صُممت معظم الأدوية لعلاج مشكلة معينة، ومع ذلك غالباً ما تمتد تأثيراتها إلى بعض الأعضاء والوظائف الأخرى غير المستهدفة، مما قد يتسبب في تأثيرات جانبية غير مرغوب بها، مثل التعب والإرهاق، فمن المتوقع أن تشعر بالتعب والإرهاق إذا تناولت قرصاً منوماً، لكن الأدوية التي تسبب الإرهاق كتأثير جانبي شائعة، وأغلبها من الأدوية التي تصرف دون وصفة طبية.
يمكن لبعض الأدوية أن تسبب التعب الشديد، في حين أن البعض الآخر قد يسبب التعب الخفيف، أو أعراضاً أخرى ذات الصلة مثل الخمول وضعف العضلات، وقد يكون التعب الناجم عن الأدوية مؤقتاً، وقد يتحسن الجسم أو تختفي الأعراض عندما يتكيف جسمك مع الدواء. ومع ذلك؛ إذا كان التعب شديداً أو لم يتحسن بمرور الوقت، أو تعارض مع قدرتك على العمل، أو أداء أنشطتك اليومية، فيجب عليك التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية.
عندما تجعلك هذه الأدوية تشعر بالإرهاق فربما يرجع ذلك إلى بعض المواد الكيميائية في الدماغ، والتي تسمى النواقل العصبية، وتستخدمها الخلايا العصبية لنقل الرسائل إلى بعضها البعض، وتتحكم بعض هذه المواد الكيميائية الناقلة في مدى شعورك باليقظة أو النعاس.
أدوية تسبب الإرهاق .. أدوية الحساسية
من الأدوية التي تسبب الإرهاق مضادات الهيستامين، والتي تستخدم أحياناً لعلاج نزلات البرد، مثل احتقان الأنف، وتستخدم هذه الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية أيضاً لمنع الغثيان والقيء ودوار الحركة والبحر والسفر.
ومثال على هذه الأدوية: برومفينيرامين، وديفينهيدرامين، هيدروكسيزين، وميكليزين. كما أن بعض مضادات الهيستامين موجودة في بعض الحبوب المنومة أيضاً.
مضادات الاكتئاب
هناك نوع من مضادات الاكتئاب، والتي تسمى ثلاثية الحلقات، قد تجعلك تشعر بالتعب والنعاس، ومن المرجح أن يكون هذا التأثير ظاهراً لبعض أدوية الاكتئاب أكثر من غيرها، ولذلك فهي من الأدوية التي تسبب الإرهاق كتأثير جانبي. مثال ذلك: مثل أميتريبتيلين، دوكسيبين، إيميبرامين، وتريميبرامين.
أدوية القلق والتوتر
قد تجعلك البنزوديازيبينات، مثل ألبرازولام وكلونازيبام والديازيبام ولورازيبام، تشعر بالنعاس أو الضعف لبضع ساعات إلى أيام عدة، اعتمادًا على النوع الذي تتناوله منها.
أدوية الضغط
حاصرات بيتا، مثل أتينولول، وميتوبرولول وتارتاريت، وميتوبرولول سكسينات، وبروبرانولول هيدروكلوريد، على سبيل المثال لا الحصر. وتعمل هذه الأدوية على إبطاء القلب وتقليل الجهد مما قد يجعلك تشعر بالتعب والإرهاق.
علاجات السرطان
تعد علاجات السرطان من الأدوية التي تسبب الإرهاق فقد تجعلك الأنواع المختلفة من علاجات السرطان تبدو متعباً للغاية نظراً إلى أن هذه الأدوية تعمل على تغيير مستويات البروتينات والهرمونات في الجسم، وبما أنها تقتل الخلايا السرطانية، فهي تقتل وتدمر أيضاً بعض الخلايا الطبيعية، ويتوجب على الجسم إنتاج طاقة إضافية لتنظيف الخلايا وإعادة إصلاح الخلايا التالفة.
أدوية الأمعاء
بعض الأدوية التي تتحكم في الغثيان أو تمنع التقيؤ أو تعالج الإسهال هي من الأدوية التي تسبب الإرهاق وقد تشعرك بالتعب والنعاس كتأثير جانبي.
مرخيات العضلات
لا تعمل معظم مرخيات العضلات على العضلات بشكل مباشر، ولكنها تعمل على بعض الأعصاب في الدماغ والعمود الفقري لجعل العضلات تسترخي، ولهذا من الطبيعي أن تكون من الأدوية التي تسبب الإرهاق إذ يمكن لتأثيراتها الجانبية على الجهاز العصبي أن تجعلك تشعر بالإرهاق.
مسكنات الألم الأفيونية
تعمل المواد الأفيونية بطريقة تشبه عمل المواد الكيميائية التي تسمى الإندروفين التي يصنعها جسمك للسيطرة على الألم، ومن الأدوية الأفيونية الشائعة: الفنتانيل، وأوكسيكودون والأسبرين، وأوكسيكودون وأسيتامينوفين، والمورفين، وأوكسي مورفون، وأوكسيكودون، وهيدروكودون وأسيتامين.
أدوية الصرع
تعرف أيضاً باسم مضادات الاختلاج، وتعمل هذه الأدوية على الخلايا العصبية في الدماغ، أو على المواد الكيميائية التي يستخدمها الدماغ لإرسال الرسائل، وبعض هذه الأدوية هي نفسها التي تعالج القلق والتوتر، مثل البنزوديازيبينات. من أدوية الصرع الشائعة: كاربامازيبين، والفينوباربيتال، والفينيتوين، وتوبيرامات، وحمض الفالبرويك.
ما يجب عليك فعله إذا وصف لك الطبيب بعض الأدوية التي تسبب الإرهاق
إذا كان دواؤك الذي تتناوله يشعرك بالإرهاق والنعاس، فلا تتوقف عن تناوله، وبدلاً عن ذلك يمكنك تجربة أساليب أخرى لمكافحة التأثيرات الجانبية والحصول على طاقة معززة، مثل:
- مارِس بعض التمارين الرياضية، مثل المشي السريع أو بعض تمارين التمديد.
- مارس التنفس العميق.
- اشرب القليل من الكافيين مثل القهوة والشاي.
- أما إذا كنت تتناول دواءً بدون وصفة طبية، فاسأل طبيبك أو الصيدلي إذا كانت هناك بعض البدائل الأخرى التي لا تسبب النعاس أو الإرهاق، ومن المهم التأكد أن هذه البدائل لن تؤثر على أي من الأدوية الأخرى التي قد تكون تتناولها
كما يمكن لطبيبك مساعدتك في التغلب على أي إرهاق تشعر به من الأدوية الموصوفة لك من خلال الآتي:
- تغيير الدواء.
- تعديل الجرعة.
- تغيير موعد الدواء، مثل تناول الدواء في المساء أو قبل النوم.
- وصف دواء آخر يحفز الشعور باليقظة ويقلل الشعور بالإرهاق. ويجب التنويه أنه عليك عدم تناول أي دواء يساعدك على الشعور باليقظة إلا بوصفة طبية وباستشارة الطبيب.
الأسئلة الشائعة
لماذا تجعلني بعض الأدوية أشعر بالتعب أو النعاس؟
هناك العديد من الأدوية التي تسبب الإرهاق سواء كانت بوصفة طبية أم بدون وصفة طبية، فهي تؤثر على مواد كيميائية في الدماغ تسمى الناقلات العصبية، والتي تؤثر على اليقظة والنوم. حتى إذا كان الدواء مصممًا لعلاج مشكلة معينة، فقد يؤثر على أجهزة أخرى في الجسم، مما يؤدي إلى تأثيرات جانبية مثل التعب أو ضعف العضلات.
ما أنواع الأدوية التي من المرجح أن تسبب التعب؟
تشمل فئات الأدوية التي تسبب الإرهاق مضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب (خاصةً الأدوية ثلاثية الحلقات)، والأدوية المضادة للقلق مثل البنزوديازيبينات، وأدوية ضغط الدم (حاصرات بيتا)، ومرخيات العضلات، وعلاجات السرطان، ومسكنات الألم (الأفيونيات)، والأدوية المضادة للغثيان، وأدوية الصرع. تختلف درجة الإرهاق من خفيفة إلى شديدة حسب الدواء واستجابة الجسم له.
نصيحة من موقع صحتك
إذا كنت تشك في أن دواءك يجعلك تشعر بالتعب المستمر، فلا تتوقف عن تناوله من تلقاء نفسك، بل تحدث مع طبيبك أو الصيدلي حول التعديلات المحتملة، فقد يوصي بتغيير الدواء أو تعديل الجرعة أو تغيير التوقيت. قد تساعد أيضًا استراتيجيات بسيطة مثل التمارين الخفيفة أو التنفس العميق أو جرعة صغيرة من الكافيين في الحد من الإرهاق، واطلب دائمًا المشورة الطبية قبل إجراء التغييرات.



