صحــــتك
04 نوفمبر 2017

طبيب أسنان.. الرهاب الاجتماعي يدمرني

السلام عليكم ورحمة الله، الرهاب الاجتماعي، أشعر دائما أنني أخسر الكثير والكثير بسبب هذا المرض اللعين، ثقتي بنفسي تضمحل شيئا فشيئا، على الرغم من أنني طبيب أسنان وحاليا في الدراسات العليا، إلا أن الحالة تضاعفت لدي مؤخرا، وأصبحت أخاف من أي لقاء مع أي شخص، ولا أوفر أية فرصة للوحدة والانعزال والابتعاد عن الناس، أرجوكم ساعدوني، أشعر أنني في طريقي للانتحار<?xml:namespace prefix = "o" ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" />

الرهاب الاجتماعي
أهلا وسهلا بك يا دكتور زياد،
قبل أن أحادثك عن الرهاب الاجتماعي يهمني أن أتحدث معك عن الأفكار الانتحارية.. هذه الأفكار لا ينبغي إهمالها.. ومهم جدا وعاجل جدا أن تتوجه من فورك للمتخصص، فإن كان الذهاب لمتخصص أمرا صعبا عليك فأخبر من تثق فيه من الأهل والأصدقاء بهذا الأمر، واطلب منهم العون والمساعدة والدعم، وستجد الكثير مما يفيدك في هذا المقال.

أما بالنسبة للرهاب الاجتماعي فهو نوع من أنواع القلق الذي أصبح منتشرا أكثر من السابق؛ فأنت لست وحدك في تلك المخاوف، وجزء كبير من هذه المخاوف يعود للوقوع في أفكار تخص رؤية الشخص لنفسه من وجهة نظره، والتي يتصور أنها ستكون حتما هي نفسها وجهة نظر من يتعامل معهم، وهذا هو أكبر فخ يقع فيه صاحب هذا الرهاب؛ مما يجعله يظل حبيسا في مصيدته.

أنت في الواقع لا تقلق من مقابلة شخص ما، ولكنك تقلق لأنك تقع في أفكار مختلفة منها أنك ستكون غير مهندم مثلا، أو أنك ستبدو مغفلا، أو أنك لن تجد ما تقوله، أو أن ما ستقوله سيكون سخيفا أو تافها، وغير ذلك من الأفكار.. هذه الأفكار هي التي تقلقك؛ وتجعلك تتصور أنك لا تتمكن من التعامل مع الأشخاص.

الحقيقة الأخرى المهمة هي أنك لم تولد هكذا؛ ولكن طرق التربية التي فيها الكثير من النقد والمقارنات، واضطرارك لتقديم ثمن محدد للحصول على القبول من المحيطين بك، وفي أحيان أخرى الممارسة التفصيلية والاهتمام التفصيلي بتفاصيل الحياة هي ما تسبب الكثير من المشكلات في شخصية الإنسان منذ نعومة أظافره، ومنها القلق الشديد على صورته التي سيظهر بها، أو القلق من عدم القدرة على التواصل مع شخص في علاقة، سواء في شكل رهاب اجتماعي أو غيره من الأمراض النفسية التي تشمل الرهاب كعرض من أعراضه.

لذا أقترح عليك أن تتواصل مع متخصص نفسي لسببين في غاية الأهمية:
- أولهما أن هناك علاجات خاصة للرهاب الاجتماعي تحديدا، وﻷن أنواع الرهاب كلها يصاحبها اكتئاب بدرجات مختلفة، وكثيرا ما تكون مصحوبة بوساوس ظاهرة أو غير ظاهرة، والتي سيكتشفها المتخصص حين يسمعك، ويقترب من تفاصيل معاناتك.

- والسبب الآخر هو أنه كلما بدأ العلاج مبكرا كلما كانت النتائج أفضل وأسرع، وأنت لازلت صغيرا يا ولدي.

وحتى تقوم بتلك الخطوة أترك لك تلك النقاط:
- تذكر أنك لم تكن هكذا، وأنك اكتسبت تلك المخاوف، وكما اكتسبتها؛ ستتمكن من التخلص منها بجهد وتركيز؛ فلتكتب كل الأفكار التي تراودك حين تقبل على التعامل مع أحد؛ لتناقش حقيقة وجودها من عدمه، واسمح لنفسك أن تختبرها بوجودك وسط الناس.

- اجعل لنفسك "بروفة" في دائرة صغيرة من الأشخاص، وابدأ بمن يحبونك، وتعرف أنهم يحبونك؛ لتتحدث معهم وتتناقش في موضوع وسطهم، أو تعرضه عليهم، وساعد نفسك بملاحظة أفكارك مع ردود أفعالهم، ورؤية حقيقة أحاديثهم التي ستكون مليئة بالأخطاء أحيانا، والتلقائية أحيانا، والقبول أحيانا؛ لتكتشف حقيقة أن معاركك هي معارك محض اختراع من رأسك ولكنك للأسف صدقتها وحبست نفسك فيها؛ وحين تصدق هذا.. حينها فقط ستسمح لنفسك بعدها بأن تقبل عثراتك وأخطائك؛ وتقبل نفسك كما هي فينتقل ذلك القبول نفسيا لهم دون الحديث عنه؛ ولا تظن يا صديقي أن الرسائل النفسية غير الصريحة لا تصل؛ ففي الواقع هي تصل وبقوة أعلى من غيرها الواضحة.

- كل يوم اكتب 3 أشياء جيدة تتمكن من فعلها، واقرأ ذلك بعد 10 أيام لتر حقيقة جزء منك لا تعيره اهتماما، وهو ظلم شديد لنفسك.

- كل يوم عليك أن تواجه مخاوفك بشكل بسيط في موقف صغير؛ يتدرج بمرور الوقت مع غرباء، وكل موقف تنجح فيه كرره دوما بجانب الموقف الجديد الصغير، وهكذا.

- أوقف أي لغة انتقاد غير ناضجة أو غير مهذبة أو بعيدة عن درجة القبول التي تسمح بها لو صدرت من أي شخص، ولكن افعل ذلك بذكاء وحسم دون عنف أو تخاذل.

- تخيل مواقف تقلقك في ذهنك في وقت هادئ بعيدا عن التشتت، وتخيل نفسك فيه تقوم بما تحب أن تقوم به، وحدد فيه الأشخاص، والموقف والكلام، واحضر في الموقف بكل حواسك؛ شاهد نفسك.. ماذا ترتدي؟ ما هي ألوان المكان والأصوات والروائح؟.. كل التفاصيل، وابدأ في ممارسة الحديث، وكلما وجدت نفسك متوترا، اخرج من المشهد وتذكر أمرا يسبب لك الهدوء، أو صورة معينة، أو غير ذلك مما يسبب لك الهدوء؛ لتعود للموقف من جديد لتكمل جزءا جديدا، وكلما شعرت بالاختناق اخرج من المشهد وتواصل مع أمر يقلل توترك ثم عد لتكمل مع إضافة جديدة، وهكذا حتى تكمل الموقف للنهاية بالشكل الذي يرضيك.. وهذا التدريب أفاد الكثيرين فلا تهمله.

- احم نفسك، فهي مسؤوليتك الذاتية، من التواجد مع أشخاص مستهترين يسخرون من الآخرين، ويحكمون عليهم مهما كانوا قريبين منك؛ فهم جزء لا يتجزأ من ترسيخ معاناتك دون أن تدري.

- الشجاعة ليست في اقتحام ما يخيفنا بعنف وغشم، ولكن الشجاعة الحقيقية هي الدأب مع عدم الاستسلام حتى مع مرات الفشل.. هيا ابدأ.

اقرأ أيضاً:
نصائح عملية للسيطرة على الرهاب الاجتماعي
مريض الرهاب.. معاناة مستمرة (ملف)
مهووس بصورة جسمي وأعاني .. ما الحل؟
آخر تعديل بتاريخ
04 نوفمبر 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.