازات المهبلية باستخدام مسحة قطنية معقمة، ثم فحص العينة تحت المجهر لرؤية الفطريات، ويمكن قياس درجة الحموضة المهبلية إذ تبقى الحموضة طبيعية (4.0-4.5) في حالة العدوى الفطرية، أو زرع العينة إذا لم تكن النتيجة واضحة لتحديد نوع الفطريات بدقة.
كيف يتم الفحص النسائي؟
يتضمن الفحص النسائي طرح الأسئلة الطبية لمعرفة الأعراض والتاريخ الطبي، وفحص الحوض، ويقوم الطبيب بفحص المهبل والفرج باستخدام أداة تُسمى المنظار المهبلي (Speculum) لمراقبة الإفرازات وأي علامات غير طبيعية، مع أخذ عينة من الإفرازات لتحليلها في المختبر. يستغرق الفحص بضع دقائق، وعادة يكون غير مؤلم، لكنه قد يُسبب انزعاجًا بسيطًا.
نهايةً، تُعد فحوصات العدوى الفطرية المهبلية أداة مهمة في تحديد سبب الأعراض المهبلية بدقة، وضمان الحصول على العلاج المناسب. استشارة الطبيب هي الخطوة الأولى لضمان التشخيص الصحيح والرعاية اللازمة.
