غالبًا ما يفترض الناس أن فقدان الذاكرة والخرف هما نفس الشيء، ولكن هناك أعراض وعلامات رئيسية أخرى يجب البحث عنها. يختلف كل شخص مصاب بالخرف عن الآخر، وتعتمد كيفية تأثير المرض عليهم على المناطق الأكثر تضرراً في دماغهم. نبين فيما يلي أعراض الخرف التي قد لا يعرفها البعض، ونقدم نصائح للتعامل مع مصاب بالخرف.
أعراض الخرف الأقل شهرة
فيما يلي بعض أعراض الخرف التي قد لا يربطها الكثير منا بهذه الحالة:
- مشاكل في الحركة: قد يسبب الخرف مشاكل في الحركة في البيئة من حولنا، فقد تصبح أشياء مثل الانزلاقات والتعثرات والسقوط أكثر شيوعاً. قد تبدأ بملاحظة أن الشخص مثلاً يمشي بجر قدميه على الأرض ودون رفع ساقيه.
- مشاكل في العثور على الكلمات: قد تلاحظ أن الشخص يلاقي صعوبة في متابعة محادثة، أو أنه غير قادر على العثور على الكلمات الصحيحة. في بعض الأحيان قد يستخدم الشخص كلمة ذات صلة، ولكنها غير صحيحة تماماً مثل كلمة صحن بدلاً من كلمة صينية، وهذا ما يسمى بالحبسة، وقد يؤثر ذلك على الأسماء أيضاً، حتى مع الأشخاص الذين يعرفهم جيداً.
- مشاكل في الوقت: قد يكون فقدان القدرة على تتبع الوقت هو بسبب فقدان الذاكرة، أو بسبب فقدان الدماغ القدرة على قراءة الساعة غير الرقمية. في الواقع، يمكن للأطباء استخدام اختبار الساعة لتحديد أعراض الخرف المبكرة، إذ يُطلب من الشخص رسم عقارب ساعة فارغة في وقت معين.
- تغيرات في الشخصية أو الحالة المزاجية: يتحكم الفص الجبهي في أشياء مثل قدرتنا على التركيز والتحكم في الانفعالات والعاطفة، لذلك عندما تتضرر الخلايا في هذه المنطقة قد يتسبب ذلك في حدوث تغيرات في شخصية المصاب. يختلف كل منا عن الآخر، وهذا ما يجعل تجربة الخرف متنوعة للغاية، فإذا كنت تلاحظ تغيرات جذرية في شخصيتك وسلوكك المعتاد، فتحدث إلى طبيبك عن مخاوفك.
- فقدان البصر: يمكن لبعض حالات الخرف النادرة مثل ضمور القشرة الخلفية أن تتلف الجزء المسؤول عن فهم الصور التي نراها في الدماغ، وقد يؤدي ذلك إلى فقدان البصر، حتى لو كانت العين نفسها تبدو سليمة.
- المشاكل الحسية: غالباً ما لا يتم الإبلاغ عن هذه المشاكل ولا يتم التعرف عليها كعرَض من أعراض الخرف. قد يعاني الأشخاص من مشاكل في إدراك العمق والوعي المكاني أو الحساسية للضوضاء أو ملاحظة تغيرات في التذوق والشم.
- الهلوسات: مع بعض أنواع الخرف، مثل الخرف المصحوب "بأجسام ليوي"، من المحتمل أن يعاني الشخص من الهلوسة أو الأوهام. قد يكون ذلك رؤية ألوان أو أشخاص أو أشياء غير موجودة أو حتى هلوسات سمعية مثل سماع أصوات غير موجودة.
نصائح للرعاية اليومية للأشخاص المصابين بالخرف
في مرحلة مبكرة من الخرف المرتبط به، يعاني المصابون بتغيرات في التفكير والتذكر والاستدلال بطريقة تؤثر على الحياة اليومية والأنشطة اليومية. فيما يلي بعض النصائح للتعامل مع ذلك:
- حاول الحفاظ على الروتين، مثل الاستحمام وارتداء الملابس، وتناول الطعام في الوقت نفسه كل يوم.
- ساعد الشخص على تدوين قوائم المهام والمواعيد والأحداث في دفتر ملاحظات.
- خطط للأنشطة التي يستمتع بها الشخص وحاول القيام بها في الوقت نفسه كل يوم.
- فكر في وضع نظام أو تذكير لمساعدة أولئك الذين يجب عليهم تناول الأدوية بانتظام.
- عند ارتداء الملابس أو الاستحمام، اسمح للشخص بالقيام بذلك بنفسه قدر الإمكان.
- اشترِ ملابس فضفاضة ومريحة وسهلة الاستخدام، مثل الملابس ذات الأحزمة المطاطية على الخصر أو الأربطة القماشية أو السحابات الكبيرة بدلاً من أربطة الحذاء أو الأزرار أو الأبازيم.
- استخدم كرسي استحمام قويًا لدعم الشخص غير المتوازن ولمنع السقوط.
- أخبر الشخص بما ستفعله خطوة بخطوة أثناء مساعدته على الاستحمام أو ارتداء ملابسه.
- قدم الوجبات في مكان ثابت ومألوف وامنح الشخص وقتاً كافياً لتناول الطعام.
نصائح للتغييرات في التواصل والسلوك للأشخاص المصابين بالخرف
قد يكون التواصل صعباً على الأشخاص المصابين بالخرف لأنهم يواجهون صعوبة في تذكر الأشياء. إليك بعض النصائح للتعامل مع ذلك:
- احرص على طمأنة الشخص، وتحدث بهدوء، واستمع إلى مخاوفه، ومشاعره، حاول إظهار تفهمك إذا كان الشخص غاضبًا أو خائفًا.
- اسمح للشخص بالاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من السيطرة على حياته.
- احترم المساحة الشخصية للشخص.
- خصص أوقاتًا هادئة في اليوم، إلى جانب الأنشطة.
- احتفظ بأشياء وصور فوتوغرافية محبوبة في المنزل لمساعدة الشخص على الشعور بمزيد من الأمان.
- ذكّر الشخص بهويتك إذا لم يتذكر، ولكن حاول ألا تستخدم كلمة "ألا تذكر؟"
- شجع المصاب على إجراء محادثة ثنائية لأطول فترة ممكنة.
- حاول تشتيت انتباه الشخص بنشاط ما، مثل كتاب مألوف أو ألبوم صور مألوف، إذا كنت تواجه مشكلة في التواصل بالكلمات.
نصائح للسلامة المنزلية للأشخاص المصابين بالخرف
بصفتك مقدم رعاية أو أحد أفراد أسرة شخص مصاب بالخرف، يمكنك اتخاذ خطوات لجعل المنزل مكاناً أكثر أماناً. يمكن أن تساعد إزالة المخاطر وإضافة ميزات السلامة في جميع أنحاء المنزل في منح الشخص حرية أكبر في التنقل بشكل مستقل وآمن. جرب هذه النصائح:
- تأكد من تركيب درابزين على سلالم من جهة واحدة على الأقل، وافرش أرضيات السلالم بالسجاد أو شرائط الأمان على السلالم، أو ضع علامة على حواف الدرجات بشريط ملون بألوان زاهية حتى تكون أكثر وضوحاً.
- ضع مقابس الأمان في المنافذ الكهربائية غير المستخدمة، واستخدم أقفال أمان على أبواب الخزائن.
- أزل الأغراض غير المستخدمة وأزل قطع السجاد الصغيرة والأسلاك الكهربائية وغيرها من الأغراض التي قد يتعثر بها الشخص.
- تأكد من أن جميع الغرف والمناطق الخارجية التي يزورها الشخص مزودة بإضاءة جيدة.
- غيّر السجاد أو الستائر ذوات الأنماط المزدحمة التي قد تربك الشخص.
- أزل أو أغلق على منتجات التنظيف والمنتجات المنزلية، مثل مخفف الطلاء وأعواد الثقاب.
الأسئلة الشائعة
هل فقدان الذاكرة هو العلامة الوحيدة للخرف؟
لا، إذ يمكن أن يسبب الخرف أيضاً مشاكل في الحركة، وصعوبات في العثور على الكلمات، وتغيرات في المزاج، ومشاكل حسية (الرؤية والسمع)، وحتى الهلوسات. تختلف الأعراض بناءً على مناطق الدماغ المصابة.
كيف يمكنني التعرف على علامات الخرف المبكرة؟
انتبه للصعوبات في ضبط الوقت (الفشل في اختبار رسم الساعة على سبيل المثال)، أو التحولات في الشخصية أو التغيرات الحسية غير المبررة، وإذا ظهرت الأعراض، استشر طبيباً، فالخرف ليس حالة طبيعية مع التقدم في السن بل ناتج عن حالة عضوية في الدماغ.
نصيحة من موقع صحتك
قد يكون اتخاذ قرارات الرعاية الصحية لشخص لم يعد قادرًا على القيام بذلك أمرًا مربكًا، وصعباً للغاية، ولهذا لا يجب أن تنسى أن تعتني بنفسك أيضاً، واحرص على الاهتمام بصحتك البدنية والنفسية، وحاول خذ استراحات قدر الإمكان، ومارس هواياتك وأنشطتك المحببة كلما أتيحت لك الفرصة.