لمَ الاهتمام بفارق العمر بين الزوجين؟
السائلة العزيزة؛
كثيرا ما تحدثت الدراسات الميدانية عن أن الفارق بين الزوجين يجب ألا يزيد عن 8 سنوات في المتوسط، حتى لا يكون أحد الزوجين قد خرج بعيدا عن مناخ ومفاهيم ومؤثرات الجيل الذي ظهر فيه الشريك الآخر.
والحقيقة أن الزواج يحتاج بالفعل للتكافؤ؛ فالتكافؤ يضمن بدرجة كبيرة مدى التناغم المطلوب للحياة الزوجية بما تتطلبه من مسؤوليات تحتاج لشراكة فيها احترام وحب وتفاهم بين الزوجين، والتكافؤ لا يعني التطابق، ولكن يعني وجود درجة تشابه لا تجعل أحدهما يتنافر مع الآخر بسبب عدم وجود أرضية مشتركة بينهما.
وهذا التكافؤ يكون في عدة مساحات في غاية الأهمية؛ كالتكافؤ في طريقة ممارسة الحياة... كيف نتصرف، ماذا نأكل، أين نتنزه، أين سيتعلم الأبناء، أين نُعالج، من أين نشتري ملابسنا، الخ؛ فقد لا نتطابق في الأموال أو العقارات التي نملكها ولكننا نتماثل في أسلوب ممارسة الحياة.
ونحتاج إلى التكافؤ في الإدراك والمعرفة والإلمام بما يدور حولنا، حتى وإن لم نتطابق في نفس درجة التعليم فقد أكون طبيبة وزوجي محاسب، ولكننا نحمل تكافؤا في الإدراك والمعرفة.
ونحتاج للتكافؤ في طبيعة الشخصية فلا يهم التطابق تماماً، بل قد يكون مملاً جداً التطابق في طبيعة الشخصية، ولكن أن أكون مثلا هادئة جدا وأميل للصمت وقلة الحركة وعدم التعبير عن مشاعري وأتزوج من شخص حركي يحب الحديث الكثير ويعبر عن مشاعره بشكل جياش، ويريد أن يظل وسط صخب ومعارف كُثُر معظم الوقت؛ سيكون هناك مشكلة!
وكذلك درجة القرب من الله سبحانه وما يحمله ذلك الأمر من تمسك بقيم، أو طقوس دينية، فقد لا نكون بنفس الدرجة ولكننا نتماثل في أن الله تعالى مرجعية، وأن قيمنا ليست بعيدة عن بعضها بشكل كبير؛ فالتكافؤ رغم أنه لا يعني التطابق؛ إلا أنه يعد بزيجة ناجحة بقدر كبير.
والاختيار الناجح يساوي زواجا ناجحا؛ لهذا أردت أن أوضح ما هو التكافؤ وفيما تكون مساحة البحث عنه حتى يكون عنصر السن في حجمه المضبوط؛ فإذا كانت كل العناصر السابقة فيها تكافؤ حقيقي دون خداع لنفسك "بوهم التغيير" ؛ فلتعطي لنفسك فرصة حقيقة للتعرف عليه أكثر لاتخاذ قرار الزواج أو عدم الزواج عن بينة ووضوح وثبات، وإن لم تطمئني لتلك المساحات فلا تغدري بنفسك تحت أي ضغط، أو ادعاء.