صحــــتك
21 أغسطس 2018

صديقتي أجمل منى.. وأتألم لرفض العرسان

أقرب صديقة لي دايما الناس معجبين بيها وبجمالها، وأنا أقل حظا منها في الجمال، لما نتصور سوا صحابي يقولولي بهزار بلاش تتصوري معاها أحسن. ماكنتش بتأثر يكلامهم لأني كنت واثقة في نفسي لكن بعد ما رفضني أكتر من حد أتقدم لي، وهي في نفس الوقت بتحكيلي عن اللي بيحبوها، وبشوف نظرات الإعجاب لها.. غصب عني بدأت أضايق، وبقيت بعاملها وحش، وهي مش فاهمة ليه. بقيت بركز في تصرفاتها عشان نفسي أفهم أنا ليه مرفوضة كده. ومش عاوزة أكون كده، ولا عاوزة أخسرها. شكرا
صديقتي أجمل منى.. وأتألم لرفض العرسان
أهلا بك وسهلا يا ابنتي،
تخطئين كثيرا في حق نفسك بتلك الفكرة، نعم هي فكرة وليست إحاسيس أو مشاعر؟ والفارق كبير بين الأفكار والأحاسيس والمشاعر، ومع المشاعر والأحاسيس فالمطلوب منا أن نقبلها كما هي بدون مناقشة، وهذا طبيعي جداً.. فمن غير المقبول أن تناقشي نفسك لأنك شعرتي بالبرد (أحاسيس جسدية)، ومن غير المقبول أن تنكري على نفسك خوفها من الأسد (مشاعر).

مشاعرنا، رغم قدرتنا على تهذيبها وترويضها؛ إلا أنها مشاعر تلقائية لا نتمكن صدقا من رفضها، أو التحكم فيها لدرجة محوها.



والأمر مختلف تماماً مع الأفكار.. فأفكارنا هي قناعة وصلت لنا من الآخرين أو من مجتمعنا أو خبراتنا؛ جعلت لدينا معتقد أو وجهة نظر، وهذه الأفكار يمكن مناقشتها، ويمكن تغييرها، ويمكن إنهاؤها تماما على عكس المشاعر، كما يمكن إثبات خطؤها.

وتحدث المشكلة حينما نخلط بين المشاعر والأفكار، فنقبل الفكرة ولا نناقشها؛ لأننا نتصور أنها مشاعر، ونتعامل مع المشاعر على أنها أفكار يمكن تغييرها أو محوها بمعركة كبيرة.



تصورك أنك مرفوضة هي في حقيقته فكرة تحتاج منك مناقشة وتفنيد؛ فتعالي نناقشها سويا:
- أنت تقولين أن أكثر من شخص رفضك؛ فهل كل الأشخاص يرفضونك؟ وهل من رفضوكي هم كل الأشخاص الذين ستقابلينهم؟
- هل من تقدم لك لم يكن شاهدك قبلها، ورآك فقط يوم تقدم لك؛ فرفضك؟ 
- فهناك فارق كبير بين أن يرفضنا شخص، وأن يرفض أمرا ما يجده لدينا؛ فلو افترضنا أن أحدهم يحب الهدوء والسكون، وينزعج كثيرا من الصوت العالي، والصخب ولو قليلاً، وحين جلس معك وجد لديك صخب؛ فانزعج.. هل هذا الرفض لك أنت شخصيا؟ أم هو سيرفض الصخب في اي فتاة يقرر الحياة معها ولا يخصك هذا؟
- لقد وجدنا صوراً كثيرة للرفض الذي يظهر من الخارج رفضاً، وهو يتعلق بأمر آخر تماماً؛ كمن لا يرتاح لشخص تعرف عليه قريبا أو للتو، رغم أنه لم يأخذ وقتاً في معرفته فعلا عن قرب، ويعبر عن ذلك بقول "لا أعرف لا أحبه لله في الله"، ويكون السبب النفسي الغير ظاهر أن الشخص المرفوض يذكرّ الشخص الرافض بملامح قريبة من شخص يكرهه أو يخافه، أو يحمل هيئته، أو يقول كلمة معينة كان يقولها الشخص الذي كان يكرهه.. الخ.
- وقد يرفض شخص شخصا آخرا؛ لأنه أفضل منه دون أن يعلن هذا.
- أو لأنه لن يتمكن مثلا من السيطرة عليه في أمر ما.. الخ.



فالرفض فكرة تحتاج لمناقشة حقيقية واقعية بعيدا عن سطحية أني مرفوضة هكذا وفقط، وهذا يغير موقفك ممن رفضوا استكمال الزواج معك حتى بسبب لا يخصك أنت فعلا، ويساعدك عل الاحتفاظ بكيانك أنت؛ لتتزوجين من يراك ويرغب فيك أنت.

رأيت كذلك في سطورك أن تلك الفكرة صارت تطاردك حتى مع تصرفات الآخرين حين يقولون لك مثلا لا تتصوري مع صديقتك؟ فلماذا لا تسألين لماذا؟ وتفترضين أن السبب هو فارق الجمال المزعوم؟ وحتى لو كان هذا هو السبب؛ فمن حقك أن تغضبي وأن تعبري عن غضبك بشكل صحي، ومن حقك أن تصدقي أن هؤلاء الذين يختزلونك بكل ما فيك من جمال  في ملامح خارجية لا يستحقون علاقة معك من الأساس.



صديقتي ابدئي بنفسك، وناقشي أفكارك، وسمي مشاعرك باسمها الصحيح؛ وأقبلي مشاعرك، وروضي حجمها بما قلته سابقا كله، وبعدم اختزالك لنفسك في ملامح؛ فأنت أكبر وأكثر من ذلك بكثير، وتظلمين نفسك بإختزالك لها.
آخر تعديل بتاريخ
21 أغسطس 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.