لم أعد أخاف أو أقلق أو أهتم لأي شيء!
كيف يمكنني التغلب على حالة الجمود التي أصابتني؟ لا أعرف وصفاً دقيقاً لهذه الحالة، لكنني أصبحت أشعر بتبلّد تام وانعدام قلق وخوف من أي شيء، حتى القلق الإيجابي الذي يدعو إلى الإنتاجية. أنا مريضة اكتئاب، لكنني منقطعة تقريباً عن العلاج.
عزيزتي،
يلجأ العقل في حالات الألم وعند المرور بأزمة نفسية، يلجأ إلى إيقاف أو تبلد المشاعر، فهو بذلك يقدم وسيلة وطريقة دفاعية نفسية لتقليل الشعور بالحزن. بالتأكيد، هذا يكون على حساب كل المشاعر، جيدها وسيئها، لكن على الأقل سيكون الألم أقل... هذا ما يقوم به العقل في مثل ظروف كهذه. وما يترتب عن هذا، إخماد الحزن. نعم، لكن بالمقابل سنفقد أيضاً كل مظاهر البهجة، وإن كانت قليلة. سيكون الشغف شحيحاً، ما يدعو إلى عدم الإنتاجية، وبالتأكيد ستكون الأيام أبيض وأسود، باهتة تشبه بعضها.
لذلك، الأشخاص مثل حالتكِ يا عزيزتي يكرهون هذه الحالة ككرههم للاكتئاب بحد ذاته على الرغم من انها تعتبر منطقة أمان، لكنه أمان كاذب. ما أدعوك اليه وبشدة هو استشارة طبيبك النفسي من جديد واستئناف الخطة العلاجية بأقرب وقت ممكن، بالإضافة إلى اعتماد الخطوات التالية:
- جرد الأفكار، العقل له القدرة على إيقاف تنشيط المشاعر، لكن الأفكار تبقى حية وفعالة، لذلك جرد الأفكار الايجابية والسلبية منها سيساعدنا على وضع اليد على منبع المشاعر السلبية ومن ثم سيسهل التعامل مع هذه الأفكار ومناقشتها.
- تجنب التجنب، هناك مواقف نكون فيها مترددين، نتهيب الدخول بها خوفا من العودة للحزن، لكن ما يجب أن ندركه ان التجنب لن يكون الحل، ولابد من فهم وإدراك هذا الموقف وإدراك الحقيقة الازلية من قدرتنا على التعامل مع هذه المواقف سواء في السابق أو الوقت الحالي.
- التنشيط السلوكي، ما ننصح به في حالات التبلد والجمود النفسي هو كسر حلقة الجمود، ويكون هذا بترتيب الأفعال اليومية التي نؤديها لثلاث أصناف: أفعال ضرورية، أفعال روتينية، أفعال ممتعة.
- كسر حلقة الجمود يكون باختيار يومي ومستمر من هذه الأفعال وعدم التركيز على صنف معين من الأصناف بل المزج فيما بينها. و قبل القيام بها تقوم بقياس النشاط من عشرة وبعد القيام بالفعل أيضا نقيس من عشرة، وبهذا سنجد ان بعض الأفعال ترفع النشاط والبعض لا، وهنا سنزيد من الأفعال التي ترفع النشاط.
- ابدأي بتطبيق هذه الخطوات واتمنى ان تكون ذات فائدة لك، وأكرر رجائي عودي لاستشارة طبيبك النفسي في أقرب وقت.
