نظام الكيتوجينك للتنحيف.. ما له وما عليه
السلام عليكم. أعاني من زيادة في الوزن منذ 15 سنة نتيجة إصابتي بخمول أو كسل في الغدة الدرقية، وفشلت في الريجيم عدة مرات، علماً أن وزني الحالي 98 كلغم، وطولي 162 سم، وأعاني أيضاً من ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع في نسبة الدهون والكولسترول. سؤالي هل ينفع أن اتبع نظام الكيتوجينك للتنحيف أم هو ضار بالنسبة لي، مع شكري لكم.
شكراً على سؤالك القيّم وعلى المعلومات الهامة التي ذكرتها، وبحساب معدل مؤشر كتلة الجسم (الوزن بالكيلوغرام/مربع الطول بالمتر) لديكِ فإنها تقريباً 37 وهي تقع تحت مربع السمنة من الدرجة الثانية، وقد تؤدي إلى مضاعفات السمنة إذا تركت لتصل إلى السمنة من الدرجة الثالثة.
وقبل أن أجيبك أشرح لكِ ببساطة ما هو الغذاء الكيتوني:
الغذاء الكيتوني بصورة مبسطة هو تغيير في النسب المأخوذة من مكونات الغذاء، فتزداد الدهون حتى تصل إلى 75% من السعرات، يليها البروتين بنسبة جيدة (20%) وتقل نسبة النشويات بشدة حتى تصل إلى 5% فقط من مجمل السعرات. وقد تصل كمية الدهون بالوجبة إلى أربعة أو ثلاثة أضعاف كمية البروتين والنشويات مجتمعات.
وفي الغذاء العادي تتحول الكربوهيدرات والبروتينات إلى غلوكوز، أما في حالة الغذاء مرتفع الدهون فإنها تتحول إلى أحماض دهنية ثم إلى كيتونات، حيث تعمل هذه الكيتونات على تثبيط الإشارة العصبية (Decrease neuronal hyperexcitability)، مما يؤدي إلى التقليل وربما زوال نوبات الصرع والتشنجات غير المستجيبة للأدوية وهي أيضاً فعالة في بعض أنواع السرطانات، كما أثبت فاعلية في حالات أخرى مثل:
- تكيس المبايض.
- الصداع النصفي
- الألزهايمر.
- السكري من النوع الثاني.
- الشلل الرعاشي.
ولكن الحمية تحمل بعض المضاعفات الجانبية مثل:
- نقص الأملاح والفيتامينات والمعادن.
- حصى الكلى.
- زيادة الكوليسترول.
- التجفاف.
- بعض حالات التوحد.
- حموضة الدم.
- انخفاض مستوى السكر في الدم.
- الشعور بالإرهاق والقيء والغثيان.
- هشاشة العظام.
- الإمساك.
هل يصلح النظام مع زيادة دهون الدم
دهون الدم ليست نوعاً واحداً بل عدة أنواع، منها النافع (مثل HDL) ومنها الضار (مثل LDL) فإذا كانت الحمية تحسن الكوليستيرول النافع فهي أيضاً تزيد الدهون الضارة والكوليستيرول، ولا أحبذ استخدامه لمن يعانون ارتفاعاً في دهون الدم، لأنها معادلة غير محسومة العواقب.
الغذاء الكيتوني وضغط الدم
الحمية الكيتونية في المجمل تخفض الضغط، ولكن أيضاً لا أحبذها في ضغط الدم المرتفع، لأن في بعض الأحيان قد تؤدي إلى العكس تماماً فيرتفع الضغط.
الغذاء الكيتوني وكسل الغدة الدرقية
لا يؤدي النظام الكيتوني إلى الإصابة بكسل الغدة الدرقية، ولكن لوحظ أن هرمون T3 وهو أحد هرمونات الغدة قد يقل أثناء الحمية الكيتونية، ولذلك لا أنصحك بهذه الحمية.
إذاً ما سبب عدم استجابة الجسم لحميات خفض الوزن؟
من أهم أسباب السمنة هو ضعف نسبة الحرق الشديد نتيجة لكسل الغدة الدرقية، وإذا كنت تتناولين أدوية لكسل الغدة فهي غالباً غير كافية ولابد من إعادة النظر في الجرعة مع إخصائي الغدد الصماء، وقد نحتاج في بعض الأحيان إلى إضافة بعض الأدوية إذا كانت زيادة الوزن نتيجة زيادة المحتوى المائي بالجسم، ولن تكون حمية خفض الوزن ناجحة طالما نسبة هرمونات الغدة الدرقية في الجسم غير كافية.
وقد تحتاجين إلى قياس نسبة السكر في الدم لاستبعاد وجود مرض السكري أو زيادة مقاومة الإنسولين (insulin resistance)، وهو ما قد يؤدي إلى السمنة أيضاً. كما قد تحتاجين إلى قياس نسبة فيتامين د (vitamin D) بالجسم ، فكل ذلك يؤدي إلى مقاومة الجسم لخفض الوزن.
وإلى جانب ضبط الجرعة أنصحك بالآتي:
- عمل ريجيم صحي متوازن في حدود 1300 سعرة غذائية يومياً.
- خفض كميات الأطعمة التي تحتوي على الصويا والألياف، وراجعي الأدوية التي تتناولينها مع طبيبك، وخاصة: الكالسيوم، الحديد، بعض الأدوية المضادة للحموضة، والكوليستيرامين (Cholestyramine).
- ممارسة رياضة يومية 45 دقيقة على الأقل.
وحتى في حالة عدم وجود كسل الغدة الدرقية وضغط الدم وزيادة دهون الدم، فإني لا أنصح باستخدام النظام الكيتوني لخفض الوزن.
ذلك لإن البعض كان يعتمد على نظرية أن الجسم في حالة عدم وجود النشويات يستهلك الدهون في الغذاء (وأيضاً المخزنة في الجسم) لإنتاج الطاقة، وبالتالي ينخفض الوزن، ولكن في الحقيقة هذا نظام طبي علاجي، يحدده فريق طبى (طبيب- أخصائي تغذية- ممرضة متخصصة) ولا يحبذ استخدامه في إنقاص الوزن، بل يفضل استخدام الأنظمة العادية المتوازنة لتجنب الأعراض الجانبية لهذه الحمية.