صحــــتك
16 يناير 2019

25 سنة وواقف محلك سر

عمري 25 سنة، ومعنديش صاحب، علاقاتي كلها سطحية في حدود الزمالة.. مش متفاعل مع المجتمع وعايش لوحدي.. مش عارف أرتبط ولا أشتغل ولا أصاحب بفكر كتير في مواقف انتهت.. أحيانا بكلم نفسي بصوت وأنا لوحدي.. بقيت بزهق بسرعة وأتعصب.. مش سعيد ولا بستمتع بأي حاجة بعملها.. مفيش متعة في حياتي.. ولا في هدف وشغف.. بحبط بسرعة بعد أول فشل أو من أقل كلام.. مش عايش..  حاولت كتير أعيش.. لكن بتعب من النقد والخسارة.. هو أنا كدا عندي ايه؟
25 سنة وواقف محلك سر
أهلا وسهلا بك يا ياسر؛
على بساطة سؤالك، إلا أن الإجابة عنه ليست بسيطة، وليس معنى ذلك بالضرورة أن يكون لديك مرض نفسي من العيار الثقيل حين نتعطل عن السير قدما في حياتنا، وكثيراً ما تكمن القصة فقط في التخلص المتدرج من بصمات ووصمات الماضي الذي انتهى من الخارج، ولكنه لا يزال حاضرا بقوة في الداخل، وأحيانا تكون المعاناة سببها عدم الحصول على احتياجات لنا لم نحظ بالحصول عليها، إما بجرعتها المناسبة دون إفراط أو تفريط، أو لم تكن مقدمة من الشخص الذي نحتاجها منه رغم حصولنا عليها من آخرين كمن يحصل على حب آمن مثلا من خلال ناس كثيرين حوله، ولكنه كان يحتاج بشدة إلى هذا الحب الآمن من والده ولم يحصل عليه.. إلخ.



ولكن من "المؤكد" أن هناك معاناة تحتاج إلى تدخل "متخصص". حين نجد أنفسنا أسرى نمط يتكرر ويعطلنا عن القيام بأدوارنا أو ما نتمناه، سواء كان هذا النمط المُعطل في علاقتنا بأنفسنا، أو بالآخرين من حولنا، أو مع الحياة كسعي وحركة وطاقة، ولأنك لم تحدثني عن تفاصيل أكثر عنك، أو عن علاقتك بأسرتك الخ؛ فسأحاول أن أقترح عليك الآتي فيما ذكرته حتى تتمكن من التواصل مع متخصص يساعدك:
- تحتاج للتعامل مع تلك الأفكار المعطلة المزعجة، التي تحتوي على النقد واللوم والحكم عليك، بشكل صحي؛ وذلك بأن تتعرف عليها وتلاحظها، ثم تأخذ منها مسافة لتتمكن من رؤيتها، ثم تتدرب على عدم الاشتباك معها. تجنب مناقشتها، ولا تجتر أحداثها، ولا ترد عليها إطلاقا، فقط لاحظها، وتعرف إلى ما تحتويه، وخذ مسافة عنها لتتمكن من رؤيتها، وعدم فعل ذلك معها يجعلها تبتلعك.

وكذلك يشتبك معظم من يعانون مثل معاناتك بأن يتخيلوا أن الاستجابة للأفكار قد تمحوها، وهذا فخ كبير؛ فكلما استجبت لها زادت في هجمتها عليك، فمثلا فكرة أنك لن تتمكن من التواصل مع زميلك؛ فحين تسكت، أو تتجنب تزداد قوة تلك الفكرة، وهذا اشتباك، وكذلك لا تتشاجر مع تلك الأفكار؛ فالتشاجر معها يبقيها أكثر قوة.


- يساعدك على تلك الخطوة أن تتدرب يوميا دون انقطاع لمدة خمس دقائق في وضع مريح لك على أي من تدريبات اليقظة mindfulness.

- ستجد صعوبة في البداية بالطبع؛ فلا تحبط لأن هذا طبيعي جداً، ولكن بالاستمرار ستجد فرقاً كبيراً، وكلما تمكنت من التعرف على المخاوف التي تكمن وراء تواصلك مع الآخرين تمكنت من معرفة الأفكار التي تأخذ بداخلك حيزاً كبيراً؛ كأن ترد على مثل تلك الجملة لتتعرف إلى مخاوفك. "أنا عاوز أتواصل مع الناس بس خايف أحسن وكمل الجملة بصدق من داخلك لتتعرف على الأفكار التي تعطلك".


- الأمانة تقتضي مني أن أقول لك إن زيادة انعزالك، وسرعة إحباطك، ووحدتك إن لم تتواصل مع متخصص نفسي؛ قد تتحول فعلا لمرض نفسي حقيقي؛ فأنت الآن تعي وجود مشكلة، وقادر على التعرف إلى آثارها عليك، ولا تقبل وجود تلك المعاناة حتى تلك اللحظة، وحين تزداد المعاناة دون مساعدة يصعب على الشخص بعد ذلك في الغالب رؤية وجود أمر غير طبيعي يحدث بداخله.. هيا يا ولدي ابدأ قدر إمكانك فيما قلته، حتى تتواصل مع طبيب نفسي يساعدك بشكل أكبر؛ لتتمكن من تحقيق ما ترجوه.
آخر تعديل بتاريخ
16 يناير 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.