طلقت زوجتي وما زلت أحبها وأبكي عليها

عزيزي؛

أسأل الله أن يخفف عنك تلك المشاعر الصعبة التي تتجدد عليك كل فترة مع من كانت زوجة لك، والحقيقة كنت أتمنى أن تشاركني أسباب الفراق التي جعلتك تتركها وأنت تحبها وسعيد معها وهي كذلك كما تقول. وردي على سؤالك يتوقف بشكل كبير على مدى وجود احتمال أنكما من الممكن أن تعودا زوجين من جديد، فإن كان هناك احتمال لحدوث ذلك؛ فلا بد من أن يكون بينك وبينها اتفاق واضح ومحدد بأنها تنتظرك، وأنك ستعود لها من جديد خلال وقت تحددانه معا كحد أقصى للانتظار ومهم أن يتم تحديد هذا الوقت بناءً على الواقع الذي تمران به أنتما الاثنان، وتحديد مسؤولية كل منكما خلال تلك الفترة سواء في مواجهة المشكلات التي تسببت في الفراق، أو إذا تقدم لها شخص للزواج منها، وأخيرا أن يكون هذا الوقت "محددا" بوضوح بينكما ؛ لأن هناك مشكلات إن تركنا الوقت وحده يقوم بحلها قد تأخذ أعمارنا وأعمارا فوق أعمارنا خاصة إن كانت تتعلق بتغيير موقف أو رد فعل أشخاص آخرين، أو مشكلة نفسية عميقة تحتاج لتدخل متخصص ونتصور كذباً أنها ستحل وحدها في يوم من الأيام..

اقرأ أيضاً

هل الزواج علاقة؟

أما إن كان احتمال رجوعكما زوجين من جديد مستحيلاً ؛ فلتكف عن أذى نفسك بعد كل هذا العمر الذي من المؤكد حمل الكثير من التجارب والتحديات والخبرات التي يكفي كم تعرضت فيها من جهد ومشقة نفسية أو حتى جسدية على الأقل، فالوقوف في المنطقة الرمادية طويلاً لا يأتي بخير، ووضعك معها أن لم يكن هناك أمل في الرجوع سيزيد ما بينكما الألم والحسرة والعجز، فلا تفعل ذلك بنفسك ولا تفعل ذلك بها، وألم الفراق الحقيقي سيكون على صعوبته أهون كثيراً من استمرار مشاعر الغيرة والعجز والحرمان كل فترة، بل قد يكون من نتائجه التي لا نراها بسهولة في البداية أن مشاعركما وطريقة التعامل بينكما ومذاق العلاقة ستختلف للأسوأ!، فالحيرة والعجز والحرمان مع استمرارها يولد مشاعر أصعب لم تكن من الوارد حدوثها بين محبين!، لذا أقترح عليك أن ترى بصدق أي الاحتمالين أنتما تقتربان منه أكثر؛ لتأخذ قراراً شجاعاً تمليه مروءتك وحبك لها ويناسب حقيقة وضعكما دون الوقوع في براثن الاحتياج أو الأنانية أو غيرهما، دمت بخير.