صحــــتك

أثر العمل الليلي على الصحة.. تأثيرات جسدية ونفسية

اثر العمل الليلي على الصحة
اثر العمل الليلي على الصحة

يُعتبر العمل بنظام النوبات الليلية عائقاً أمام اليقظة وأداء المهام اليومية، وذلك نتيجة لقلة النوم وتغيّر الساعة البيولوجية الطبيعية، ويشكّل العاملون في مجال الرعاية الصحية حول العالم النسبة الأكبر من العاملين بنظام النوبات، لكي يتمكّنوا من تقديم خدمات الرعاية الصحية الطارئة على مدار الساعة. ولأنماط العمل بنظام النوبات الليلية آثار سلبية على الفرد، مما ينعكس كذلك سلباً على الذين يتلقون الخدمة في النوبات الليلية، مثل سلامة المرضى ورعايتهم في حالة العاملين في مجال الرعاية الصحية، بالإضافة إلى تكاليف اقتصادية وإنتاجية باهظة. في هذا المقال سنتعرف على أثر العمل الليلي على الصحة بما في ذلك الصحة النفسية والجسدية.

أثر العمل الليلي على الصحة والإيقاعات اليومية 

يؤثّر العمل الليلي سلباً على جوانب عديدة من صحة الإنسان، بما في ذلك التوازن الداخلي والمزاج والرفاهية، ويؤثّر العمل الليلي على الأفراد بيولوجياً، إذ يسبب اضطراباً في دورة النوم والاستيقاظ، مما يؤثّر على توازن الجسم الداخلي والوظائف البيولوجي. تعد النواة فوق التصالبية المنظِّمة الرئيسية للإيقاعات اليومية في دماغ الإنسان، وهي تولّد إيقاعات يومية خلال فترات الراحة والنشاط، كما تؤثّر على درجة حرارة الجسم ووظيفة الجهازَين العصبي والغدّي واللاإرادي وعلى أداء الذاكرة، بالإضافة إلى عمليات فسيولوجية وسلوكية أخرى.

تتحكم مؤشرات بيئية في عمل النواة فوق التصالبية، بما في ذلك دورة الضوء والظلام. والحالة الفسيولوجية المثلى هي النوم ليلاً والاستيقاظ نهاراً، لذلك يضطر العاملون في نوبات ليلية على تغيير تلك الحالة النفسية الفسيولوجية مما قد يؤدي إلى تغيرات وتقلبات في الوظائف البيولوجية، فعندما يكون الإيقاع اليومي غير متوازن؛ يعاني العاملون في نوبات العمل الليلية من الشعور بالنعاس والتعب والأرق ومشاكل الجهاز الهضمي وضعف في الوظائف العقلية والانفعال وانخفاض الكفاءة.

أثر العمل الليلي على الصحة والنوم 

تظهَر آثار العمل الليلي بشكل واضح على النوم، إذ تتأثر نوعيته وكميته، وتعتمد هذه الآثار على طبيعة نوبات العمل الليلية أي مدتها وتواترها، وفترات الراحة بينها، بالإضافة إلى شخصية العامل وسلوكياته. وبسبب العمل خلال النهار؛ يضطر العاملون في نوبات العمل الليلية إلى النوم خلال مرحلة الاستيقاظ الطبيعية، مما يطيل فترة الشعور باليقظة، كما أن الظروف البيئية مثل الإضاءة والضوضاء قد تسبب المزيد من الإزعاج وتسبب قلة النوم وتزيد من فترة اليقظة.

أثر العمل الليلي على الصحة النفسية والعقلية

أجريت دراسات على مدى السنوات العشر الماضية أظهرت أثر العمل الليلي على الصحة، ووفقاً لهذه الدراسات؛ يعاني العاملون في الورديات الليلية من العصبية والانفعال والقلق كعواقب لظروف العمل المرهقة، ونتيجة للاضطراب المستمر في الساعة البيولوجية الداخلية، بالإضافة إلى قلة النوم المتزايدة. يعاني العاملون في هذا النظام من التعب المزمن والعصبية والقلق المزمن والاكتئاب، بالإضافة إلى اضطرابات المزاج، وبعض الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالات احتاجوا إلى العلاج بأدوية نفسية بما في ذلك المهدئات.

أثَر العمل الليلي على الصحة والجهاز الهضمي 

خلال نوبات العمل الليلية فإن وتيرة وتوقيت تناول الطعام غالباً ما يختلفان، وعلاوة على ذلك؛ قد يَستهلك العاملون في نوبات العمل الليلي أحياناً أطعمة غنية بالدهون والكربوهيدرات نتيجة لقلة النوم، بالإضافة إلى تناولهم للوجبات الخفيفة بشكل متكرر خلال فترات الراحة القصيرة، ويعاني ما بين 20% و75% من العاملين في النوبات الليلية من مشاكل هضمية ترتبط بعدم التوافق بين أوقات الوجبات ووظائف الجهاز الهضمي التي تحددها الساعة البيولوجية الداخلية.

تشمل هذه الوظائف التكوينات الأساسية لسوائل المعدة والصفراء والبنكرياس وحركة الأمعاء، ونشاط الإنزيمات ومعدّل امتصاص الطعام في الأمعاء، وإفراز الهرمونات المرتبطة بالجوع، علاوة على ذلك، يميل العاملون في نوبات العمل الليلي إلى تناول أطعمة ذات جودة وتركيبة منخفضة، أي تلك التي تحتوي على نسبة عالية من المواد الحافظة، كما هو الحال في الأطعمة المعبأة مسبقًا والمعالَجة بشكل كبير.

ويميل العاملون في نوبات العمل الليلية أيضاً إلى التعرض لمشاكل وأمراض الجهاز الهضمي بشكل أكبر مقارنة بالعاملين في النهار، وتتراوح هذه المشاكل بين الخفيفة والشديدة، مثل تغيرات في عادات الأمعاء وعسر الهضم وانتفاخ البطن وحرقة المعدة، ومتلازمة القولون العصبي وحالات فغر المعدة والقولون العصبي والاثني عشر، وقد سجلت هذه الحالات في دراسات سابقة لم تأخذ في الاعتبار عوامل مؤثّرة مثل العمر، والتدخين، والوضع الاجتماعي والاقتصادي.

تأثير العمل بنظام المناوبات على الاضطرابات الأيضية

تشمل متلازمة الأيض: السمنة وارتفاع مستويات الدهون الثلاثية، وانخفاض كوليسترول البروتين الدهني العالي الكثافة، وزيادة نسبة الجلوكوز في الدم أثناء الصيام، وارتفاع ضغط الدم. وتُعد متلازمة الأيض عامل خطر مهما للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وأمراض القلب والأوعية الدموية. وأفادت العديد من الدراسات بارتفاع انتشار مثل هذه الاضطرابات الأيضية لدى العاملين بنظام المناوبات الليلية، وتشمل هذه الاضطرابات: زيادة الوزن والسمنة، بالإضافة إلى ارتفاع مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي.

ويُعتقد أن هذه الآثار ناتجة عن اضطراب الساعة البيولوجية، وسوء نوعية النوم وعدم انتظامه، واضطرابات الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تغيرات في عادات نمط الحياة، بما في ذلك نوعية وتوقيت الوجبات، وزيادة تناول الوجبات الخفيفة. وتتفاقم هذه الآثار بسبب اضطراب الأنماط الاجتماعية الزمنية، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية، بما في ذلك التوتر والتعرض للصراعات، وقد تؤثر أنماط النوم المتقطعة أيضًا على كفاءة الكبد والكلى.

تأثير العمل بنظام المناوبات على الجهاز القلبي الوعائي والسرطان

تشير مجموعة من الأبحاث إلى وجود علاقة قوية بين العمل بنظام المناوبات الليلية والإصابة باضطرابات القلب والأوعية الدموية؛ إذ يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب الإقفارية لدى العاملين بنظام المناوبات بنسبة 40% في المتوسط، علاوة على ذلك، يميل العاملون بنظام المناوبات إلى المشاركة في عادات نمط حياة تُعدّ من عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل التدخين والسمنة وارتفاع مستويات الكوليسترول الكلي، وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم إثبات وجود علاقة وثيقة بين هذين المتغيرين.

كما هو الحال مع أمراض القلب والأوعية الدموية، هناك ارتباط إحصائي، وليس بالضرورة علاقة سببية، تربط بين الإصابة بالسرطان وفترة العمل بنظام المناوبات الليلية، وتستند المعلومات المتاحة التي تناقش التعرض للعمل بنظام المناوبات إلى تقييمات ذاتية مُتقطعة، أو الانتماء إلى قطاع عمل ينتشر فيه العمل بنظام المناوبات، ولم يتم الإبلاغ عن معلومات إضافية، مثل عدد المناوبات الليلية شهريًا أو سنويًا، بالإضافة إلى عدد المناوبات الليلية المتتالية، وطول فترات العمل.

آخر تعديل بتاريخ
12 يونيو 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.