صحــــتك
19 يونيو 2019

لا توجد عندي طاقة لتحقيق أهدافي

السلام عليكم، أنا في آخر سنة في الكلية، وفاضل شهرين واتخرج، المشكلة إني علي طول أحط أهداف ومعملهاش، ومش عارفة أنا عاوزة إيه، ومعنديش طاقة إني أعمل حاجة أو أقوم من مكاني، عاوزة أفضل قاعدة كده علي طول، مفيش حاجة بتفرحني، والمشكلة دي بقالها شهور، أنا معنديش طاقة وحزينة من غير أسباب، وكمان ضايعة وتايهة ومش عارفة عاوزة إيه، ولا أعمل إيه، ودي المشكلة مش فاهمة نفسي، يعني الكل بيبقي عنده مشكلة إنه مش عارف يحقق هدفه، أنا مشكلتي إني مش عارفة هدفي أصلا.. حتي معرفش هواياتي إيه عندي تبلد بالمشاعر مفيش فرح.
لا توجد عندي طاقة لتحقيق أهدافي
أهلا وسهلا بك يا ابنتي،
هذه المعاناة أصعب بكثير من معاناة شخص يعرف هدفه، ولا يتمكن من تحقيقه، لذا أنا أشعر بك تماما يا ابنتي، وأعلم مدى صعوبة ذلك، ولكنني في نفس الوقت أعلم أن تلك المحنة ليست كما تبدو هكذا من الخارج وتحمل في حقيقة عمقها أمورا أخرى لا تتصوري أهميتها، وعمق أثرها مقارنة بالعنوان الخارجي الذي يحمل عنوان "من أنا.. ما هي تفاصيلي.. ما قيمة وجودي؟".



وتلك الأمور الراقدة في العمق ذات وجهين:
الأول: وجه المخاوف الكثيرة، ومنها ما تدركينه مثل الخوف من البقاء تائهة بلا هدف، ومخاوف أخرى لا تدركين عمق أثرها عليك كالخوف من الوحدة، والخوف من الفقد، والخوف من عدم قبول من حولك لك كما أنتِ، والخوف من الرفض، وغيرهم.

والوجه الثاني: هو وجه احتياجاتك النفسية.. نعم احتياجاتك النفسية التي لا تلقين لها بالاً، أو ربما لا تتلامسين معها؛ كاحتياجك للونس مع أشخاص يحبونك دون أن تقدمي لهم أي شيء؛ فأنت تحتاجين إلى أن تصدقي أولاً أنك تستحقين أن تحبي دون أن تفعلي أي شيء؛ فلا ثمن لهذا الحب لا التميز ولا الشكل ولا الخدمات ولا الطاعة ولا التفوق ولا أي شيء، واحتياجك للاهتمام وأنك مهمة عند من تحبين ويحبونك، واحتياجك أن يراكِ من حولك كإنسانة.

وكيف عرفت أو تأكدت أن ما أقوله هو الحادث فعلا بداخلك؟ أولا الخبرة التي يكتسبها المتخصص من خلال دراسته المتخصصة التي تمكنه من التعرف إلى عمق ما يتحدث الشخص الذي أمامه عنه، والثاني ما تعانينه الآن علمياً؛ ففقدانك الدافع، وعدم رغبتك في فعل أي شيء، وانعدام أو ضعف القيمة، وما تحدثتِ عنه وقلتِ عنه تبلداً في المشاعر هو درجة من درجات الاكتئاب، والاكتئاب في عمقه يظهر حين يفتقد الشخص لتلك الاحتياجات، ويخاف من تلك المخاوف.


فلتبدئي القصة بالترتيب الصحيح يا ابنتي، فابدئي بالتعرف إلى احتياجاتك، ومخاوفك بصدق وهدوء وذكاء؛ لتخطي نحو الخطوة التي تليها بالتعبير عنهما، والحصول على احتياجاتك ممن حولك، وستجدين عجباً؛ فستجدين الطاقة تعود من جديد، وإحساسك بقيمتك دون ربطها بأي شيء حاضر وموجود، وهما سيمكنانك بعدها من التقاط الدافع؛ لتحقيق أهداف تخصك أنت، وإن لم تتمكني من فعل ذلك وحدك؛ فلا تترددي في طلب المساعدة المتخصصة؛ لأنك تستحقين حياة جيدة.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
19 يونيو 2019

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.