قد تعتقد أن صحة الفم تقتصر على الفم فقط، إلا أن هذا الاعتقاد غير دقيق تمامًا، فصحة أسنانك ولثتك تؤثر أيضًا على باقي أعضاء جسمك. لذا، من الضروري بذل كل ما في وسعك للحفاظ على صحة فمك، تمامًا كما تحافظ على صحتك العامة. عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على صحة اللثة، فإن أحد أهم الأمور هو الوقاية من أمراض اللثة أو التعامل معها إذا تم تشخيصك بها بالفعل. ولكن يمكن لنظامك الغذائي أيضا أن يؤثر على صحة لثتك وأسنانك. لذا سنتعرف في هذا المقال على الأطعمة التي تحافظ على صحة اللثة والأسنان.
أولًا ما هو مرض اللثة؟
مرض اللثة هو عدوى بكتيرية تصيب اللثة، وغالبًا ما تتطور نتيجة سوء نظافة الفم. عندما يتراكم البلاك والجير على الأسنان (نتيجة لقلة تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط بانتظام في المنزل)، فإنه يدفع اللثة بعيدًا عن سطح الأسنان، وهذا ما يشكل جيوبًا تتكاثر فيها البكتيريا الضارة وتصيب أنسجة اللثة. وإذا تُركت أمراض اللثة دون علاج، فقد تكون مؤلمة للغاية، وتؤدي إلى انحسار شديد في اللثة، وقد يصل بك الأمر أيضًا إلى فقدان أسنانك، بل وحتى إلى تدهور عظم الفك. إضافةً إلى ذلك، ارتبطت أمراض اللثة بمجموعة من المشاكل الصحية العامة الخطيرة الأخرى، مثل التهابات الجهاز التنفسي، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، والخرَف، ومشاكل الإنجاب، والتهاب المفاصل الروماتويدي، وغيرها.
الأطعمة التي تحافظ على صحة اللثة والأسنان
سواءً تم تشخيص إصابتك بالتهاب اللثة، أو أمراض اللثة، أو كنت ترغب ببساطة في الحفاظ على صحة فمك، فإن تناول الأطعمة التالية سيساعد جسمك على البقاء بصحة جيدة، ويحافظ على صحة لثتك وأسنانك أيضًا.
الأسماك الدهنية
تحتوي الأسماك الدهنية، مثل السلمون، على كميات كبيرة من أحماض أوميغا 3 الدهنية. هذه الأحماض مهمة لصحة الدماغ ووظائفه، كما أنها مضادة للالتهابات وتدعم جهاز المناعة، وتساعد في مكافحة الآثار السلبية لأمراض اللثة. كما تميل العديد من الأسماك، مثل أرجل السلطعون والروبيان، إلى أن تكون من أفضل مصادر الفلورايد الموجودة. يقدم الفلورايد فوائد عديدة لصحة الفم، فهو يقوي مينا الأسنان، ويمنع تسوس الأسنان، ويخفف من حساسية الأسنان.
المكسرات والبذور
تُعد المكسرات والبذور مصادر مهمة أخرى لأحماض أوميغا 3 الدهنية، فقط تأكد من مضغها بعناية، لأن هذه الوجبات الخفيفة قد تحتوي على بعض الحواف المدببة والخشنة التي قد تُهيّج أنسجة اللثة.
الحليب والجبن
تحتوي منتجات الألبان على إنزيمات مهمة مضادة للبكتيريا تُغلف الأسنان وتُساعد في تقليل البكتيريا في الفم. إن تناول كوب من الحليب أو تناول شريحة من الجبن يعد طريقة رائعة لحماية أسنانك، خاصة عندما لا تتمكن من تنظيف أسنانك بالفرشاة بعد تناول الطعام.
الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك
تعد الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك من الأطعمة التي تحافظ على صحة اللثة والأسنان، وتوجد هذه البكتيريا الصحية المعروفة باسم البروبيوتيك في بعض الأطعمة المخمرة مثل الزبادي، ومخلل الملفوف، والكيمتشي، والكفير. تساعد هذه البكتيريا الصحية على التحكم في أعداد البكتيريا الضارة التي تعيش داخل الفم، مما يحافظ على صحة اللثة.
العلكة الخالية من السكر
تحارب العلكة الخالية من السكر، التي تحتوي على إكسيليتول، البكتيريا الضارة وتحفز إنتاج اللعاب لتنظيف الأسنان واللثة من بقايا الطعام والبكتيريا، لذلك فهي تعتبر من الأطعمة التي تحافظ على صحة اللثة والأسنان.
الشاي الأخضر
يساعد احتساء كوب من الشاي الأخضر على مكافحة أمراض اللثة بفضل احتوائه على مضادات الالتهاب والفينولات التي تمنع نمو البكتيريا الضارة مع الحد من الالتهاب، كما يحتوي على الفلورايد الذي يحمي مينا الأسنان.
الفواكه والخضراوات
تحتوي الفواكه والخضراوات الطازجة على فيتامينات وعناصر غذائية تدعم جهاز المناعة، ولها خصائص مضادة للالتهابات، وتعزز الشفاء، مثل الفيتامين C والبيتا كاروتين، لذلك فهي تعتبر من الأطعمة التي تحافظ على صحة اللثة والأسنان. لتناول نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية، حاول تناول أكبر قدر ممكن من الخضراوات ذات الألوان المختلفة.
الدجاج
بسبب احتواء الدجاج على الإنزيم المساعد 10 (CoQ10) والكولاجين؛ فهو يُعتبر من أهم الأطعمة التي تحافظ على صحة اللثة والأسنان، إذ يُعدّ CoQ10 عاملاً مضادًا للالتهابات مهمًا، وقد ارتبط ارتباطًا مباشرًا بأمراض اللثة. والأشخاص الذين يعانون من نقص CoQ10 هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض اللثة. كما يُعد الكولاجين (الموجود غالبًا في جلد الدجاج) ضروريًا لقدرة الجسم على منع تدهور أنسجة اللثة الذي قد يحدث مع أمراض اللثة.
الماء
يُعد شرب كميات كبيرة من الماء أمرًا مهمًا لأسباب عديدة، ولكنه يساعد أيضًا على طرد البكتيريا وجزيئات الطعام التي تتغذى عليها من الفم، مما يعزز صحة اللثة.
تجنب هذه الأطعمة لصحة اللثة والأسنان
للحفاظ على صحة لثتك، يُفضل تجنب الأطعمة والمشروبات السكرية، بالإضافة إلى الكربوهيدرات المصنعة. تتغذى البكتيريا على السكريات الموجودة في هذه الأطعمة، مما يزيد من تفاقم أي عدوى. بالإضافة إلى تفاقم أمراض اللثة، فإن هذه الأنواع من الأطعمة تزيد أيضًا من خطر تسوس الأسنان وتسوسها. وتذكّر أن التدخين بكافة أشكاله يضر بصحة الأسنان واللثة.
الأسئلة الشائعة
ما أسرع علاج للثة؟
عندما يتعلق الأمر بأمراض اللثة، فإن الوقاية هي الخيار الأمثل دائمًا. أفضل طريقة للوقاية من أمراض اللثة هي تعزيز صحة اللثة من خلال الحفاظ على نظافة الفم الجيدة. يجب تنظيف الأسنان بالفرشاة مرتين يوميًا لمدة دقيقتين على الأقل، واستخدام خيط الأسنان مرة واحدة على الأقل يوميًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تعزيز صحة اللثة باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالفيتامينات والعناصر الغذائية المصممة لتقليل الالتهاب، والابتعاد عن التدخين، مع دعم دفاع الجسم الطبيعي ضد أمراض اللثة، أي الجهاز المناعي.
ما أفضل غذاء للثة؟
منتجات الألبان، مثل الحليب والجبن والزبادي، تساعد على زيادة إنتاج اللعاب، وبالتالي تعزيز صحة الفم. وكذلك الأطعمة التي تحتوي على الفلورايد مثل بعض منتجات الدواجن والمأكولات البحرية، فبهذه الطريقة يمكن إمداد اللثة والأسنان بالفلورايد بصورة طبيعية.
نصيحة من موقع صحتك
من المهم أن نتذكر أن الحفاظ على صحة اللثة والأسنان لا يعتمد فقط على استخدام معجون الأسنان وغسول الفم، بل أيضًا على اتباع نظام غذائي متوازن غني بالعناصر الغذائية الضرورية، والابتعاد عن التدخين. بالإضافة إلى ذلك، لا تنسَ أهمية زيارة طبيب الأسنان بانتظام للكشف المبكر عن أي مشاكل. تبدأ صحة فمك من نظامك الغذائي، فاهتم به لتتمتع بابتسامة صحية وجميلة.
