صحــــتك
08 ديسمبر 2017

عقم ثانوي وزوجي يسيء إلي.. ساعدوني

مساء الخير أعاني من عقم ثانوي حيث أنجبت مرة واحده فقط، وأصبح زوجي مقدماً على الزواح بأخرى ويعاملني بشكل سيئ، ولا ينفق إلا أقل القليل. ليس لي أهل. كبرت، ماذا أفعل؟ ابنتي تلومني لأني أذل نفسي له. كيف تتصرف المرأة السوية، خائفة من نظرة الناس للمطلقة
عقم ثانوي
أهلا وسهلا بك سيدتي الكريمة،
الحياة في حقيقتها "اختيارات"، ولكل منا اختيارات تختلف عن الآخر حسب قدرة كل منا على دفع ثمن الاختيار؛ فنحن حين نختار في الغالب لا نختار بين جيد وسيئ، ولكن نختار بين أمرين كلاهما سيئ، فنختار ما نستطيع دفع ثمنه بدلا من الآخر، ويحقق لنا شيئا نراه أهم من أي شيء آخر، ووسط كل هذا قد نسيء الاختيارات، وقد نخاف من أمور نتصور أنها أقل رعبا من أمور، والعكس يكون هو الصحيح، وقد نتصور أننا نخسر الأقل في حين أن خسارتنا في ما اخترناه خطأ كانت هي الأفدح.

لذا.. ما يمكنني قوله لك هو الحقائق، وكذلك ما يترتب على الاختيارات المختلفة؛ ﻷنك أنت من سيختار، وسأترك لك عدة نقاط لتستوعبيها:
- الزواج.. ليس مكانا يحمينا من التشرد، وليس عيشة والسلام، وليس جنهم الحمراء؛ الزواج عشرة يغلب فيها الخير، ويغلب فيها الونس، وفيه متع، وراحة نفسية، الزواج مساحة فيها حرية، ووجود حقيقي لنا كما نحن، الزواج رحلة طويلة تحتاج لشريك يعيننا على تحمل طول الرحلة بكل ما فيها لا أن يحولها لرحلة شقاء وبؤس، الزواج ليس هدفا في حد ذاته، ولكنه وسيلة لتحقيق ما نحتاج له بصدق.
- العقم الثانوي ليس بيدك، فمن حقه أن يختار الاكتفاء بابنتكما، أو أن يزيد من أبنائه بالزواج الثاني، لكن ليس من حقه أبدا أن يكدر عيشك، ويجرحك بسبب قدر قدره الله لحكمة يعلمها وحده؛ فماذا وراء تعامله السيئ معك؟.. سؤال يحتاج منك لصدق شديد يساعدك على رؤية ما لا ترينه، أو لا تريدين رؤيته؛ فقد يكون السبب هو حقيقة خصاله المؤذية، وقد يكون رفضك للزواج الثاني، وقد يكون ضعف العلاقة والتواصل الإنساني بينكما، قد تكون مشكلات أخرى بينكما؛ فيكون الحل مختلفا لكل سبب.
- أي الألمين أهون على نفسيتك.. الطلاق، أم المذلة والإهانة؟
- أي ناس تحملين همهم وتتحملين بسببهم تجرع تلك المذلة؟ فمن سبح بحمد الناس كفر، ومن حبس نفسه في سجونهم لم يحقق إلا المزيد من الألم وهو يرتدي رداء الفرح كذبا، ومزيد من تزييف مشاعره، وعاش ميتا مرتديا ثوب الحياة زورا.
- مخاوفك هي حقيقة سجنك الذي تسجنين فيه نفسك منذ سنوات قد تسبق زواجك أصلا، وهي نفسها ما جعلتك تتحملين ما تتحملينه حتى عبرت ابنتك عنه؛ فسنك، وعدم وجود أهل، ووحدتك كلها مخاوف مزيفة؛ فإن أردت، ستتمكنين من تجديد رؤيتك لنفسك، وسترين أنك لست وحيدة، فمعك ابنتك، وحتى خوفك من عدم قيامه بمتطلبات ابنتكما، فها أنت تشكين من بخله عليكما من الآن، فأنت فقط من يتمكن من مساعدتك، وليس أي آخر.
- رأيت أبناء كثيرين كانوا يعانون من أشياء في علاقتهم بأبيهم، وزادت معاناتهم لغضبهم المكتوم بسبب اختيارات أمهم السلبية رغم تصور الأمهات أنهن اختاروا الأفضل ولصالح أبنائهن.
- مهما تصورنا ضخامة ما قد نخسره، فهو يهون أمام خسارتنا لنفسنا الحقيقية التي هي أجمل، وأكثر براحا، وإبداعا، وشجاعة لو تحررت من سجونها.

رغم كل ما قلته.. إلا أن الاختيار لك وحدك، ﻷنك من سيدفع ثمنه؛ فقد تختارين الفراق، وقد تختارين اتخاذ موقف شجاع في مواجهته، ليعاملك بما تستحقينه حتى مع زواجه الآخر، فنحن في مرحلة الاختيار نكون أحرارا، ولكن بعد الاختيار نكون مسؤولين عما اخترناه تماما.


اقرئي أيضاً:
الاستشارة الزوجية (ملف)
هل الزواج علاقة؟
المشاكل الزوجية.. المعالج النفسي قد يكون الحل
بوجود العقم.. كيف تحافظ على حياة زوجية سعيدة؟
دليل تفصيلي للتعامل مع الزوج غير الرومانسي

آخر تعديل بتاريخ
08 ديسمبر 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.