منذ اكتشاف الجراثيم عام 1644، كان العالَم يخوض معركة فوضوية مع الجراثيم، فقد وجد الإنسان أن الجراثيم أكثر خطراً وإزعاجاً من البعوض.
ولكن 99% من الجراثيم غير ضارة، فهي كائنات حية دقيقة، لها فوائد حيوية للإنسان والبيئة. إنما نسبة ال 1% هي التي تسبب المشاكل الصحية، وتتمتع بهذه السمعة السيئة في جميع أنحاء العالم.
غالباً ما تكون الجراثيم هي المسبب الأول للأمراض، مثل البكتيريا الضارة المنتشرة في الماء والهواء، والتي تتواجد بشكل طبيعي على الأسطح العامة الشائعة، مثل مقابض الأبواب، وأزرار المصاعد، ونوافير الشرب، وعربات البقالة. والأخطر أن هذه الكائنات غير مرئية، وهذا ما يزيد من خطورتها، وصعوبة محاربتها، والوقاية منها.
سنوضح في هذا المقال أكثر الأماكن العامة التي تتركز وتتجمع فيها الجراثيم، للتعامل معها بشكل حذر، وهي على النحو الآتي:
-
شاشات اللمس
وجدت بعض الدراسات أن بعض الأنواع الممرضة من الجراثيم تتكاثر على شاشات اللمس، وتوصّلت الاختبارات التي أُجرِيت على شاشات اللمس في ثمانية مطاعم للوجبات السريعة، إلى أن التكاثر الأكبر كان للبكتيريا البرازية التي تسمى (Enterococcus faecalis)، بالإضافة إلى المكورات العنقودية التي يمكن أن تسبب تسمم الدم. من الأفضل أن تقف في طابور الانتظار والطلب مباشرة من الكاونتر، تجنب الطلب عن طريق شاشات اللمس.
-
مجففات اليد
في كل مرة تذهب بها إلى الحمام، يتطاير رذاذ من القطرات المليئة بالبكتيريا في هواء الحمام، فأين تذهب كل هذه الجراثيم؟ الاعتقاد السائد أنها تَعْلَق في المجفف الهوائي القديمِ الطراز المثبت على الحائط. تقول دراسة جديدة إن هذه المجفّفات بالهواء الساخن تنشر الجراثيم مع كل نفخة من الهواء. لكن هل ينطبق ذلك أيضاً على المجففات النفاثة الحديثة؟
يقول مجموعة من الباحثين إن هذه المجففات الحديثة تُطلِق الجراثيم في الهواء بسرعة، لكنّ صانعيها يقولون إن هذه المجففات مزودة بفلتر خاص لمنع ذلك. ومع ذلك، يعتبر استخدام المناشف الورقية القديمة أكثر أماناً.
-
حمامات السباحة
قد تحتوي الحديقة المائية المليئة بالأطفال على 22 رطلاً من البراز تطفو حولها، كما يمكن للصغار حمل ما يصل إلى 10 جرامات من البراز المتبقي والمتراكم حول فتحة الشرج. لا يمكنك أن تضمن نظافة حمامات السباحة، حتى وإن كانت تُغْسل وتُعقّم بالكلور، فكل هذا البراز يتراكم، ولا يمكن للكلور أن يقتل كلَّ الجراثيم. أفضل الخيارات وأقلها ضررًا أن تحاول ألا تبتلع من مياه حمام السباحة شيئًا.
-
الصالات الرياضية
عليك التأكد من أن صالة الألعاب الرياضية التي ترتادها توفر طريقة فعالة لتنظيف وتعقيم المعدات قبل استخدامها. على الرغم من أنه من المفيد الذهاب للصالات الرياضية للتمتع بصحة جيدة، فإنها تعتبر موطنًا لمجموعة واسعة من الجراثيم، وذلك لأن البكتيريا تنتقل من الجلد إلى أي شيء نلمسه. أظهرت إحدى الدراسات أن الأوزان، ومقابض آلات التمرين كانت موطناً لأنواع شائعة من الجراثيم.
-
قوائم الطعام الخاصة بالمطاعم
قد تحتوي بعض هذه القوائم على بكتيريا أكثر 100 مرة من مقعد المرحاض. على الرغم من أن كثيرًا من الناس يلمسون تلك القوائم، فإن معظمها لا يتم مسحه إلا مرة واحدة فقط في اليوم، وعادة ما يتم مسح تلك القوائم بقطعة قماش غير نظيفة. بناء على ذلك، ينصح بعدم غسل اليدين قبل الجلوس في مطعم، بدلاً من ذلك، قم بغسل اليدين بعد الانتهاء من الطلب، وإعادة قائمة الطعام لمقدم الخدمة في المطعم.
-
صنابير المياه
فكِّر مرتين قبل أن تسمح لطفلك بشرب المياه من صنابير ونوافير المياه الخاصة بالمدرسة، فيمكن أن يكون صنبور الماء هذا أقذر من الحمام، وذلك لأن الحمامات يتم تنظيفها بانتظام، لكن هل سبق لك أن رأيت شخصاً ينظف صنبور مياه الشرب؟
بدلاً من ذلك، عليك أن ترسل مع طفلك زجاجة مياه خاصة به، وعلى الصعيد الشخصي، اهتم بحمل زجاجة مياه خاصة بك عندما تكون خارج المنزل.
-
موزِّعات الصابون
هذه المضخات الرغوية هي أرض خصبة للبكتيريا. لذا، عليك فرك يديك لمدة 20 ثانية على الأقل، أو احمل معك معقم اليدين. قبل أن تلمس مقبض الباب، فكِّرْ بعدد الأشخاص الذين لا يغسلون أيديهم بعد استخدام الحمام. يوضح مَرْكَز السيطرة على الأمراض أن 31% فقط من الرجال و65% من النساء يفعلون ذلك.
-
عربات التسوق
يمكن أن يكون مقبض عربة التسوق موطناً لملايين الكائنات الدقيقة، بما في ذلك الجراثيم القادمة من بعض المنتجات التي يتم وضعها في عربة التسوق، وعلى رأسها اللحوم النيئة. لذا، تقدم العديد من المتاجر مناديل مبللة مضادة للبكتيريا لمسح مقابض العربات قبل استخدامها.
-
أزرار المصاعد
إذا كنت تأخذ حِذرَك من لمس مقابض الأبواب، فعليك أن تحذر أيضاً من أزرار المصاعد. الأفضل أن تضغط على الزر بكوعك، أو أن تستخدم الدرج، أو استخدام معقم اليدين بعد لمس أزرار المصعد.
-
غرف الفنادق
هناك عدد غير قليل من الأدوات التي يتم إضافتها إلى غرف الفنادق. جهاز التحكم بالتلفاز عن بعد هو أكثر العناصر احتواءاً على الجراثيم، لذا عليك مسحه بشكل سريع قبل لسمه أو استخدامه. من مصادر الجراثيم الأخرى في غرف الفنادق: مفتاح المصباح بجانب السرير، مجفف الشعر، الهاتف، كؤوس الشرب غير المغلفة.
-
الملاعب
نادراً ما يتم تنظيف الملاعب، خاصة ساحات لعب الأطفال. يعتبر صندوق الرمل أكثر الأماكن شيوعاً لتكاثر الجراثيم، كما أن البكتيريا لا تحب شيئاً أكثر من الاختباء في الأماكن الدافئة والرطبة. تكون هذه الأماكن عادة مجهزة بالمناديل المبللة ومطهرات اليد، لتسمح للوافدين إليها باستخدامها قبل وبعد لمس أماكن اللعب.
-
أجهزة الصراف الآلي
تحتوي لوحات المفاتيح الخاصة بأجهزة الصراف الآلي والباب الدوّار الخاص بعملاء البنوك على كثير من الجراثيم. يمكن أن يعيش فيروس الإنفلونزا على الأوراق النقدية لمدة 17 يومًا، لكن يصعب استخدام القفازات أو المناديل الورقية في التعامل مع المال.
أما بالنسبة لأجهزة الصراف الآلي، فتَأْمَلُ الشركات في طرح شاشات تعمل باللمس مزوّدة بزجاج مضاد للميكروبات، لمحاربة انتقال فيروس البرد والإنفلونزا. مع ذلك، فإن أفضل وقاية لك في الوقت الحالي هي الضغط على أزرار الصراف الآلي باستخدام قلم، وتنظيف الأصابع بمحلول مطهر إذا اضطررت لاستخدامها في هذه الأجهزة.
المصادر: