صحــــتك
21 مارس 2021

يتقدم لخطبتي الكثيرون ولم ينل أحدهم قبولي

أنا شابة بعمر 28 سنة، والحمد لله مركزي ومركز عائلتي الاجتماعي والثقافي عال، يتقدم لي الكثير من الرجال للزواج، ولكن المشكلة أنهم بمعظمهم لا يعجبونني، لأسباب مختلفة، ومنهم بيرجع يتقدم ليا أكثر من مرة، أهلي شايفين اني عندي توقعات عالية وان الشخصية إلى عايزاها صعب أجدها وأن العمر بيعدي وممكن ده يكون سبب بعد مدة إني أقبل بشخص مش عايزاه لكن مضطرة. وأنا اللي بدور عليه يكون شاب متدين وسطي ويكون مقبول بالنسبالي وبيتحمل مسؤولية وفي نفس الوقت عايش سن الشباب. هل أنا فعلا السبب ولا لأ؟
يتقدم لخطبتي الكثير ولم ينال أحدهم قبولي
أهلا وسهلا بك يا سارة؛
سؤالك سهل ولكن الإجابة عنه ليست بنفس تلك السهولة؛ كونه متدينا وسطيا ومسؤولا ويعيش حياة الشباب صفات يمكن الحصول عليها ببعض التركيز في المتقدمين، ولكن تكمن الصعوبة في أمرين وجدتهما في طيات حروفك:
- مقبول لدي؛ فالقبول ليس مرادفا للحب، ولكن يمكن أن نقول إن القبول أولا سلامة المشاعر والتي تبدأ بالراحة النفسية معه، فهل تبحثين عن القبول الذي سيتحول بمرور الوقت لحب حين تجدين ما يسرك منه، أم تبحثين عن جذوة الحب؟

- وكذلك شكله الخارجي، هل مدى وسامته أمر كبير لديك أم روحه وصفاته هي الأهم لديك أنت في هذا القرار؟



وتحدثتي عن عائلتك ومركزكم الاجتماعي، فهل القبول مشروط بالتماثل في المركز الاجتماعي والعائلي، أم الأهم هو ألا يكون هناك فرق كبير في أسلوب ممارسة الحياة حتى وإن كان أعلى أو أقل اجتماعيا من الخارج؟

هل لديك مرونة في "التفاوض" وليس "التنازل" عن بعض ما ترغبين في وجوده في من سيشاركك الحياة؟ فأنت شخصيا وأنا وكل البشر لن يكون بيننا نسخة مكررة من آخر، أو يحمل كل أحلام الآخر، وهي نقطة مهمة جدا في ما قصدته بالتفاوض؛ فهناك ما يمكننا التفاوض فيه دون حدوث خلل يجعل الزيجة تفشل، كالمستوى الاجتماعي الذي يبدو من الخارج غير متماثل ولكن في تفاصيل الحياة يتشابه كثيرا دون خلل؛ فقد لا يملك ممتلكات عينية مثلا مثلكم ولكنه يأكل ويلبس ويتنزه ويعمل في نفس مستوى معيشتك، أو قد لا يكون أفراد عائلته مثلا من هيئة التدريس الجامعية، ولكنه يحمل ثقافة وفكر يفوقهم أحيانا، وهكذا...



ولا أخفيك سرا أني أشعر بأن فكرة حبك لمن سيشاركك حياتك ليست في قائمة أسس اختيارك، والحياة الزوجية التي لا تحمل مشاعر الحب مهما توافر فيها التكافؤ تظل فاقدة لأساس كبير في الزواج يا ابنتي، وأرى من خلال خبرتي في الحياة ومن خلال العديد والعديد ممن رأيتهم في العيادات أن معادلة نجاح الزواج والعلاقة هي توافر ثلاثة عناصر لا سبيل لنجاحها في غياب أحدها، وهي:

1- الحب

والذي يبدأ بالراحة النفسية التي تتطور بالعلاقة لتكون مشروعا واعدا بالحب أو لا.

2- التكافؤ-وليس التماثل

التكافؤ كما أوضحت ليس بالضرورة التشابه بل التشابه يبعث الملل ويبعد الطرفين عن التكامل، مثلا تصوري شخصا هادئا يتزوج شخصا هادئا بنفس الدرجة!...

3- والواقع

وأقصد به ما ترينه منه كما هو دون وهم تغيره بالزواج، حيث المهم الكبير والفخ المتكرر في زيجات كثيره؛ فالشخص العصبي سيظل عصبيا حتى وان تماسك في فترات الخطبة والزواج الأولى كمحاولة منه للتغيير، والمدخن سيظل هكذا مهما وعد، وغير الطموح سيظل روتينيا، وغير المبدع سيظل تقليديا وهكذا؛ لأن التغيير لن يحدث لشخص إلا إذا أراد الشخص بنفسه هذا التغيير.

أخيرا..

يبقى اخيرا في ما يخص الواقع أن أوضح لك أن هناك واقعا مفهوما بشكل ضمني يساعدنا على اتخاذ قرار الارتباط الآن رغم عدم وجود ما قررت الارتباط على أساسه في لحظة الموافقة! فمثلا إذا تقدم لك شخص متدين ويعيش عمره، ومستقبله المهني واعد بسبب تخصصه أو بسبب طموحه الواضح، إلخ، فهنا يمكننا الموافقة لأن واقعه واعد ببدايات ظاهرة بوضوح الآن...
آخر تعديل بتاريخ
21 مارس 2021

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.