صحــــتك
01 أبريل 2021

والدتي توفيت وأرفض الخطوبة خوفاً من الإحساس بالذنب

والدتي اتوفت من قريب وقبلها انفصلت عن خطيبي برغم انه كان مكتوب كتابنا، وبعد وفاة ماما أنا عندي مشاكل كتيرة قوي في حياتي، ودلوقتي جالي عريس ولسه هقابله، بس خايفة أظلمه معايا عشان مشاكلي وحالتي النفسية، برغم كل ده فيه صوت جوايا متفائل وفرحان، بس حتى الصوت ده مخوفني لأني اتخطبت قبل كده مرتين وفشلت وكنت مدلوقة جامد بشهادة كل اللي حواليا بس في اآخر قدرت أنهي العلاقتين بفضل الله ﻷنهم كانو مش مناسبين، بس حاسه بالذنب ناحية ماما عشان ندمانة ﻷني كنت مقصرة وجافة في معاملتي ليها وبحاول أبرها دلوقتي واريح ضميري وخايفة لو اتخطبت أحس بندم أكتر، والله أنا بحبها قوي ومش بنساها ونفسي أقابلها تاني وواحشاني جدا بس لو عشت حياتي عادي خايفة أنساها وخايفة تزعل مني أو نفسي ترهقني باللوم.


والدتي توفت وأرفض الخطوبة خوفا من الاحساس بالذنب
أهلا وسهلا بكِ عزيزتي؛
تأتي اختبارات الحياة الجادة لنتعلم أكثر عن أنفسنا، وحقيقتنا، واحتياجاتنا، وما علينا من أمور يجب علينا مراجعتها. لكن، يبدو أن الإحساس بالذنب لديك يغرقك حتى أذنيك، ويبدو أنه أول ما يجب عليك مراجعته، ولأن الذنب "خبيث" يتقنع بأقنعة جميلة ومؤثرة وقع في فخها من قبلنا الكثيرون وتوارثناه وألفناه وائتنسنا به لدرجة مخيفة، فلقد وجد العلم أن الإحساس بالذنب إحساس معطل بلا فائدة.


عزيزتي، فكري في أي شيء أحسستي تجاهه بالذنب لكي تتوقفي عنه أو لتبدئي في القيام به وحدث بالفعل؛ فالإحساس بالذنب يشعر به صاحبه حتى يقوم بأمر تأخر عن القيام به، أو لوقف شيء يقوم به. فهل حدث ذلك وانتهى الأمر إلى ما تريدين تماما؟

لا أظن.. فهناك فرق كبير بين الإحساس بالذنب المعطل وبين أننا نفعل شيئا خطأ؛ فنحن نقع في الخطأ ونحتاج أن نعترف به بوضوح داخلنا ثم نبدأ في خطوات حله أو الإقلاع عنه مرة ومرات حتى نصحح أنفسنا. أما الإحساس بالذنب فأمر آخر تماما، فهو لا ينتج عنه أي حل جذري، ووجدنا أن وجوده بشكل كبير يجعل الإنسان يقوم بلعبة نفسية لا يتمكن من رؤيتها بسهولة داخله؛ وهي أن الائتناس به يجعل الشخص يبرر لنفسه أن يظل "غير مسؤول عن التغير وكأن لسان حاله من الداخل يقول له "أنا لا أضع يدي في الماء البارد، أنا أشعر بالذنب لفعل هذا، أو لعدم فعل هذا"، فيظل على حاله بلا مسؤولية حقيقية للتغيير.


والله سبحانه وتعالى يعرف أن ذلك معطل كبير للبشر فأراد له الاعتراف بالخطأ والبدء في تصحيحه بمسؤولية ووعي، ووعد بأن التائب عن الذنب كمن لا ذنب له، كما أوصل لنا الرسول الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، وذكر لنا أن الحسنات يذهبن السيئات في القرآن العظيم، فهل تصدقين الله؟ وانظري لحالك الآن، تخافين أن تنسي والدتك، وشعرت بالذنب وهي حية، والآن وهي بين يدي الله عز وجل برحمته! فما الذي تفعلينه؟ تضغطين على نفسك في علاقات لا تناسبك وأظن تحت وطأة الذنب وتتركيها!

أدعوكِ للتخلص من إحساس الذنب المعطل أولا وقبل أي شيء، والاعتراف الناضج بأخطائك وتصحيحها في ما سيأتي، والتوبة عما فات، وأطمئنك بأننا حين نفرح أو نتزوج أو نحيا تفاصيل الحياة لا ننسى من أحببناهم؛ فهم ما زالوا بداخلنا وفي تفاصيل تصرفاتنا التي ورثناها منهم وفي الدعاء لهم.
آخر تعديل بتاريخ
01 أبريل 2021

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.