أنواع حشوات الوجه أو الفلر وتأثيراتها الجانبية

الفلر كلمة إنجليزية (Filler) تعني الامتلاء، وهي مواد إما صناعية أو طبيعية، تُحقن في مناطق الوجه التي تظهَر فيها الخطوط والتجاعيد وفي الأنسجة التي فَقدَت حجمها. والهدف من ذلك هو تخفيف مظهر التجاعيد وإعادة الحجم المفقود للوجه نتيجة التقدم في العمر. سنتحدث في هذا المقال عن أنواع حشوات الوجه أو الفلر .

معظم مواد حشوات الوجه أو الفلر المستخدَمة في الإجراءات التجميلية هي من النوع الذي يمتصه الجسم تدريجياً. ونتيجة لذلك، فإن تأثير هذه الحشوات ليس دائمًا، بل يستمر لفترة تتراوح بين عدة أشهر وعدة سنوات، ويَعتمد هذا على نوع الحشوة المستخدَمة وعلى استجابة جسم الشخص لها.

وتشير بيانات الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل إلى أن عدد عمليات حقن الوجه التجميلية التي أُجريت في عام 2017 بلغ 2.7 مليون عملية، مسجلاً زيادة قدرها 3% عن العام الذي سبقه.

أنواع حشوات الوجه أو الفلر

أصبح السوق العالمي مليئًا بحشوات الوجه أو الفلر. وعلى الرغم من أن الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية (AAD) تشير إلى أن العديد من حشوات الوجه تعطي نتائج فورية، ولكن بعضها الآخر قد يستلزم الخضوع لعلاجات عدة على مدى أسابيع أو أشهر للوصول إلى النتيجة المثالية، وبعد ذلك قد تكون هناك حاجة لبعض اللمسات الطفيفة. وتشمل حشوات الوجه أو الفلر المستخدَمة بشكل شائع ما يلي:

1. حمض الهيالورونيك (HA)

تُعد هذه المادة ذات القوام الهلامي مكونًا طبيعيًا في التركيبة الحيوية للجسم، ويُستفاد منها في التطبيقات التجميلية بهدف زيادة حجم الأنسجة الرخوة، كما هو الحال في منطقة الخدَّين، وتقليل وضوح الخطوط الدقيقة والتجاعيد، خاصةً تلك التي تظهر في محيط العينين والشفتين وعلى مستوى الجبهة.

من بين الأسماء التجارية المعروفة جوفيديرم وريستيلان. ويوضح تقرير المجلس الأمريكي لجراحة التجميل (ABCS) أن نتائج هذه الحشوات الجلدية مؤقتة، إذ يمتص الجسم حمض الهيالورونيك تدريجيًا، مما يجعل تأثيرها يستمر غالبًا ما بين 6 إلى 12 شهرًا. ومع ذلك، فقد طرأت تحسينات على هذه الحشوات، أدت إلى إمكانية استمرارها لمدة عام أو أكثر في بعض الحالات.

2. هيدروكسيلاباتيت الكالسيوم  (CaHA)

يتكوّن هذا الحشو من الكالسيوم الموجود على شكل جزيئات مجهرية، ممزوجة بنوع من الجل، ويحقن هذا المزيج بعد ذلك. وتشير الجمعية الأمريكية لجراحي التجميل إلى أن قوام هذا الجل الأكثر كثافة مقارنة بحمض الهيالورونيك يجعله أنسب للتصدي للتجاعيد العميقة.

3. حمض بولي-إل-لاكتيك

يتميز هذا الحمض القابل للتحلل الحيوي بقدرته على تحفيز إنتاج الكولاجين الطبيعي في البشرة، وهو ما يؤدي إلى زيادة تماسكه وتخفيف مظهر التجاعيد، على عكس المواد التي تملأ التجاعيد مؤقتًا. وتتميز هذه الحشوة بأنها تعطي نتائج تدريجية تستمر لمدة لا تقل عن عامَين، مما يجعلها من أنواع الحشوات شبه الدائمة.

4. بولي ميثيل ميثاكريلات  (PMMA)

تُستخدم مع هذه الحشوات كريات صغيرة تُعرف بالكريات المجهرية بالإضافة إلى الكولاجين، وهما عنصران يساهمان في إضفاء مظهر أكثر امتلاءً على الجلد. وعلى الرغم من أنه يروَّج لها على أنها دائمة وتستمر نتائجها لخمس سنوات، فإن الأطباء غالبًا لا يفضلونها كخيار أول. كما أن الحشوات الجلدية ذات المفعول الطويل تترافق بمعدلات مضاعفات أعلى، كالإصابة بالعدوى وتكوّن العُقيدات، مقارنة بغيرها.

5. حقن الدهون الذاتية (ترقيع الدهون)

تتضمن هذه التقنية استخلاص الدهون من مناطق معينة في الجسم، كالأرداف على سبيل المثال، ثم معالجتها وحقنها بدقة في مناطق الوجه المستهدَفة لزيادة حجمها وملء الفراغات فيها. وتُزال هذه الدهون من مصدرها عادة بإجراء شفط الدهون. يتضمن هذا الإجراء إدخال أنبوب مجوَّف دقيق من خلال شقوق جلدية صغيرة، ومن ثم شفط الدهون الزائدة من الجسم وحقنها في المناطق المستهدَفة.

يتميز إجراء حقن الدهون بنتائج طويلة الأمد في أغلب الأحيان، ولكنه يستلزم تخدير المريض، وقد يحتاج التعافي منه مدة تتراوح بين أسبوع وأسبوعين.

الجانب المظلم لحشوات الوجه أو الفلر

تفيد الأكاديمية الأمريكية للأمراض الجلدية بأن الأعراض الجانبية التالية، والتي غالبًا ما تظهر حول مكان الحقنة، قد تكون آنية، لكنها تتلاشى عادةً في غضون ما بين سبعة أيام وأربعة عشر يومًا:

• احمرار.
• تورم.
• ألم.
• كدمات.
• حكة.
• طفح جلدي.

الآثار الجانبية النادرة

على الرغم من أنها أقل شيوعًا، يجب أن يكون الشخص الذي سيستخدمها على دراية بالآثار الجانبية التالية:

• عدوى.
• تسرب مادة الحشو من خلال موقع الحقن.
• ظهور عقيدات حول موقع الحقن، والتي قد تحتاج إلى إزالتها جراحيًا.
• ظهور أورام حبيبية، وهي نوع من رد الفعل الالتهابي للحشو.
• تحرك مادة الحشو من منطقة إلى أخرى.
• إصابة الأوعية الدموية.
• العمى، الذي يحدث عند حقن الحشوة في أحد الشرايين، مما قد يعوق تدفق الدم إلى العينين.
• موت الأنسجة، مرة أخرى بسبب انسداد تدفق الدم في منطقة العلاج.

احتياطات السلامة عند الخضوع لإجراء حشوات الوجه أو الفلر

لضمان سلامتك عند التفكير في حشوات الوجه أو الفلر من المهم اتخاذ الإجراءات التالية، على الرغم من أن هذه العلاجات تعتبر آمنة بشكل عام:

• للحصول على حشوات آمنة وفعالة، من الضروري الاستعانة بطبيب مرخص ومؤهل تأهيلاً عالياً، سواء كان طبيب أمراض جلدية أو جراح تجميل لديه خبرة في هذا المجال.
• لضمان سلامتك وفعالية الإجراء، يجب أن يتم إجراء الحشو في مركز طبي متخصص وليس في مكان غير مجهَّز مثل منزل أو كشك تسوق.
• من المهم أن تسأل المختص عن خبرته تحديدًا بنوع الحشو الذي اخترته، فكلما زادت ممارسته به، كان ذلك في صالحك.
• من الضروري عدم شراء مواد الحشو عبر الإنترنت. يجب الحصول عليها حصريًا من متخصص طبي مؤهل.
• تأكد من أن حقنة الحشوة التي ستستخدم في علاجك مغلقة بإحكام وتحمل العلامات التعريفية الصحيحة، لذا تفحصها جيدًا قبل الإجراء.
• لضمان السلامة، يجب أن تكون الحشوة المستخدَمة معتمَدة من قِبل الهيئات الصحية لهذا الاستخدام المحدد.
• يُستحسن أن تكون ملمًا بالمخاطر والآثار الجانبية التي قد تصاحب الإجراء.
• لضمان سلامتك، من الضروري أن تقرأ مكونات الحشوة المستخدَمة. إذا كنت تعرف أن لديك حساسية لأي منها، مثل الكولاجين، فلا تغامر بحقنها.
• يرجى التأكد من إخبار طبيبك بجميع الأدوية والمكملات الغذائية التي تستخدمها. بعض هذه المواد قد تتفاعل مع مكونات الحشوات أو قد تؤثر سلبًا على قدرة دمك على التجلط بشكل طبيعي.

عوامل يجب الانتباه إليها قبل اللجوء لإجراء حشوات الوجه أو الفلر

لا تستخدم حشوات الوجه أو الفلر في الحالات التالية:

• بشرتك ملتهبة لأي سبب (على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من طفح جلدي، أو حَبّ الشباب النشط، أو الشرى، وما إلى ذلك).
• لديك حساسية تجاه أي من مكونات الحشو (اقرأ الملصق).
• لديك اضطراب في تخثر الدم وقد تتعرض للنزيف.
• في حال كنتِ حاملًا أو مرضعًا أو كان عمرك أقل من 18 عامًا، يجب تجنب استخدام هذا المنتج لعدم وجود دراسات كافية حول سلامته لهذه الفئات.
• قد تظهر على بشرتك ندوب، مثل وجود علامة أو فرط نمو في الأنسجة الندبية.

هل توجد بدائل لحشوات الوجه

لمقاومة شيخوخة الوجه وتجاعيده، توجد إجراءات تجميلية عديدة تختلف في فعاليتها. من بين الأكثر شيوعًا:

1. المستحضرات الموضعية التي  تساهم في تقليل الخطوط الدقيقة عن طريق تعزيز صحة خلايا الجلد. بينما تعتمد مستحضرات أخرى على مواد مهيجة لطيفة لإحداث تورم مؤقت في مناطق جلدية مثل الشفاه، مما يمنحها مظهراً ممتلئاً.
2. التقشير الدقيق للجلد  وهو عملية تَستخدم أداة تبث جزيئات كاشطة لصقل السطح الخارجي، وإظهار طبقة جلد أملس. هذا الإجراء يساعد في شد الجلد وتقليل التجاعيد.
3. كشط الجلد ويعمل هذا الإجراء على كشط الطبقة العليا من الجلد لتنعيم البشرة وتقليل التجاعيد والندوب، مما يؤدي إلى بشرة أكثر نضارة.
4. التقشير الكيميائي وفيه  تُوضع مواد كيميائية على الجلد بهدف تقشير وإزالة الطبقة الخارجية الميتة، ليُكشف بذلك عن طبقة جلدية جديدة وأكثر نضارة.

نصيحة من موقع صحتك حول استخدام حشوات الجلد أو الفلر

غالبًا ما تكون الحشوات المعتمَدة من قِبل إدارة الغذاء والدواء والتي يتم حقنها بواسطة أخصائيين ذوي خبرة إجراءً آمنا. وينصح الأطباء عمومًا بتجنب تدليك موضع الحقن أو تعريضه للحرارة أو البرودة الشديدة بعد الحقن مباشرة (مثل الساونا أو التزلج في الطقس البارد).

قد تخفف الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية، مثل مضادات الهيستامين ومضادات الالتهاب، من الاحمرار والحكة. واستشر طبيبك عند ظهور علامات عدوى كالحرارة أو الصديد أو سخونة واحمرار الجلد.

في حال واجهت صعوبات في الرؤية أو التنفس، أو شعرت بألم شديد، أو أي أعراض أخرى تثير قلقك أو عدم ارتياحك، فاطلب عناية طبية فورية.