03 سبتمبر 2017
مشاركة الأب في رعاية الأطفال بعد الطلاق
منفصلة وعندي طفلان 7 و6
سنين، مسؤولية الأولاد أريد تقاسمها، بأن آخذهما وقت الدراسة، وهو يأخدهما في الإجازة،
هل أنا كده برميهم.. أنا بحس بحمل نفسي رهيب، وبيصعبو علي وبخاف عليهم قوي وعايزة
حياة سوية لهم، أبوهم بيقولي إن دي مسؤوليتي أنا لوحدي، وهو بيجيلهم كل 3 شهور
مرة، وبيكلمهم كل 3 أسابيع
..أتصرف إزاي؟ أشيل مسؤولية تربيتهم لوحدي مع العلم أنا بشتغل وبصرف على نفسي وعليهم في حاجات، هل لو إدتهم لأبوهم في الأجازة أنا كده رمتهم، عقلي هيقف من التفكير
..أتصرف إزاي؟ أشيل مسؤولية تربيتهم لوحدي مع العلم أنا بشتغل وبصرف على نفسي وعليهم في حاجات، هل لو إدتهم لأبوهم في الأجازة أنا كده رمتهم، عقلي هيقف من التفكير
أهلا وسهلا بك يا صديقتي الكريمة،
القصة ليست قصة مسؤولية أطفالكما المادية والمعنوية بقدر حقيقة وطبيعة ما بينك وبين طليقك؛ فكلما كانت العلاقة بينكما راقية ومتحضرة تمكنتما من وضع أفضل لكما ولأطفالكم، فلغة الاتهامات والتقصير واللوم لا تأتي بخير. ويدفع ثمنها الكل.
لذا فإن الخطوة الأولى ليست تقسيم وجودهما بينكما بمسؤوليتهما المادية والمعنوية - على أهميتها القصوى بالطبع - بقدر ما هي نوعية العلاقة التي يجب أن تكون بينكما لتسهل مهمة تقسيم المسؤولية.
تحدثي معه حديث "الكبار" المسؤولين عن أطفال ليس لهما أبوان غيركما حتى تلقيا الله تعالى حتى وإن تزوج كل منكما بآخر، وأنك تحتاجين لوجوده في حياة الأولاد، وحدثيه عن رغبة الأولاد في القرب منه، وأنه مهم جدا لهم، وأنهم يذكرونه، وأنهم يعبرون بأشكال مختلفة عن احتياجهم للأنس به ومعه بعيدا عن المتطلبات المادية، وحضور حفلات المدرسة، وحدثيه بلطف وود تتعاملين به مع الغرباء ليتخلى عن عناده، أو معاقبتك مثلا من خلال الأولاد.
وحدثي الأولاد عن صفات والدهم الجيدة، وحببيهم به، ليرتبطوا بصدق في علاقة أبوية حقيقية تجعله هو من يسأل عنهم ويرغب في وجودهم معه. أعلم صعوبة ما أقوله في مجتمع مثل مجتمعنا للأسف لا يعرف الطلاق المتحضر إلا قليلاً، ولكنك سألت وأنا أرد عليك بما تقتضيه الأمانة.
وتذكري أن كل أمر مهم يحتاج لجهد، وحبك ﻷولادك وخوفك عليهم سيجعلك تتمكنين من التواصل مع أبيهم بطريقة مختلفة تجعله يشعر بأبوته تجاههم، بدلاً من الحديث المشبع بالمجادلات حول بديهية مسؤولية الأبوين عن أطفالهما معا، ولا تستسلمي سريعا في جني ثمار ما أقوله لك، ولكن بالصبر والدأب ستصل الرسالة، ما دمت لم تحدثينا عن قسوته، أو بخله، أو عنفه والحمد لله، وستتمكنين حين تفكرين بهدوء في ما اقترحته عليك أن توصلي له رسالة أنه أبوهما الذي يحبانه حتى وإن لم ولن تعودا زوجين؛ إن كنت فعلا قررت عدم العودة له ثانية.
ويبقى فقط هنا أن أنبهك إلى خطورة مشاعر الذنب التي تغرقك حين تفكرين في بقائهم مع أبيهم في الإجازة؛ فهي لا محل لها من الإعراب، فأنت ترسلينهم إلى أبيهم، ولعل وجودهم معه يخلق بينهم مشاعر يفتقدونها فيما بينهم هم الثلاثة؛ فلا تعطلي نفسك زيفاً في تلك المشاعر غير الحقيقية.
وأقول لك: إن ظللت تشعرين بأنك تتخلصين منهم، فسيصل ذلك لهم كلهم ثلاثتهم حتى وإن لم يكن حقيقيا، وإن وثقت بصدق شديد من داخلك في حبك لهما، وأنهما يحتاجان لممارسة علاقة حقيقية مع أبيهما، وأن حقك في بعض الراحة المشروعة، وأنك بهذا لم تتنصلي من دورك كأم ستصل الرسالة له قبل أطفالك.
فلتكفي عن جلد الذات الكريه الذي يمرض نفسيا، وبمرور الوقت يدفع ثمنه كل من حولك دون أن تدري وعلى رأسهم أطفالك؛ ﻷنهم بطريقة تفكيرك ومشاعرك تلك سيكونون هم - بمرور الزمن - من دون أن تدري سببا في جعل قرار طلاقك هو نفسه قرار موتك بطلاقك الحياة، فتجدين نفسك منهكة، تعانين عاطفياً وجنسياً والسبب أولادك، وما أقوله هذا من واقع مئات الناس الذين رأيتهم بأشكال مختلفة.
حين تأتي لي فتاة أو شاب يعاني من سيطرة أمه عليه أو عدم قدرته على ممارسة اختياراته بحرية في مساحات حياته المختلفة بسبب والدته التي ضحت بنفسها من أجله بعد طلاقها من أبيه الذي لم يتحمل مسؤوليته معها، أو رفضه أن يكبروا بشكل مستتر، أو رفضها أن يتزوجوا أيضا بشكل مستتر ويتركوها وحدها بعد كل هذا، والأشكال كثيرة، فلتنتبهي لنفسك، ولتتخلصي من مشاعر الذنب تلك، وقومي بما اقترحته، واستعيني بالله فهو خير معين.. دمت بخير.
اقرئي أيضاً:
لماذا قد يصاب طفلك بالاكتئاب؟ وما مخاطر ذلك؟
طفلة الست سنوات تعاني انفصال الوالدين
زواج لإرضاء الأهل.. والضحايا كثيرون
التواصل الرحيم للتعامل مع الخيانة الزوجية
القصة ليست قصة مسؤولية أطفالكما المادية والمعنوية بقدر حقيقة وطبيعة ما بينك وبين طليقك؛ فكلما كانت العلاقة بينكما راقية ومتحضرة تمكنتما من وضع أفضل لكما ولأطفالكم، فلغة الاتهامات والتقصير واللوم لا تأتي بخير. ويدفع ثمنها الكل.
لذا فإن الخطوة الأولى ليست تقسيم وجودهما بينكما بمسؤوليتهما المادية والمعنوية - على أهميتها القصوى بالطبع - بقدر ما هي نوعية العلاقة التي يجب أن تكون بينكما لتسهل مهمة تقسيم المسؤولية.
تحدثي معه حديث "الكبار" المسؤولين عن أطفال ليس لهما أبوان غيركما حتى تلقيا الله تعالى حتى وإن تزوج كل منكما بآخر، وأنك تحتاجين لوجوده في حياة الأولاد، وحدثيه عن رغبة الأولاد في القرب منه، وأنه مهم جدا لهم، وأنهم يذكرونه، وأنهم يعبرون بأشكال مختلفة عن احتياجهم للأنس به ومعه بعيدا عن المتطلبات المادية، وحضور حفلات المدرسة، وحدثيه بلطف وود تتعاملين به مع الغرباء ليتخلى عن عناده، أو معاقبتك مثلا من خلال الأولاد.
وحدثي الأولاد عن صفات والدهم الجيدة، وحببيهم به، ليرتبطوا بصدق في علاقة أبوية حقيقية تجعله هو من يسأل عنهم ويرغب في وجودهم معه. أعلم صعوبة ما أقوله في مجتمع مثل مجتمعنا للأسف لا يعرف الطلاق المتحضر إلا قليلاً، ولكنك سألت وأنا أرد عليك بما تقتضيه الأمانة.
وتذكري أن كل أمر مهم يحتاج لجهد، وحبك ﻷولادك وخوفك عليهم سيجعلك تتمكنين من التواصل مع أبيهم بطريقة مختلفة تجعله يشعر بأبوته تجاههم، بدلاً من الحديث المشبع بالمجادلات حول بديهية مسؤولية الأبوين عن أطفالهما معا، ولا تستسلمي سريعا في جني ثمار ما أقوله لك، ولكن بالصبر والدأب ستصل الرسالة، ما دمت لم تحدثينا عن قسوته، أو بخله، أو عنفه والحمد لله، وستتمكنين حين تفكرين بهدوء في ما اقترحته عليك أن توصلي له رسالة أنه أبوهما الذي يحبانه حتى وإن لم ولن تعودا زوجين؛ إن كنت فعلا قررت عدم العودة له ثانية.
ويبقى فقط هنا أن أنبهك إلى خطورة مشاعر الذنب التي تغرقك حين تفكرين في بقائهم مع أبيهم في الإجازة؛ فهي لا محل لها من الإعراب، فأنت ترسلينهم إلى أبيهم، ولعل وجودهم معه يخلق بينهم مشاعر يفتقدونها فيما بينهم هم الثلاثة؛ فلا تعطلي نفسك زيفاً في تلك المشاعر غير الحقيقية.
وأقول لك: إن ظللت تشعرين بأنك تتخلصين منهم، فسيصل ذلك لهم كلهم ثلاثتهم حتى وإن لم يكن حقيقيا، وإن وثقت بصدق شديد من داخلك في حبك لهما، وأنهما يحتاجان لممارسة علاقة حقيقية مع أبيهما، وأن حقك في بعض الراحة المشروعة، وأنك بهذا لم تتنصلي من دورك كأم ستصل الرسالة له قبل أطفالك.
فلتكفي عن جلد الذات الكريه الذي يمرض نفسيا، وبمرور الوقت يدفع ثمنه كل من حولك دون أن تدري وعلى رأسهم أطفالك؛ ﻷنهم بطريقة تفكيرك ومشاعرك تلك سيكونون هم - بمرور الزمن - من دون أن تدري سببا في جعل قرار طلاقك هو نفسه قرار موتك بطلاقك الحياة، فتجدين نفسك منهكة، تعانين عاطفياً وجنسياً والسبب أولادك، وما أقوله هذا من واقع مئات الناس الذين رأيتهم بأشكال مختلفة.
حين تأتي لي فتاة أو شاب يعاني من سيطرة أمه عليه أو عدم قدرته على ممارسة اختياراته بحرية في مساحات حياته المختلفة بسبب والدته التي ضحت بنفسها من أجله بعد طلاقها من أبيه الذي لم يتحمل مسؤوليته معها، أو رفضه أن يكبروا بشكل مستتر، أو رفضها أن يتزوجوا أيضا بشكل مستتر ويتركوها وحدها بعد كل هذا، والأشكال كثيرة، فلتنتبهي لنفسك، ولتتخلصي من مشاعر الذنب تلك، وقومي بما اقترحته، واستعيني بالله فهو خير معين.. دمت بخير.
اقرئي أيضاً:
لماذا قد يصاب طفلك بالاكتئاب؟ وما مخاطر ذلك؟
طفلة الست سنوات تعاني انفصال الوالدين
زواج لإرضاء الأهل.. والضحايا كثيرون
التواصل الرحيم للتعامل مع الخيانة الزوجية
