20 مايو 2018
مريضة ذئبة حمرا وأعاني نفسياً
مريضة ذئبة حمرا منذ عمر 11 سنة، ومنذ هذه الفترة لا يوجد لدى أصدقاء فقط، كان لدى صديقتان، وبعمر 17 تركتانى دون مقدمات، لم أفعل لهما شيئاً أبداً، ولا أعرف ما هو السبب؟ عندما كنت أسألهما دائما تقولان لى لم نتغير ولا يوجد شيء، لكنهما ليستا كما قبل، أفعالهما وكلامهما تغيرت، حاولت كثير أن أصادق لكن لم يتقبلونى، أنا خجولة جدا، وصوتى رقيق جدا جدا، حتى الان ليس لدى احد، دائما أبكى وأخى يقول لى هذا أمر عادى ولا يوجد مشكلة.. فترة وهتعدى.. بس هى مش بتعدى.. أنا حزينة جدا.. أظن إن العيب منى أنا.. بس أنا كويسة جدا وعمرى ما آذيت حد.
عزيزتي هاجر
فقدان الأصدقاء أمر مؤلم بلا شك، لا يقل عنه ألما الإصابة بمرض مزمن مثل الذئبة الحمراء، فإلاصابة بالذئبة الحمراء تعتبر من أشد الضغوط والصعوبات التي قد يتعرض لها أحد؛ نظرا لطبيعة المرض نفسه، وطبيعة العلاج أيضاً التي تشمل في أحيان كثيرة استخدام عقار الكورتيزون بما يعنيه ذلك من أعراض جانبية.
أغلب الذين يعانون من مرض الذئبة الحمراء يعلمون جيدا تأثيرات المرض الجسدية فهم يعانون منها يوميا، ولكن في بعض الأوقات يغيب عنهم التأثير النفسي والاجتماعي وربطه بالمرض نفسه.
مريض الذئبة الحمراء عادة ما تصيبه مشاعر مثل الحزن والقلق والخوف والاكتئاب، ومعرفة سبب هذه المشاعر تساعدنا على التعامل معها، ومع ما ينتج عنها من سلوك بشكل سليم.
بعض هذه المشاعر قد يكون بسبب المرض نفسه كالألم المصاحب، أو الطفح الجلدي، او غيرهما من الأعراض، وبعضها الآخر قد يكون بسبب الأعراض الجانبية للعلاج المستخدم للسيطرة على المرض كزيادة الوزن الناتجة عن استخدام عقار الكورتيزون أو غيرها، وهذه بعض المشاعر التي يعاني منها مريض الذئبة الحمراء.
- القلق والاكتئاب هي شكوى شائعة جداً، وهذا يفسر حالة الحزن الدائمة، والبكاء الذي وصفته في سؤالك.
- كذلك قد يعاني المريض من تقلبات مزاجية قد تؤدي في النهاية إلى وجود صعوبات في التواصل مع المحيطين، وبخاصة الأهل والأصحاب مما يدفع المريض إلي تفضيل العزلة؛ لأن المحيطين به غير قادرين على فهمه بالشكل المناسب له.
- قد يفضل بعض المرضى أيضا العزلة، ولكن لسبب آخر، وهو الإرهاق البدني والألم المستمر؛ مما يفقد الشخص اهتمامه بالأنشطة الخارجية ويجعله يميل للعزلة.
- ضبابية المستقبل وعدم القدرة على التنبؤ بمسار المرض أيضا من الأمور التي تصيب المريض بمشاعر القلق والإحباط.
ينصح في حال وجود مشاعر كهذه بمراجعة الطبيب المعالج؛ فربما قام بتغيير أو إضافة أحد الأدوية التي قد تساعد، وحتى ذلك الوقت يمكننا القراءة، وتثقيف أنفسنا بطبيعة المرض، وربما تثقيف الآخرين الذين يعانون من نفس المرض؛ وبإمكاننا تعلم بعض تقنيات التعامل مع الضغوط، وبعض تمارين الاسترخاء.. فالكثيرون يجدونها مفيدة.
نعم قد يتغير الناس، ويكون هذا سبب فتور العلاقة بين الأصدقاء، ولكن أيضا قد تكون هذه المشاعر الكثيرة المصاحبة للمرض سببا في فتور العلاقة كما ذكرنا سابقا، وأيا كان السبب فلا تزال أمامك الفرصة لتكوين أصدقاء جدد، وهذه المرة بفهم جديد لطبيعة شخصيتك، وطبيعة مرضك.
دمت بصحة جيدة.
