صحــــتك
04 ديسمبر 2022

لا أحب الآخرين ولا أتمنى لهم الخير.. أنانية مثل والدي

أنا مبعرفش أحب حد مهما كان كويس معايا، حتى أخواتي مجرد مبقينا مع بعض في البيت لمدة كبيرة ببقى عصبية وكلامي وحش جداً من أي كلام يتقالي أو حتى نقد، ظناً أنه كده هحمي نفسي ومحدش هيقدر يضايقني أو يجي عليا، لكن ده مضايقهم كلهم. وللأسف والدي كان لسانة وحش وأنا مش عايزة أكون شبهه أبداً. بتعامل مع حد كويس لما يكون ليا مصلحة عنده أو أنا تحت ذراعه، ولاحظت إني مش بحب الخير للغير وأنا عارفة انو ده حاجة مش كويسة خالص. أنا مش عايزة أبقى نسخة من شخص كنا بنعاني منه طول حياتنا. مع العلم انو أنا أصغر إخواتي.

عزيزتي،

لاحظت كذلك أن لديك جانباً مستبصراً يرى الخير والصواب، وجانب يشعر بالخطر من التشبه بوالدك الذي عانيتم من خصاله، وجانب آخر قد يقول لماذا يحصل الخير لغيري وأنا لم أذقه، فيستثار لحدوث خير لغيرك كما  ذكرتِ. والحقيقة أنك أكبر من كل تلك الجوانب، وأنك لست فقط الجانب القاسي العصبي الذي لا يحب الخير لغيره، وهذه هي البداية، وقد يساعدك أكثر أن تقتربي أكثر من الجانب الفخور بتحقيق ما قمتِ بتحقيقه في حياتك، رغم أنك الأصغر بين إخوتك، وكنت تحت مظلة أب لم يتمكن من إعطائك ما تحتاجين له من سند وحب وتشجيع واحترام، لتتمكني بعدها من الاقتراب الناضج المتفهم للعصبية؛ ليناقش هو تلك العصبية باحترام وتفهّم لكونها رد فعل لألم أثّر فيكِ ليحميكِ من تكرار مثل تلك الإهانات أو الألم مرة أخرى لك كما فهمت.

ومن المهم جداً أن تستمعي بتفهم واحترام لهذه المخاوف التي تدفع العصبية إلى الظهور، وتستكشفي طرق تساعدك على تأخير اندفاعة العصبية والألفاظ الصعبة أو المهينة بالجانب المتفهم منك أولاً ثم ربما بأدوات تساعدك على ذلك يمكنك البحث عنها بسهولة تحت عنوان التعامل مع الغضب أو إدارته أو ما شابه، وحاولي أن تتحدثي مع من حولك، وخاصة الذين ستجمع بينك وبينهم علاقة ممتدة، وأن تعبّري عما تشعرين به من مخاوف أكثر  من التعبير بغضب، والذي هو الحامي لمنع الوصول إلى المخاوف. فمثلاً، تعبرين عن استقبالك لتصرف كذا بأنه يجعلك تشعرين بأنك غير مقدرة، أو تشعرين بإهانة إن فعل الشخص معك كذا أو قال كذا، فهذه الطريقة تصل إلى غيرنا أكثر من العصبية والاندفاع برد موجع لغيرنا، وحاولي أن تلاحظي ماذا يعني لك الانتقاد، هل تستقبلينه بأنه عدم قبول لك؟ أم تشعرين بالذنب والخزي؟ أم يقربك من الجانب الرافض لأنك قد تفعلين خطأً؟ أم ماذا؟ وكلما تعودتِ هذه الطريقة في التعامل مع نفسك وغيرك، حققتِ درجة من الراحة تزداد بزيادة وعيك ونضجك، وإن لم تجدي تحسناً واعداً لكِ، فلا تتكاسلي عن تقديم المساعدة لنفسك مع متخصص يعلمك كيف يجعلك تتجاوزين تلك المعاناة بأمان. دمتِ بخير.

آخر تعديل بتاريخ
04 ديسمبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.