أضرار الميكروويف .. هل التسخين بالميكروويف ضار فعلاً؟

يستخدم الميكرويف طاقة كهرومغناطيسية عالية التردد

كيف يعمل الميكروويف؟

تعمل أفران الميكروويف المحلية بتردد 2450 ميغاهرتز بقوة تراوح عادة بين 500 و1100 واط، ويتم إنتاج الموجات الدقيقة بواسطة أنبوب إلكتروني يسمى مغنطرون، وبمجرد تشغيل الفرن، يتم تشتيت أشعة الميكروويف في تجويف الفرن، وتنعكس الحرارة بواسطة مروحة متحركة لكي تنتشر في جميع الاتجاهات.

تنعكس أشعة الميكروويف على الجوانب المعدنية لتجويف الفرن ويمتصها الطعام، وعادة ما يتم تسخين الطعام كله بالمستوى نفسه عن طريق وضع الطعام على صينية دوارة في الفرن، وتهتز جزيئات الماء عندما تمتص طاقة أشعة الميكروويف، ويؤدي الاحتكاك بين هذه الجزيئات إلى التسخين الذي يطبخ الطعام.

على عكس الأفران التقليدية، يتم امتصاص أشعة الميكروويف فقط من قبل الطعام وليس من قبل تجويف الفرن المحيط، ولا يَنصح صانعو الأفران بتشغيل فرن الميكروويف وهو فارغ، لأنه في حال عدم وجود طعام يمكن أن تنعكس طاقة الميكروويف مرة أخرى في المغنطرون وقد تتلفه.

هل أفران الميكروويف آمنة؟

عند استخدامها حسب تعليمات الشركات المُصنّعة، تكون أفران الميكروويف آمنة ومريحة لتسخين وطهي مجموعة متنوعة من الأطعمة، ومع ذلك، يجب اتخاذ العديد من الاحتياطات، خاصة فيما يتعلق بالتعرض المحتمل لأشعة الميكروويف والحروق عند تناول الطعام، إذْ يَضمن تصميم أفران الميكروويف احتواء أشعة الميكروويف داخل الفرن ولا تكون هذه الأشعة موجودة إلا عند تشغيل الفرن وإغلاق الباب، والتسرب حول وعبر الباب الزجاجي محدود بالتصميم إلى مستوى أقل بكثير من المستوى الموصى به في المعايير الدولية، ومع ذلك، يمكن أن يحدث تسرب من أفران الميكروويف التالفة أو المتسخة أو المعدَّلة.

لذلك من المهم أن يبقى الفرن في حالة جيدة، ويجب على المستخدِمين التحقق من أن الباب مغلق بشكل صحيح، وأن أجهزة قفل الأمان المثبتة بالباب تمنع انبعاث الأشعة أثناء فتحه وتعمل بشكل صحيح، ويجب أن تبقى أختام الباب نظيفة، ولا يجب أن تكون هناك علامات ظاهرة تدل على تلف الأختام أو الغلاف الخارجي للفرن، وإذا تم العثور على أي عيوب أو تلف لأجزاء من الفرن، فلا ينبغي استخدامه حتى يتم إصلاحه بواسطة فني مختص ومؤهل.

يمكن للجسم أن يمتص طاقة أشعة الميكروويف وينتِج الحرارة في الأنسجة المكشوفة، فالأعضاء ذات التروية الدموية الضعيفة يصعب التحكم بدرجة الحرارة فيها، مثل العين، أو الأنسجة الحساسة لدرجة الحرارة مثل الخصيتين التي تكون أكثر عرضة للتلف بسبب الحرارة، ومع ذلك، فإن الضرر الحراري لن يحدث إلا بعد التعرض الطويل لمستويات طاقة عالية جداً، والتي تزيد كثيراً عن تلك المقاسَة حول أفران الميكروويف السليمة.

ادعاءات حول أضرار الميكروويف

نقدّم فيما يأتي بعض الادعاءات الشائعة بين الناس عن أضرار الميكروويف مع تصحيحاتها.

الادعاء 1: ينبعث من الميكروويف إشعاع خطير

الرد: غير صحيح في الغالب، وإن ما يجعل أجهزة الميكروويف فعالة جداً هي موجات الراديو التي تنبعث منها؛ إذْ لديها القدرة على المرور عبر الورق والبلاستيك والزجاج أثناء امتصاص الطعام لها، وتُنتج موجات الراديو التي تَستخدمها أجهزة الميكروويف نوعاً من الإشعاع كما هو الحال مع أي جهاز يَستخدم موجات الراديو. ومع ذلك، وبقدر ما قد يبدو ذلك مخيفاً، فإنه لا يعني بالضرورة أن طعامك يصبح مشِعاً بعد تسخينه.

هناك نوعان رئيسيان من الإشعاع: الإشعاع المؤيِّن والإشعاع غير المؤيِّن، فالإشعاع المؤيِّن هو الذي تتعرض له للأشعة السينية مثلاً، أو هو النوع المستخدَم في محطات الطاقة النووية، ويمكن أن يكون هذا النوع من الإشعاع خطيراً إذا تلقيت جرعات كبيرة منه، لأنه يمتلك القدرة على تغيير الحمض النووي وإلحاق الضرر بجسمك، ويمكن أن يسبب حدوث السرطان في بعض خلايا جسمك، ويمكن أن يؤدي إلى تشوهات خَلقية إذا تعرّضت له امرأة حامل.

لكن أفران الميكروويف تنتج إشعاعات غير مؤيِّنة تشبه الإشعاع الصادر من هاتفك الخلوي، وإن كانت أقوى بكثير منه، فهي لا تتمتع بالقدرة على تغيير حمضك النووي، وهي ليست خطيرة مثل الإشعاع المؤيِّن، ومع ذلك، هذا لا يعني أنه لا ينبغي عليك توخي الحذر بشأن أشعة الميكروويف.

تجري مراقبة "تسرب" أشعة الميكروويف بدقة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، ويتعين على الشركات المصنعة إثبات أن فرن الميكروويف الذي تصنعه لا يُسرّبُ إلا قدراً ضئيلاً من الإشعاع، ومع ذلك، إذا كان الميكروويف لديك معيباً وكان بإمكانه تسريب المزيد من الإشعاع، فقد تكون معرَّضاً لخطر أضرار الميكروويف ، لذلك تحذر إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، من أنه يجب عليك عدم الوقوف مباشرة في مواجهة الميكروويف أثناء تسخين طعامك.

من المهم بشكل خاص أن يتبع الأطفال هذه القاعدة لأن أجسامهم تمتص الإشعاع بسهولة أكثر من أجسام البالغين. بالإضافة إلى ذلك، افحص الميكروويف عندك بين الحين والآخر بحثاً عن أي علامات تدل على وجود تلف فيه، سواء تلف في الباب أو غيره.

إذا كنت قلقاً من احتمال تسرب الإشعاع من فرن الميكروويف، يجب عليك التوقف عن استخدامه والاتصال بقسم الصيانة في الشركة التي اشتريتها منه، فهو قادر على اختبار فرنك بحثاً عن علامات التسرب، وفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، فإن غالبية أجهزة الميكروويف التي تفحصها بحثاً عن التسرب تبين أنها غير ضارة، ولكن قد يكون من المفيد التحقق من أجهزتك للطمأنينة.

إذاً، ما لم يكن الميكروويف عندك قديماً جداً أو به عيب بأي شكل من الأشكال، فهو غير ضار بصحتك. فقط لا تقف أمامه مباشرة لمشاهدة طهي طعامك، ولا تضغط بوجهك مقابل النافذة، وأبق رأسك على بعد 30 سم على الأقل من الفرن، لأن الإشعاع يتناقص بسرعة مع المسافة.

تنتشر الإشاعات حول مخاطر فشار الميكرويف

الادعاء 2: فشار الميكروويف يسبب السرطان

الرد: هذا الأمر غير محدد حتى الآن، فقد بقيت مشكلة ما إذا كان الفشار المصنوع على الميكروويف يسبب السرطان خبراً ساخناً لما يقرب من خمس سنوات، وجاءت القصة من قضية قانونية تورط فيها عامل في مصنع فشار بالميكروويف أصيب بمرض رئوي قاتل، من نوع سرطان الرئة.

لحسن الحظ، لا يوجد دليل يشير إلى أن فشار الميكروويف هو الذي يسبب السرطان لدى مَن يتناولون الفشار، ويُعتقد أن سبب مرض الرئة الذي أصيب به عامل المصنع جاء من حقيقة أنه استنشق كميات كبيرة من مادة كيميائية تسمى ثنائي الأسيتيل، وثنائي الأسيتيل هذا هو واحد من العديد من المواد الكيميائية المستخدَمة في صنع طبقات من الزبدة لفشار الميكروويف، والغالبية العظمى من عامة الناس الذين يتناولون الفشار لا يستنشقون ما يكفي من هذه المادة الكيميائية ليكون لها أي تأثير على رئتيهم.

وإذا قمت بإجراء بحثٍ على غوغل عن "سرطان الفشار بالميكروويف" أو شيء مشابه له، سترى كم عدد المقالات الموجودة حول الرعب الصحي لفشار الميكروويف، وسترى في كل هذه المقالات أن ضحايا "سرطان الفشار" إما عملوا في مصانع الفشار، أو تناولوا كميات كبيرة من فشار الميكروويف لفترة طويلة من الزمن. تذكُر معظم المقالات أيضاً أنه على الرغم من وجود صلات بين ثنائي الأسيتيل والسرطان، لكن لا يوجد دليل ملموس يدعم هذه الادعاءات في الوقت الحالي.

إذاً، ما لم تكن تخطط لتناول فشار الميكروويف مرتين في اليوم أو أكثر خلال السنوات العشر القادمة، فلا داعي للقلق من أضرار الميكروويف على صحتك، وننصحك بدلاً من القلق اعتماد الطرق التقليدية في صنع الفشار على الموقد، واستمتع بالنكهات الطبيعية، مثل رشها بزيت الزيتون أو جبن البارميزان المبشور، وجرّب إضافة توابل مختلفة، مثل القرفة والأوريغانو وإكليل الجبل.

الادعاء 3: لا ينبغي استخدام أفران الميكروويف لغلي الماء

الرد: هذا صحيح جزئيا. بعيداً عن الحروق الإشعاعية والسرطان وأمراض الرئة بسبب الفشار، فإن أضرار الميكروويف الحقيقية للطهي فيه هي أقل من ذلك بكثير، لكنها ليست أقل خطورة. هل سبق لك أن وضعت في الميكروويف كوباً من الماء لتحضير كوب سريع من القهوة حين تظهر فقاعة الماء مجرد إضافة القهوة سريعة التحضير؟ يسمى هذا بالتسخين المفرط، وهو خطر حقيقي عند تسخين السوائل في الميكروويف.

يحدث ارتفاع في درجة الحرارة عندما يتم تسخين السوائل بسرعة إلى درجة حرارة أعلى من درجة غليانها العادية، وعندما يحدث هذا، فإن السائل ليس لديه الوقت لإطلاق البخار الناتج عن الغليان، ما يجعله غير مستقر تماماً، وإذا حدث اضطراب السائل شديد الحرارة على أي حال -على سبيل المثال، إذا قلّبته- فقد "ينفجر" حين يتم إطلاق البخار فجأة من داخل السائل، وقد تم إلقاء اللوم على ارتفاع درجة الحرارة في الحروق الشديدة التي لا حصر لها في اليدين والوجه حين تنفجر أكواب السوائل بشكل أساسي بعد إخراجها من جهاز الميكروويف.

لتجنب وقوعك ضحية لارتفاع درجة الحرارة المفرط، تجنب تسخين السوائل (أو أي طعام سائل) في الميكروويف لفترات طويلة من الزمن. إذا كنت مضطراً لتسخين السوائل في الميكروويف، اترك ملعقة الميكروويف في الكوب، وأوقف الميكروويف بشكل دوري لتقليب السائل وتحرير البخار الكامن. بشكل عام، ليس من الجيد استخدام الميكروويف لغلي الماء، لأن هذا يزيد من احتمال ارتفاع درجة الحرارة المفرط، لذلك تعتبر الغلاية الكهربائية أو فرن الغاز أسرع وأسهل وأكثر أماناً من الميكروويف لغلي الماء.

إذا استطعت أن تقوم بغلي الماء على موقد أو باستخدام غلاية كهربائية فافعل ذلك، وإذا كان يجب عليك استخدام الميكروويف، فعليك مراقبته للتأكد من أن البخار يتصاعد من الوعاء عندما يصل إلى نقطة الغليان.

لا تقم بتسخين السوائل في الميكرويف

الادعاء 4: طهي الطعام في الميكروويف يقلل من قيمته الغذائية

الرد: هذا خطأ. هناك الكثير من الجدل حول موضوع ما إذا كان الطعام المطهو في الميكروويف مغذياً أكثر أو أقل من الطهي التقليدي، وعلى الرغم من أن الأبحاث تُظهِر أنه لا يوجد شيء غير صحي بطبيعته في طهي جميع وجباتك في الميكروويف، فقد يكون صحيحاً أن الأشخاص الذين يَستخدمون الميكروويف بانتظام لطهي طعامهم أقل صحة من أولئك الذين يَستخدمون الميكروويف بشكل أقل.

بشكل عام، القيمة الغذائية للأطعمة المطبوخة في الميكروويف مقارنةً بالطعام المطبوخ تقليدياً لها علاقة أقل بطريقة الطهي نفسها وعلاقة أكثر بنوع الطعام المطبوخ، فقد أظهرت الدراسات أن العناصر الغذائية تبدأ في الانخفاض في الطعام المفرط في طبخه، سواء في الميكروويف أو على الموقد، وقد أظهرت بعض الأبحاث أن طهي الطعام في الميكروويف لفترة زمنية صحيحة يحافظ فعلياً على العناصر الغذائية بسبب قصر الوقت الذي يستغرقه طبخه.

يتعرض الميكروويف لسمعة غذائية سيئة لأن الغالبية العظمى من الأطعمة التي يتم تسويقها للتسخين بوساطة الميكروويف غنية بالسعرات الحرارية والصوديوم ومنخفضة القيمة الغذائية، فكّر مثلاً في رغيف اللحم المصنوع في المصنع والبطاطا المهروسة والجبن؛ فإن من شأن هذا أن يصب الزيت على نار الادّعاء القائل بسرعة وسهولة الطهي في الميكروويف، ويترك الباب مفتوحاً لوجبات عشاء أقل تغذية.

ومع ذلك، يمكن أن يكون الطهي في الميكروويف صحياً أيضاً، إذ تقوم العديد من الشركات بتسويق أكياس خاصة يمكن استخدامها لتبخير الخضار في الميكروويف دون فقدان الكثير من العناصر الغذائية.

تحتوي أفران الميكروويف الحديثة أيضاً على منظِّمات حرارية مدمَجة يمكنها استشعار درجة حرارة طعامك وتمنعك من الإفراط في الطهي.

إذاً، يؤدي الإفراط في طهي الطعام إلى فقدانه لقيمته الغذائية وليس السبب وضعه في الميكروويف، ويعمل الميكروويف على تسخين الطعام بشكل أسرع من الفرن التقليدي، ما يجعل من السهل الإفراط في طهي الطعام عن طريق الخطأ بالطريقة السابقة.

كما لا يُنصح بتسخين حليب الأم في الميكروويف لأنه يمكن أن يُتلف العوامل المضادة للبكتيريا في الحليب.

الادعاء 5: يقلل من تكوين المركّبات الضارة في بعض الأطعمة

الرد: قد يقلل من ذلك، وهنا تتمثل إحدى مزايا فرن الميكروويف في أن الطعام لا يسخن مثلما يسخن مع طرق الطهي الأخرى، مثل القلي، وعادة، لا تتجاوز درجة الحرارة (100 درجة مئوية)، وهي نقطة غليان الماء، ومع ذلك، يمكن أن تصبح الأطعمة الدهنية أكثر سخونة، فقد أظهرت إحدى الدراسات أن طهي الدجاج في الميكروويف يشكل مركّبات ضارة أقل بكثير من القلي.

حقائق حول إعتام عدسة العين بسبب أضرار الميكروويف

العيون معرّضة بشكل خاص للموجات الدقيقة، ذلك لأنه على عكس مناطق الجسم الأخرى، فإنها تفتقر إلى الأوعية الدموية لتبديد الحرارة والضغط الخلوي، وقد تم الإبلاغ عن أول حالة سريرية مشتبه بها لإعتام عدسة العين الناجم عن أضرار الميكروويف من قبل هيرش وباركر في وقت مبكر من عام 1950، وعلى مدى عقود، تم الإبلاغ عن إعتام عدسة العين لدى العمال الذين تعرضوا لهذا النوع من الإشعاع.

ما الأوعية التي يمكننا استخدامها مع أفران الميكروويف؟

توجد أوعية خاصة يجب استخدامها للطهي أو التسخين في أفران الميكروويف، وذلك حتى تتجنب أضرار الميكروويف.

تجنب وضع أجسام معدنية

على عكس البلاستيك والسيراميك، تعكس المعادن أشعة الميكروويف، ما يعني أنها لا تستطيع المرور من خلالها، لذلك إذا وضعت وجبة في جهاز الميكروويف في طبق معدني، فلن تسمح لها بالتسخين بشكل صحيح، ويمكن أن تعمل القطع الرقيقة من المعادن، على سبيل المثال الرقائق، كهوائي يمكن أن يولد شرارات، وهذا أمر خطير جداً، وقد يتسبب في اشتعال النار في جهاز الميكروويف، لذلك من الضروري أن تتذكر عدم وضعها في الميكروويف.