صحــــتك
03 مايو 2017

طفولة سيئة وزوج يتحكم.. مطلقة وأعاني الوحدة

عشت طفولة سيئة من أب قاسٍ، دائماً ما كان يستخدم التعنيف والضرب بدلا من الحوار، لم يحضني قط، وكذلك أمي كانت توافق علي كل أموره، عندما كبرت وودت أن أتحرر من هذا البيت، تزوجت بشخص جيد إلى حد ما، أحببته وأحبني، وسرعان ما كان يطالبني بأفعال معينة ليستمر حبه، افعلي ذلك كي أظل أحبك، تصرفي هكذا لكي أرضى عنك، وأخيرا وقف أمام عملي ونجاحي، وأمرني بالجلوس في البيت لكي يرضى عني ويحبني، ولكنني أخذت قراراً بالانفصال، أنا مرهقة ذهنيا وعاطفيا جدا جدا، فعقلي يمنعني من الرجوع إليه، وقلبي مازال متعلقاً به، أو ما زال عندي فجوة كبيرة جدا في الحب والاحتواء والاحتضان بدون أي شروط، كيف أتخلص من هذه المشاعر.. أكاد أجن من التفكير؟؟
الاحتياجات النفسية
أهلا وسهلا بك يا صديقتي؛ أشعر بك تماماً، وبهذا الفراغ المرعب المؤلم، والاحتياج للونس، والمشاركة، والحضن، وغير ذلك من الاحتياجات الهامة جدا لصحتنا النفسية.

ورغم أن هذه الاحتياجات مشروعة لك جدا، ورغم أن تلك الاحتياجات هي في حقيقتها حقوقك؛ إلا أنك لم تصدقي من داخلك ذلك بعد؛ فمع مساحة الاحتياجات تلك نحتاج جداً أن "نعي" الفرق بين الحصول على الاحتياج، وبين دفع "ثمن" للحصول على الاحتياج.

لقد كان سبب زواجك من الأساس ليس وعيك بفهم حقيقة الزواج، ودراسة الطرف الثاني لمعرفة مدى مناسبته لك، ولكيانك، وحقيقة حبه وقبوله لوجودك كما أنت، ولكنك تزوجت لاحتياجك للأنس، والدفء، والحنان، وحتى تحصلين على حقوقك تلك؛ اضطررت أن تكوني شخصا آخر غير نفسك لتحصلي على ما تحتاجينه.

والآن عليك أن "تسمي" التسمية الصحيحة لما تشعرين به حتى تتمكني من اختيارات واعية صحية "تستحقينها"؛ ففراغك هذا قديم وليس جديدا، ولا يتعلق بفراقك عن زوجك، فقط شعورك حاضر بقوة الآن؛ ﻷنك اختبرت جزءاً منه في تجربة زواجك، وأنت تحتاجين لمن يراك كما أنت، ويقبلك، ويحبك كما أنت، ولن تجدي هذا الرجل وأنت مهزوزة نفسياً، وضعيفة، ولا تسمين الأشياء باسمها، ولا تصدقين بقوة أنك تستحقين ما تحتاجينه.

فالبداية إذن ستكون بتصديقك لاحتياجاتك، وأنها حقك، وليست تسولاً، وليست متطلبات "مخصوصة"؛ نظراً لمأساتك في نشأتك، ولكنها فطرة، وحق لي، ولك، وﻷبويك، ولكل البشر، ثم تبدئين في تقييم تجربتك في الزواج لتكتشفي ملامح، وحقائق عن نفسك، وقد تكتشفين أن زوجك تعامل معك هكذا؛ ﻷنه لم يرى منك سوى الخوف الشديد من هذا الفراغ الذي تعانيه اليوم دون حديث عن هذا بينكما؛ فما نشعر به يصل لمن معنا دون كثير كلام، ولعل هذا يساعدك على عدم التنازل عن حقيقة وجودك، وكيانك معه بعد ذلك؛ إن أراد الرجوع لك كما أنت، وليس كما يريدك أن تكوني، أو يساعدك على رفض البقاء معه تحت شروط تقتلك كل حين؛ لتتمكني بعد ذلك بنضوج "تحمل" غياب ما تحتاجينه طال الوقت قليلا، أو قصر لتحصلي على ما تستحقين، وكرري تصديقك هذا كل يوم، وقلت كرريه وأنا أقصد ذلك تماما؛ لتتمكني من التغلب على رسائل الماضي القاسية التي جعلتك تتنازلين عن حقيقتك في زواجك السابق؛ ﻷنها تكررت كثيرا ببساطة؛ وكلما مارست ذلك بصدق كلما تمكنت من مقاومة الغرق في تلك المشاعر، وكلما تمكنت من استحضار شجاعتك لتبقي أنت كما أنت.
آخر تعديل بتاريخ
03 مايو 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.