من أكثر المواقف التي تُقلق الأهل سماع طفلهم يشكو من ألم في المنطقة الحساسة. فسواء كان الألم في العضو الذكري (Penis) أو في الخصيتين (Testicles) أو كيس الصفَن (Scrotum)، يبقى الأمر مزعجًا ومحيرًا.
يَحدث ألم العضو الذكري عند الأطفال لأسباب متعددة، منها البسيط الذي يزول تلقائيًا، ومنها ما يستدعي التوجه للطبيب فورًا. في هذا المقال سنستعرض أبرز الأسباب الشائعة وراء ألم العضو الذكري عند الأطفال ، ونتعرف على الأعراض المرافقة وطرق التشخيص والعلاج:
أسباب ألم العضو الذكري عند الأطفال
من أسباب ألم العضو الذكري عند الأطفال الآتي:
التواء الخصية (Testicular Torsion)
التواء الخصية من أخطر الأسباب التي قد تؤدي إلى ألم العضو الذكري عند الأطفال . يَحدث ذلك عندما تلتف الخصية على نفسها، مما يقطع تدفق الدم إليها. وغالبًا ما تصيب هذه الحالة الأطفال في سن 12 إلى 18 عامًا، لكنه ممكن الحدوث في أي عمر. يُعد هذا الوضع حالة طبية طارئة (Medical Emergency) تتطلب جراحة عاجلة لإنقاذ الخصية قبل أن تموت بسبب نقص ترويتها الدموية.
أعراض التواء الخصية
-
ألم حاد ومفاجئ في إحدى الخصيتين.
-
غثيان أو تقيؤ.
-
ألم في البطن.
-
ارتفاع مكان الخصية المصابة أو ميلها بشكل غير طبيعي.
-
تورم واحمرار واضح في كيس الصفن.
يتم التشخيص عبر فحصٍ بالأشعة فوق الصوتية (Ultrasound) لتقييم تدفق الدم. وفي حال انقطاع الدم، يجب إجراء عملية فورية لإعادة تدفقه. إن تأخر العلاج أكثر من 6 ساعات قد يؤدي إلى فقدان الخصية نهائيًا، لذا يُنصح الأهل بالتوجه للطوارئ فورًا عند ملاحظة أي ألم حاد فيها.
التواء زائدة الخصية
في بعض الحالات، لا يكون الألم بسبب التواء الخصية نفسها، بل بسبب التواء زائدة صغيرة فوقها تُسمى الزائدة الخصوية (Appendix Testis). تُسبب هذه الحالة ألم العضو الذكري عند الأطفال بشكل مفاجئ، لكنها ليست خطيرة ولا تحتاج إلى جراحة.
قد تظهَر علامة زرقاء صغيرة على الجلد تُعرف باسم "العلامة الزرقاء" (Blue Dot Sign) يتم تأكيد التشخيص بالأشعة فوق الصوتية للتأكد من سلامة تدفق الدم إلى الخصية. يُعالج هذا الألم بمسكنات مثل الأسيتامينوفين/البنادول (Acetaminophen) أو الإيبوبروفين (Ibuprofen)، ويزول عادة خلال أيام.
التهاب البربخ أو التهابات المسالك البولية
البربخ (Epididymis) هو أنبوب صغير خلف الخصية يخزِّن الحيوانات المنوية. عندما يلتهِب، يسبب حدوث ألم العضو الذكري عند الأطفال وظهور تورم في جهة واحدة من كيس الصفَن. عند الأطفال الصغار، يكون السبب غالبًا هو رجوع البول من الإحليل (Urethra) إلى البربخ، خاصة عند تأجيل التبول لفترات طويلة. أما عند المراهقين، فقد يكون السبب عدوى بكتيرية مثل التهاب المسالك البولية أو بسبب عدوى منقولة جنسيًا (STI). الأعراض:
-
ألم أو حرقة أثناء التبول.
-
تورم أو احمرار في كيس الصفن.
-
أحيانًا إفرازات بيضاء أو عكرة من فتحة البول.
يُشخّص الطفل بتحليل بول وأشعة صوتية، ويُعالَج بالمضادات الحيوية ومسكنات الألم والعلاج المبكر يمنع المضاعفات كالعقم والالتهابات المتكررة.
اضطرابات عضلات الحوض
ليست كل حالات ألم العضو الذكري عند الأطفال ناتجة عن مشكلات في الخصية أو العضو نفسه، فقد تكون مرتبطة بعضلات الحوض. تحدث هذه الحالة عندما تفقد العضلات التي تتحكم في التبول والإخراج توازنها، فإما تكون ضعيفة جدًا أو مشدودة أكثر من اللازم.
من العلامات المرافقة لهذه الحالة: الإمساك (Constipation) وصعوبة التبول، إذ يؤدي تراكم البراز إلى حدوث ضغط على الأعصاب في منطقة الحوض مما يسبب الألم. العلاج يشمل:
-
علاج طبيعي لعضلات الحوض (Pelvic Floor Physical Therapy).
-
أدوية لعلاج الإمساك.
-
تحديد جدول منتظم للتبول كل ساعتين إلى ثلاث ساعات.
يُساعد هذا العلاج على استرخاء العضلات وتقليل الألم تدريجيًا.
حصوات الكلى
في بعض الأحيان، يكون مصدر ألم العضو الذكري عند الأطفال من الكلى وليس من العضو نفسه. عندما تتحرك حصاة صغيرة في الحالب (Ureter)، تسبب انسدادًا في تدفق البول، وألمًا يمتد إلى الخصية أو العضو الذكري. تشمل الأعراض:
-
ألم في الجنب أو أسفل البطن.
-
غثيان أو تقيؤ.
-
حرقة أو تكرار التبول.
تُشخّص الحالة عبر الأشعة فوق الصوتية أو التصوير المقطعي (CT Scan). قد تُستخدم أدوية مثل "تامسولوزين" (Tamsulosin) لتسهيل مرور الحصاة، وإذا كانت الحصاة كبيرة أو تسببت بعدوى، قد يحتاج الطفل إلى تدخل جراحي.
مشاكل القلفة
عند الأولاد غير المختونين، قد تسبب القلفة (Foreskin) حدوث مشكلات تؤدي إلى ألم العضو الذكري عند الأطفال. من أبرزها:
-
ضيق القلفة (Phimosis)، عندما تكون القلفة ضيقة جدًا ولا يمكن سحبها إلى الخلف. هذا طبيعي عند الأطفال الصغار لكنه قد يحتاج تقييمًا إذا سبب ألمًا أو صعوبة في التبول.
-
التهاب القلفة والحشفة (Balanitis Xerotica Obliterans - BXO)، يَحدث بسبب احتباس البول تحت القلفة مما يؤدي إلى التهابها. تَظهَر أعراض مثل: احمرار، ألم، وندبات بيضاء حول رأس القضيب. العلاج يكون بتنظيف لطيف واستخدام كريمات موضعية.
-
انحباس القلفة خلف الرأس (Paraphimosis)، حالة طارئة حين تَعلق القلفة خلف رأس القضيب مسببة انتفاخًا ولونًا أحمر أو بنفسجيًا. يجب الذهاب للطبيب فورًا لإرجاع القلفة إلى مكانها الطبيعي.
متى يجب زيارة الطبيب؟
من المهم للأهل معرفة متى يكون ألم العضو الذكري عند الأطفال حالة طارئة. يُنصح بالتوجه إلى الطبيب أو قسم الطوارئ فورًا في الحالات التالية:
-
ألم حاد ومفاجئ في الخصية.
-
انتفاخ أو احمرار في القضيب أو كيس الصفن.
-
تقيؤ أو ألم في البطن مع ألم في المنطقة الحساسة.
-
وجود دم في البول أو صعوبة في التبول.
-
بعد إصابة مباشرة في المنطقة.
حتى لو لم يكن الألم شديدًا، من الأفضل فحص الطفل لاستبعاد الأسباب الخطيرة.
جدول تلخيصي لأهم الحالات وأعراضها:
| الأعراض | ما يجب فعله | كيفية التشخيص | طريقة العلاج | الحالة |
|
ألم شديد ومفاجئ في خصية واحدة، غثيان أو تقيؤ، ألم بالبطن، ارتفاع أو ميلان الخصية، تورم واحمرار |
التوجه فورًا إلى قسم الطوارئ | فحص بالأمواج فوق الصوتية يُظهر انقطاع تدفق الدم إلى الخصية | جراحة عاجلة لفك الالتواء | التواء الخصية |
|
ألم حاد في خصية واحدة، ظهور بقعة زرقاء صغيرة |
زيارة قسم الطوارئ لاستبعاد التواء الخصية | أشعة تُظهر تدفق دم طبيعي إلى الخصية لكن تورم الزائدة | مسكنات مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين | التواء الزائدة الخصوية |
|
ألم واحمرار أو تورم في خصية واحدة أو الاثنتين، ألم عند اللمس، قد يرافقه التهاب بولي |
الذهاب للطوارئ لاستبعاد الالتواء والعدوى | الفحص بالموجات فوق الصوتية يُظهر زيادة تدفق الدم | مسكنات، مضادات حيوية عند الحاجة | التهاب البربخ |
|
إمساك، صعوبة في التبول أو التغوط، ألم في الحوض أو الأعضاء التناسلية |
مراجعة طبيب الأطفال أو اختصاصي المسالك البولية | فحص سريري وتاريخ طبي | علاج طبيعي، أدوية للإمساك، تنظيم أوقات التبول | خلل عضلات الحوض |
|
ألم في الجنب أو البطن، ألم في الصفَن، غثيان أو دم في البول |
الذهاب للطوارئ | فحص أشعة للكلى أو تصوير مقطعي | مسكنات، تامسولوسين، أو جراحة إذا لزم الأمر | حصى الكلى |
نصائح مهمة للأهل
من أهم النصائح التي قد نقدمها للأهل:
-
يجب التعامل مع ألم العضو الذكري عند الأطفال بجدية وعدم الانتظار لمعرفة ما إذا كان سيتحسن وحده.
-
علِّموا أطفالكم أن التحدث عن الألم في هذه المنطقة أمر طبيعي وليس مُحرجًا.
-
حافظوا على نظافة المنطقة الحساسة وجفافها دائمًا.
-
شجعوا الطفل على التبول بانتظام لتجنب احتباس البول.
-
راقبوا أي تغير في شكل الخصيتين أو لون الجلد.
-
لا تَستخدموا أي أدوية أو مراهم دون استشارة الطبيب.
ألم العضو الذكري عند الأطفال عرض شائع لكنه قد يخفي وراءه أسبابًا متعددة تتراوح بين البسيطة والخطيرة. الفحص المبكر والاهتمام بالأعراض هي أفضل وسيلة لحماية صحة الطفل. في معظم الأحيان يكون السبب بسيطًا ويُعالج بسهولة، لكن الوعي والتصرف السريع قد يُنقذ خصية الطفل أو يمنع مضاعفات طويلة الأمد. تذكّر دائمًا أن راحة طفلك وسلامته تستحقان كل انتباه، وأن ألم العضو الذكري عند الأطفال يجب ألا يُهمل أبدًا.
