صحــــتك
27 أبريل 2021

صعوبة التفاهم والألفة مع والدي بعدما ضربني

مررت بتجربة مريرة مع أبي والتعنيف والضرب والربط بسبب أخطاء افتعلتها، مرت شهور ورغم أنه يحاول تعويض ما حصل بالهدايا والمال والمزح إلا أنني لا أستطيع الكف عن التذكر والشعور بالخوف الشديد والكره أيضا والحزن، للعلم انها ليست المرة الأولى، كلما يقترب مني للمزح تراودني تخيلات من الماضي، فأحزن أو أٌصدم، أكرهه وأحيانا أتمنى موته. كيف أتخطاه وأتخطى ماضيه وماذا أفعل؟؟
صعوبة التفاهم والألفة مع والدي بعدما ضربني

أهلا وسهلا بك عزيزتي؛
نعم يا ابنتي، حين نجرح من داخلنا، خاصة ممن كنا نتوقع منهم التفهم والاحتواء والعطف، لا يكون من السهل النسيان، خاصة كما ذكرت أن هذا لم يحدث مرة واحدة، ولكن تكرر، وهذه حقيقة تتكامل معها حقيقة أخرى واضحة، وهي أن والدك لا يرضى عن تصرفاته معك ويحاول قدر ما يمليه عليه عقله أن يمحو ما حدث في العلاقة بينكما، واستخدام عقله وحده هذا تحديدا  ما يجعلكما تدوران في دائرة مفرغة تكرر نفسها، بل وصرتما تتوقعان تكرارها؛ حيث تأتي الهدنة والرغبة في التسامح ثم يتكرر فعل التعنيف وهكذا..


وقلت لك أن ما يمليه عليه عقله قدر اجتهاده هو نفسه ما يجعلكما في الدائرة الجهنمية تلك؛ لأنكما تفتقران للحديث عما حدث بينكما من خلال  المشاعر وليس العقل!؛ فالحل الأمثل هو أن تذهبا معا لمعالج يصلح ما قد أثر في العلاقة بينكما، حتى تتمكنان من السير في العلاقة الجديدة بينكما بصدق، فعلاج العلاقات لا يقتصر على الأزواج كما يتصور البعض...

وحتى يحدث ذلك، يمكنني أن أحدثك عن بعض الأمور التي تساعد في تحريك العلاقة بينكما إلى أفضل مما هي عليه، وأول شيء أود أن أوضحه لك هو أن تجاوز ما حدث لا يتوقف عليك وحدك؛ فحين يصل إليك منه أنه اعترف بخطئه ولو في طريقة التعامل معك، وأنه سيجتهد للتعامل المطلوب إذا تكرر منك فعل لا يقبله، فسيساعدك هذا كثيرا في التجاوز بصدق، والعلاج هنا في تلك المنطقة، كيف ستوضحين له معاناتك، وكيف سيختار اختيارات أخرى إن غضب منك لفعل ما، ولكن بعيدا عن اتفاقات العقل والمنطق وقريبا أكثر من المشاعر وما يحدث بداخلك في لحظات تعنيفك مثلا..

وحتى أوضح أكثر ما اقترحه، سأقول لك مثالا يمكنك القياس عليه، كأن تقولين له.. حين أرى وجهك يصرخ فيّ وتبحث عن كل طرق القرب مني لضربي، أشعر بثقل شديد أن أوصل إليك ماذا حدث بداخلي لكي أفعل ما فعلت وأغضبك، فأشعر بالعجز وبأنني غير مفهومة، أو أنك لن تسمعني فأحزن كثيرا وأخاف كثيرا أننا لن نلتقي أبداً وأنا احتاج لقربي منك يا أبي، وهذا يختلف كثيرا عن حوارات الاتهام والدفاع واتفاقات العقل بما يجب أن تفعلاه؛ لأن وقت الغضب لا يوجد سوى صوت المشاعر عالية الاستثارة..

وقد يمكنك أن تساعديه بأن تسأليه، مثلا، حين فعلت كذا كيف فكرت وبماذا شعرت؟ فغالبا ما ستجدين أنه خاف عليك أو قلق لأمر ما قد يسبب لك أو له جرحا؛ الفكرة في أن يرى كل منكما ما يحدث بداخله، فيحدث تفسير أعمق وأكثر حقيقية، وليس بالوقوف عند الفعل الخارجي؛ فعجزك عن تفسير ما بداخلك مع خوفك يجعلك تصمتين مثلا أو تقولين كلمة مستفزة، فلا يرى حزنك ولا عجزك ولكن يرى صمتك الذي قد يفسره بالتبلد أو كلمات طائشة يفسرها بالتحدي أو غيره، وهذا غير حقيقي، فكأني أريد أن أقول بدلا من التقاء الصمت مقابل التعنيف، نذهب الجزء أعمق وأصدق حيث يقابل رغبتك في القرب مقابل قلقه عليك، وهذا يحتاج لاختيار وقت مناسب وتكرار وصبر ودأب حتى تتمكنان من التفاعل معا بشكل جديد يحقق راحة وأمانا؛ لأنه يحبك يا ابنتي ويهتم لأمرك، ولكنه يفقد طرق الوصول إليك وأنت كذلك، حتى مشاعر كرهك له هي مشاعر حب غاضبة جدا لأن من نكرهه لا ننفعل لأفعاله تجاهنا حتى ولو كانت بالضرب... حفظ الله علاقتكما، واثق في أنك ستكونين مجتهدة في ما اقترحته بإذن الله.

آخر تعديل بتاريخ
27 أبريل 2021

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.