لا اشعر بفرح أو حزن.. أين مشاعري؟
أعاني من عدم الإحساس بأي مشاعر، لا بحس إنى مبسوطة، ولا إني حزينة، وعندى برود أعصاب رهيب حتى في المواقف المحتاجة تفاعل، وساعات تانية بحس إنى عصبية جدا خاصة مع ابنى ومش طايقة حد يتكلم معايا، هل لازم أروح للطبيب نفسي أو ما هي أسباب الأعراض؟
الأخت الكريمة:
دعيني أجيبك أولا على آخر سطر، ثم سنناقش ما يحصل معكِ، "هل أحتاج مراجعة طبيب نفسي؟"، بالتأكيد تحتاجين ذلك، ليس المجانين من يراجعون الأطباء النفسيين، بل العكس أغلب مراجعينا هم مثل حضرتك، يعانون في صمت مع إحساس مستمر بعدم الرضا، ينعكس سلبا على جميع نواحي حياتهم.
تحتاجين للمراجعة من أجل الوقوف أولا على تشخيص سليم لحالتك، ومن ثم وضع خطة علاجية واضحة، وأخيرا الالتزام بها، أود التأكيد، أرجو أن تستشيري طبيبًا نفسيًا يقدم جلسات العلاج المعرفي السلوكي، فهذه نقطة مهمة في تحسن حالتك إن شاء الله.
ما تمرين به هو ناتج عن سنين من التجاهل والمكابرة ولبس القناع، وعدم الاعتراف بأن هنالك خلل ومشكلة. فتكون ردة فعل العقل هو تخدير المشاعر، وبذلك يساعدك على عدم الإحساس بالألم، لكن ماسنواجهه أيضا هو خدر باقي المشاعر، فمن الطبيعي لن يكون بإمكاننا اختيار أي مشاعر ننومها، وأيها نسمح لها بالاستيقاظ، لذلك تجدين نفسك عاجزة عن الشعور السليم السوي لا بالحزن ولا بالفرح.
هذا الاستمرار بأخذ هذا الدور وكبت المشاعر والرغبة المستمرة بالأداء بأن كل شئ على ما يرام سيؤدي إلي ضغط نفسي، ويحدث أن نُنَفس عن الضغط النفسي بمحيطنا، وبالذات على الأشخاص الأضعف منا، أو من نثق أنهم سيتحملوننا. أعتقد أن قدرتك على تحديد نقطة التحول دليل على حدوث أمر ساهم في هذا الشعور... أدعوك مرة أخرى وبقوة لاستشارة طبيب نفسي في أقرب وقت لحل الجذور، ومتابعة حياتك بصورة مرضية بحق.