صحــــتك
23 يناير 2018

ضعف التواصل مع الزوج.. ومشكلات العلاقة

أنا متزوجة من مهندس بحري، أعيش مع العيلة ولي منه بنت وتوأم أولاد، أحبه كثيراً لكن ظروف شغله وسفره تسبب لي ضغطاً نفسيّاً. أصبحت عصبية ومتقلبة المزاج بشكل سريع،  علاقتي الحميمة مضطربة أدخلها وأخرج منها يائسة ومخنوقة لأني لا أصل إلى أيّ استمتاع. كان لي وأنا مراهقة تصرفات جنسية خاطئة مارستها على نفسي، وأرى أن  لذلك أثراً جسدياً ونفسياً على علاقتي بزوجي؛ لأني أقارن بين متعتي معه ومع نفسي لذلك لا تكتمل متعتي معه، وغالبا أكمل أنا ما بدأه هو. تكلمت معه في الموضوع بدون أن أقول له ما أفعله، وطلبت منه زيادة المداعبات، لكن دون فائدة. المشكلة أني بعد العلاقة الزوجية غالباً أمارس العادة لأهدىء جسدي. أريد حلاًّ يا دكتور
غياب الزوج
عزيزتي مريم:
وصلتني استشارتك وأشكرك على ثقتك بنا، ونرجو في منصّة صحتك أن نكون عند حسن ظنكم.

 
الحياة بشكلٍ عام لا تخلو من المشاكل التي تتطلب الوعي والحكمة للتعامل معها، وما الحياة الزوجية إلا صورة من الحياة؛ فالمشكلة الأولى في استشارتك هي ضعف التواصل العام بينك وبين الزوج بسبب ظروف العمل والسفر، وما ينتج عنه سوء المزاج العام بالنسبةِ لك.

اقتراحي عليكِ هو بالحوار الهادئ معه، من خلال التواصل الرحيم وهو على عدة خطوات:
- الأولى بوصف الحال بلا انطباعات شخصيّة، وهو ما نسميه بالوصف المجرّد الذي لا يوصل أي رسالة لوم أو هجوم.
- ثم ذكر ما يسببه ذلك من مشاعر سلبية لديك.
- ثم ذكر احتياجك للأنس به والتواصل معه، مع ذكر تفهّمك لطبيعة عمله، ثم الطلب منه بمحاولة التوفيق بين الطرفين.

وهناك عدّة سبل يمكن من خلالها التوفيق، إما من خلال الاتصال الهاتفي أو الشبكي "
Internet"، وكذلك زيادة كفاءة الفترة التي يقضيها معكم، من خلال تنظيم وقتها وتخطيطه وملئه بالأنشطة التفاعلية المناسبة، مع ذكر النتائج المرجوّة من هذا التغيير والتي ستعود عليه وعلى الأسرة بشكل عام.

والنقطة الأهم هنا هي أن تعملي بشكل حقيقي على شخصيتك، إشباع احتياجك الاجتماعي من عدة مصادر، ليس فقط زوجك وإنما شبكة المحيطين بك، وكذلك فهم احتياجاتك والعمل على إشباعها، ليس للاكتفاء بنفسك وإنما لاكتساب مهارة تأجيل الإشباع، ولا يعني ذلك إنكار احتياجاتك أو التنكّر لها.

أما بالنسبة للعلاقة الخاصة فإن ضعف المعرفة الجنسية الصحيحة يؤدي إلى العديد من المشكلات، إحداها ما قمتِ بذكره في استشارتك، فالعلاقة الحميمة من شقّين شق يخص المقدمات وشق يخص الاتصال المادي، وتشير العديد من الأبحاث إلى أن الأفراد يختلفون في ما بينهم في ما يخص هذين القسمين، فيصل بعضهم إلى قمة النشوة والاكتفاء من خلال المقدمات، ولا يكفيه التواصل المادي بنفس الدرجة وقد لا يحقق له نفس النشوة، والبعض على العكس من ذلك، والبعض خليط من هذا وذاك. ولذلك فينبغي عليكِ ألا تخجلي من المطالبة بإشباع كاف في العلاقة، ولا أن يوفرها الآخر عرضاً،  لأنها علاقة يمكن أن تعمل على احتياجاتنا النفسية على عدة مستويات، فلا مجال للخجل أو التردد، بالعكس فحصولك على إشباع كاف سيعود بالإيجاب على الشريك الآخر.

ويكون أحد أهداف المشورة الزواجية هي تعليم شريكي الحياة ما يخص هذا الأمر، فهذا البعد من الحياة الزوجية هو بعد جوهري، وينبغي أن يحقق أكبر قدر من الإشباع لكلا الطرفين، وأقل قدر من الاستياء والنفور. ويتم ذلك من خلال المصارحة اللبقة لتوقعات ورغبات كل فرد من الآخر، ويساعد المشير/المعالج النفسي بقوة في هذا الأمر. وإلى أن يتم هذا الأمر فالمداعبة الذاتية المعتدلة ليست بالتصرّف الخاطئ، وخصوصا وأن زوجك يغيب لفترات بسبب طبيعة عمله.

في النهاية، أرجو أن أكون قد أجبت في ما يسمح به المقام عن استشارتك، ولا تستبعدي زيارة مستشار أسري/ أو طبيب نفسي مختص بالمشكلات الزواجية إن تأخر التحسّن.

اقرئي أيضاً:
الاستشارة الزوجية (ملف)
جلسات المشورة قبل الزواج.. لتقليل نسب الطلاق (ملف)
والداي مطلقان.. وخطيبي مسافر وأحتاجه
لديكِ مشكلة جنسية ومحرجة.. كيف تتصرفين؟

آخر تعديل بتاريخ
23 يناير 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.